حملة الشهادات العليا يدفعون العربات للحصول على لقمة العيش
آخر تحديث GMT11:50:20
 لبنان اليوم -

ظاهرة البطالة تتفشى في العراق ونسبتها تتجاوز 25%

حملة الشهادات العليا يدفعون العربات للحصول على لقمة العيش

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - حملة الشهادات العليا يدفعون العربات للحصول على لقمة العيش

ظاهرة البطالة في العراق
بغداد – نجلاء الطائي

ارتفعت ظاهرة البطالة في المجتمع العراقي، وارتفع معها خروج تظاهرات تطالب الدولة بتوفير فرص عمل للخريجين من حملة الشهادات العليا بدءًا من حملة شهادة البكالوريس مرورًا بالماجستير والدكتوراه.

ولا يعد تفشي ظاهرة البطالة في العراق وليد اليوم بل هي وليدة سنين مضت قبل احتلال العراق في وقت عجز النظام السابق عن توفير فرص عمل جديدة للقادرين على العمل، لأسباب كثيرة منها التراجع في قدرة القطاع العام على التوظيف وضعف القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي مما أدى إلى أن يكون معدل البطالة تراكمي.

وكشف وزير العمل والشؤون الاجتماعية محمد شياع السوداني، عن أنَّ "نسبة البطالة في العراق تجاوزت 25%"، موضحا أنَّ نسبة البطالة في البلد ارتفعت في الآونة الأخيرة بسبب الأعمال المتطرفة التي شهدتها البلاد أخيرًا، لافتا إلى أنَّ المسؤولية تكون كبيرة للتعاطي مع هذا الأمر.

وأعلنت وزارة التخطيط أن نسبة البطالة في المجتمع العراقي بلغت 16% وبدأت الوزارة تشجع القطاعات المهمة في البلاد ومن أبرزها القطاع الخاص لخلق فرص عمل جديدة للعاطلين، إلا أنَّ إعلان الوزارة يجري بما لا تشتهي السفن، فلا دور للقطاع الخاص في استيعاب أعداد كبيرة من الباحثين عن عمل.

وبيَّن أحد الضباط الكبار في وزارة الدفاع العراقية، أنَّ "مشكلة البطالة تشكل عاملا مهما في جذب العاطلين عن العمل إلى المشاركة في أعمال متطرفة"، مشيرًا إلى أنَّ أغلب "المتهمين أو المدانين بأعمال متطرفة هم من العاطلين عن العمل لاسيما من الشباب والبعض يحمل شهادة جامعية".

وأضاف الضابط الذي فضل عدم الكشف عن هويته، في تصريح خاص إلى "العرب اليوم"، أنَّ أهم العوامل التي قد تدفع الشباب إلى الانحراف أو التطرف هو قلة فرص العمل، مؤكدًا أنَّ "البطالة هي وقود التطرف".

ونوه، إلى أنَّ "المؤسسة العسكرية تمكنت من استيعاب أعداد كبيرة من الشباب إلى صفوفها في الجيش والشرطة على حد سواء بعد أن عجزوا في الحصول على فرص عمل فلم يكن أمامهم إلا التطوع في القوات الأمنية".

ومن جانبها؛ اعتبرت إحدى الخريجات العاطلات عن العمل، أنَّه في بلد كالعراق يزخر بكل ما وهبه الله من إمكانيات مادية وبشرية كان لابد من إيجاد فرص عمل لنا.

وتضيف رغدة صلاح بكلوريوس كلية العلوم تخصص"بيولوجي" جامعة بغداد خريجة 2006 ، وضعت في كل وزارة معلومات عني "CV" علّيَ أجد عملًا في إحدى الوزارة ،ولكن من دون جدوى.

وأوضحت رغدة أنَّ "التعين في العراق يرتبط بانتمائك إلى حزب معين، مما لهم نفوذ في السلطة"، مبينة أنَّه إذ لم يكن لك انتماء حزبي فأنت من المغضوب عليهم ولن تستطيع أن تحقق حلمك المكفول وفق القانون بالحصول على أيَّة وظيفة.

وفي وسط العاصمة "بغداد"، وفي منطقة تجارية كبيرة تسمى "سوق الشورجة" تحوي شباب في مقتبل العمر يدفعون أمامهم عربة من الخشب أو الحديد، يعملون حاملي مواد المتبضعين من السوق الكبير.

وفي زحمة السوق وأصوات تتعالى هنا وهناك ، يجلس حيدر (26) عامًا، من محافظة ميسان جنوب العراق ليرتاح قليلا ويجفف عرقه في هذا الحر، حيث تعدت درجة الحرارة 50 درجة مئوية قبل أن يواصل دفع عربته الحديد.

وأوضح لـ"العرب اليوم" أنَّه منذ أربع سنين يعمل في هذا المكان، مضيفًا: اجمع ما يمكن لأرسله إلى أهلي وإخواتي الصغار ليتمكنوا من مواصلة دراستهم بعد أن تخرجت من كلية التربية قسم الفيزياء، ولم أتمكن من الحصول على وظيفية في إحدى وزارات الدولة.

وتساءل حيدر، هل تتصور أن محافظتي هي أغنى محافظات العالم؟، وراح يعدد ما تحويه محافظته من "نفط كبريت فضلا عن الزئبق الذي سرقه الغزاة يوم احتلوا البلاد".

وكانت العاصمة بغداد شهدت قبل ثلاثة أشهر تظاهر العشرات من حملة الشهادات العليا، أمام مبنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للمطالبة بتوفير تعيينات لهم، و قطعوا طريق الدخول إلى الوزارة، وفيما هددوا باستمرار الاعتصام لشهر ان لم تنفذ مطالبهم، أحرقوا شهاداتهم ورسائلهم العلمية أثناء الاعتصام.

وعلى ضوء هذه التظاهرة؛ أكد أحد المسؤولين العراقيين، أنَّهم حتى لو أحرقوا أنفسهم فلا يوجد لدينا مجال للتعيين، موضحًا أنَّ الأزمة المالية الحالية لا تسمح بتعيين حتى ولو شخص واحد.

وأوضح أحمد (30) عامًا، أنَّه يحمل شهادة البكالوريس في اللغة العربية من كلية المعلمين، إلا أنَّه لم يستطع الحصول على تعيين، مضيفًا: إن وجدته في سلك التدريس عليّ أن ادفع نصف راتبي أجور تنقلات من منزلي إلى المدرسة التي يتم التعيين.

وتابع: جلست في داري وأشار أحد أصدقائي عليَّ بالعمل في تحميل وتفريغ البضائع, خرجت إلى العمل مرغما ولكن العمل ليس بالمعيب، لكن الألم الذي يعتريني هو تلك الشهادة والصورة التي علقتها أمي في صالة استقبال البيت قبل وفاتها.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حملة الشهادات العليا يدفعون العربات للحصول على لقمة العيش حملة الشهادات العليا يدفعون العربات للحصول على لقمة العيش



GMT 08:40 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البتكوين تتخطى 80 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 11:50 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 لبنان اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك

GMT 07:22 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

مرسيدس تكشف النقاب عن نسختها الجديدة GLC

GMT 17:41 2020 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أنواع الشنط وأسمائها

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 19:26 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

عائشة بن أحمد مطلوبة أمام النيابة في "ملف سري"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon