تداول العملات المعدنية السعودية يسجل انحدارًا تاريخيًا منذ مطلع الألفية الجديدة
آخر تحديث GMT10:44:03
 لبنان اليوم -

في وقت تستعد فيه المملكة لإطلاق الإصدار الثاني منها بنقوش للحرمين

تداول العملات المعدنية السعودية يسجل انحدارًا تاريخيًا منذ مطلع الألفية الجديدة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - تداول العملات المعدنية السعودية يسجل انحدارًا تاريخيًا منذ مطلع الألفية الجديدة

العملات المعدنية السعودية
الرياض - العرب اليوم

في وقت تتهيأ فيه المملكة العربية السعودية لإطلاق الإصدار الثاني من العملات المعدنية، لا يزال التداول بمبالغ النقود المصنوعة من المعدن مستقرًا عند مستوياته الضعيفة مسجلًا انحدارا تاريخيا منذ 20 عامًا، حينما بلغ حجم التداول ذروته عند 63.7 مليون ريال مسكوكة من المعدن خلال عام 1994، لتبقى دون مستوى 40 مليون ريال منذ مطلع الألفية الجديدة. 

ورغم عدم تحديد وقت لسك الإصدار الجديد، تباينت آراء الخبراء الاقتصاديين حول تفعيل التعامل بالنقد المعدني بشكل أوسع، إذ يلفت مختصون اقتصاديون إلى أنها من أسس التداول النقدي حاليا ومستقبلا، في المقابل، يرى فيها البعض عودة إلى الوراء في ظل التقدم التقني والرقمي الملموس في النظام المالي الدولي والمحلي.

 وأشارت آخر الإحصائيات الرسمية، تعامل السعوديون بقيمة 33.5 مليون ريال معدني فقط خلال العام الماضي، بزيادة 146.8 ألف ريال فقط مقارنة بعام 2013، فيما سجلت تناميا طفيفا حول هذه المستويات منذ عام 2010 التي تداولت فيه بقيمة 32.4 مليون ريال، ويتضح حجم التعامل بالنقد المعدنية عند مقارنته مع إجمالي النقد المتداول خارج المصارف الذي بلغ خلال عام 2014 ما قوامه 153.7 مليار ريال (40.9 مليار دولار)، ما يكشف حال التعاملات المالية بالمعدن أنها بالغة الضآلة مقابل العملة الورقية. 

وشهد الشهر الجاري إفصاح السعودية عن إطلاق إصدار ثان من النقود المعدنية حيث اطلع خادم الحرمين الشريفين على التصاميم الجديدة للأوراق النقدية والإصدار الثاني للعملة المعدنية السعودية، واستعرض الدكتور فهد المبارك ومحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي التصاميم الجديدة للأوراق النقدية والإصدار الثاني للعملة المعدنية حيث ستشمل صورا لتوسعة الحرم المكي والحرم النبوي، بالإضافة إلى صور لمعالم النهضة السعودية، وأهم الآثار التاريخية للدولة السعودية، كما يحمل الإصدار الجديد أحدث العلامات الأمنية.

ويؤكد الخبير الاقتصادي الدكتور فهد الحويماني، أن التوجه العالمي حاليا يذهب إلى تفعيل التقنية في الدفع فأصبح الدفع عبر وسائل الجوال والبصمة والكروت في وقت تتزايد فيه استخدامات "المياكرو – كاش"، ما يبرز أن التعامل بالعملات المعدنية هي عودة للوراء. ولم ينف الحويماني بعض الفائدة من تفعيل العملة المعدنية على الصعيد التجاري باعتباره حقا للمشتري أو البائع، بيد أن واقع التطورات الحالية على صعيد الأنظمة المالية وطرق الدفع وأساليب الشراء بحضور التقنية قلبت المعادلة، كما أن الرغبة في عدم حمل النقود المعدنية في الجيب لثقل وزنها، هي السائدة في انطباع السعوديين وهو ما يدعو لاعتبارها عاملا ثقافيا في التعامل النقدي.

 وزاد الحويماني في حديث لـ"الشرق الأوسط" أن الاعتبارات غير الاقتصادية تقف إحدى العقبات في وجه تفعيل المعدن، إذ إن الكثيرين لا يستعيدون بقية حسابهم من العملة المعدنية حال شرائهم حاجياتهم أو الاستعاضة عنها بقطع من الحلوى الرخيصة أو الشوكولاتة أو العلكة أو المحارم، ما يسخر الاستفادة من عوائدها على عدد محدود من مصنعي بعض السلع. 

ويرى الكاتب الاقتصادي راشد الفوزان أن تداولات العملة المعدنية خارج السعودية ذات أهمية وحضور وقيمة تداول يومية ملموسة، مرجعا غياب التعامل بها في السعودية إلى سببين، الأول التضخم السعري وآخر يكمن في ذات فئة العملة للمعدنية. وطرح الفوزان تساؤلا حول العملة المعدنية هل هي ترف وعبء "وزني"، كما يصف، مفيدا أن ذلك يعتمد على توجه سياسة "مؤسسة النقد"، حيث إن رغبت برفع قيمة العملة المعدنية للتداول كأقل تلف من الورقية وربما أقل كلفة من الورق، هنا أن تعيد النظر في الفئات النقدية للعملة المعدنية. 

واقترح الفوزان في طرحه أن يكون هناك فئة ريالين وخمسة ريالات معدنية، لخلق قيمة حقيقية لها للتداول في البيع وتصبح واقعا ملموسا، مشيرا إلى أن كثيرا من السلع تقيم بين الريال والخمسة ريالات في المشتريات اليومية من غذاء أو مشروبات، بالإضافة إلى أهمية أيضا تعديل العملة الورقية وأن يضاف فئة (ألف ريال) وبقاء الفئات الأخرى. 

وتحركت السعودية عمليا على أرض الواقع حينما أطلقت في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2013 عبر وزارة التجارة والصناعة، حملة واسعة تحت اسم "خذ الباقي" يستهدف إلزام المحال التجارية بتوفير جميع العملات المعدنية في خطوة تعرف المستهلك بحقه في أخذ المتبقي لثمن السلعة من أجزاء الريال (العملات المعدنية) عند شراء السلع. 

ويأتي قيام "التجارة والصناعة" بهذه المبادرة لتوعية المستهلك بحقه في أخذ المتبقي من العملات المعدنية عند دفعه مبلغ شراء السلع، مؤكدة مخالفة الممارسات التي تقوم بها بعض المنشآت التجارية حاليًا والمتمثلة في تبديل المتبقي من ثمن السلعة من العملات المعدنية بسلع أخرى رخيصة، مثل العلكة والمناديل الورقية، والمياه الصحية، وغيرها من السلع التي قد لا يرغب فيها المستهلك، حيث يمثل هذا السلوك إلزام المستهلك بشراء مواد إضافية، بدلاً من الحصول على حقه المتبقي من المال. 

وتعمل جمعية حماية المستهلك على تقديم الأفكار التي تعزيز التعامل بالعملة المعدنية وإعلاء قيمة استخدامها، منها تعميم ثقافة استخدام الهللات من خلال مؤسسات التنشئة الاجتماعية، ومن خلال المؤسسات الإعلامية والشبكات الاجتماعية مع التأكيد على أهمية القيام بحملات توعوية بأهمية العملة المعدنية باعتبارها أحد المكونات الوطنية .

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تداول العملات المعدنية السعودية يسجل انحدارًا تاريخيًا منذ مطلع الألفية الجديدة تداول العملات المعدنية السعودية يسجل انحدارًا تاريخيًا منذ مطلع الألفية الجديدة



GMT 08:40 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البتكوين تتخطى 80 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك

GMT 07:22 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

مرسيدس تكشف النقاب عن نسختها الجديدة GLC

GMT 17:41 2020 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أنواع الشنط وأسمائها

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 19:26 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

عائشة بن أحمد مطلوبة أمام النيابة في "ملف سري"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon