الرياض - العرب اليوم
أظهرت بيانات رسمية أن مخزون النفط في السعودية قفز إلى مستوى قياسي فوق 300 مليون برميل في أيار/مايو وهي زيادة ترجع على الأرجح إلى مطالب التشغيل لمصفاة جديدة أكثر من كونها مؤشرًا إلى تخمة في إمدادات المعروض العالمية، وأظهرت البيانات التي قدمتها الرياض إلى "مبادرة البيانات المشتركة" (جودي) أن زيادة المخزون 9.3 مليون برميل، وهي أكبر زيادة شهرية في أكثر من ثلاثة أعوام تفسر جزئيًا الهبوط الذي أعلن عنه في وقت سابق للصادرات التي هوت إلى أدنى مستوياتها في خمسة أشهر.
وهبطت شحنات الخام من المملكة 800 ألف برميل يوميًا إلى أقل قليلاً من سبعة ملايين برميل يوميًا على رغم بلوغ الإنتاج مستويات قياسية، وهو هبوط يعزى في جانب كبير منه إلى الزيادة في فصل الصيف لتشغيل محطات كهرباء تعمل بالنفط لتلبية ذروة الطلب مع ارتفاع الطلب من المصافي، وأظهرت البيانات أن نحو 300 ألف برميل يوميًا من ذلك الهبوط انتهى به المطاف في المخزون المحلي، وهي حقيقة قد تزكّي الجدال في شأن ما إذا كانت تخمة المعروض العالمي الآن ترفع مخزون المملكة بعدما قفزت بالمخزون الأميركي إلى مستويات قياسية هذا العام، فقد زاد المخزون الأميركي أكثر من 100 مليون برميل من كانون الثاني/يناير حتى نيسان/أبريل.
ورأى محللون أن زيادة المخزون السعودي ترجع على الأرجح إلى تغيرات في السوق السعودية المحلية لا إلى اختلال في السوق العالمية، وأكدت كبيرة محللي النفط في مؤسسة "إنرجي أسبكتس"، أمريتا سين أن "بعض هذه الزيادة يعزى إلى ضرورات تشغيلية"، وأضافت أن المملكة تحتاج إلى "احتياط" أكبر لضمان سلاسة تشغيل مصفاة ياسرف التي تبلغ طاقتها 400 ألف برميل يوميًا. وذكر رئيس بحوث السلع الأولية في "ستاندرد تشارترد"، بول هورسنيل، في رسالة عر البريد الإلكتروني أنه "من المنطقي مع ارتفاع الطلب المحلي أكثر من 300 ألف برميل يوميًا وانخفاض الصادرات وعدم نقص الزبائن أن تكون زيادة المخزون على الأرجح طوعية وأن تكون مصفاة ياسرف أكثر المرشحين للاستفادة من هذه الزيادة".
وأظهرت بيانات جمركية أن واردات الصين من النفط الإيراني الخام ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في شهرين في حزيران/يونيو، مع بدء إيران النظر في زيادة صادراتها بعد توصلها إلى اتفاق نووي الأسبوع الماضي. واستوردت الصين، أكبر مشتر للنفط الإيراني، 2.76 مليون طن أو ما يُعادل 671.8 ألف برميل يوميا في الشهر الماضي بزيادة 29.6 في المائة على أيار و26.5 في المائة على مستواها قبل عام، وارتفعت مشترياتها من إيران في حزيران/يونيو بوتيرة قريبة من تلك التي زاد بها إجمالي وارداتها من الخام والتي بلغت 27 في المائة على أساس سنوي.
وقفزت واردات الصين من النفط السعودي 35.8 في المائة في حزيران/يونيو لتصل إلى 1.29 مليون برميل يوميًا، مسجلة أعلى مستوياتها منذ كانون الثاني/يناير 2013، وبذلك تتصدر المملكة قائمة الموردين إلى الصين من جديد بعد نزولها إلى المرتبة الثالثة بعد روسيا وأنغولا في أيار/مايو. واستقبل "ميناء الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح" للغاز الطبيعي في العقبة، الشحنة الثانية من الغاز الطبيعي المسال، وحجمها 170 مليون متر مكعب تكفي محطات توليد الكهرباء في الأردن عشرة أيام، وبيّن المدير العام لشركة الكهرباء الوطنية، عبد الفتاح الدرادكة، أن ميناء الغاز يزود محطات التوليد بنحو 315 مليون قدم مكعبة يوميًا تسد حاجتها من الوقود.
وأشار الدرادكة إلى أن الباخرة التي رست في الميناء هي الثانية من أصل 19 شحنة غاز متوقع وصولها خلال النصف الثاني من السنة في إطار اتفاق بيع الغاز المسال وشرائه الموقع مع شركة "شل"، وأوضح أن الميناء يتيح للأردن استيراد نحو 490 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز الطبيعي تحل محل مادتي الديزل والوقود الثقيل المستخدمتين حالياً في توليد الطاقة الكهربائية، ولفت إلى أن ميناء الغاز الطبيعي سيساهم في تقليص خسائر "شركة الكهرباء الوطنية" الناجمة عن استخدامها مادتي الديزل وزيت الوقود الثقيل في توليد الكهرباء، إضافة إلى الكثير من الفوائد البيئية والتشغيلية لاستخدام الغاز في توليد الطاقة الكهربائية.
ولفت إلى أن خسائر الشركة خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام بلغت 180 مليون دينار (252 مليون دولار)، مقارنة بـ 468 مليون دينار للفترة ذاتها من العام الماضي، فيما بلغت الخسائر التراكمية حتى نهاية حزيران/يونيو الماضي نحو 4.9 مليار دينار.
وتراجعت أسعار النفط للعقود الآجلة بفعل قوة الدولار واستمرار وفرة في إمدادات الخام والمنتجات المكررة، وانخفضت عقود النفط الأميركي تسليم آب/أغسطس 17 سنتًا إلى 49.98 دولار للبرميل، ونزلت عقود مزيج "برنت" تسليم أيلول/سبتمبر خمسة سنتات إلى 56.60 دولار للبرميل بعدما أنهت الجلسة السابقة منخفضة 45 سنتا. وتنتظر الأسواق أحدث بيانات عن مخزون الخام الأميركي، ووفقًا لمسح أولي لوكالة "رويترز"، يُرجح أن يهبط المخزون التجاري للنفط في الولايات المتحدة نحو 2.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 17 تموز/يوليو.
أرسل تعليقك