الدار البيضاء - ناديا أحمد
دعا المشاركون في الدورة الثانية لمنتدى الشراكة المغربية الفرنسية المنعقد في باريس، إلى النهوض بالتعاون الثلاثي "المغرب - فرنسا - إفريقيا"،عبر تعزيز التنسيق بين مقاولات هذه البلدان من أجل ضمان توسعها في السوق الإفريقية الواعدة.
وأبرز رؤساء مقاولات ومسؤولون في تدخلاتهم خلال اللقاء، الذي تنظمه الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة في المغرب، وغرفة التجارة والصناعة لباريس الكبرى، بدعم من وزارة التجارة والصناعة والاستثمارات والاقتصاد الرقمي، و"المغرب تصدير"، الإمكانيات الكبيرة التي توفرها إفريقيا على مستوى النمو والفرص الاقتصادية، مشيرين إلى أن التكامل بين الفاعلين الفرنسيين والمغاربة يشكل مؤهلًا من أجل تحقيق تنمية مشتركة في إفريقيا، تعود بالفائدة على البلدين.
وتطرق الكاتب العام للوزارة المكلفة بالتجارة الخارجية محمد بنعياد إلى النماذج الناجحة للشراكة المغربية الفرنسية، ومن ضمنها مصنع "رونو طنجة"، مضيفًا أن هذا النوع من المشاريع يتيح لمقاولات البلدين التموقع في السوق الدولية، وتطبيق مبدأ التنمية المشتركة المربحة للبلدين على أرض الواقع.
وأوضح أن التعاون الثلاثي من شأنه ملائمة المشاريع مع واقع ومتطلبات السوق الإفريقية، داعيًا مقاولات البلدين إلى استغلال الفرص العديدة التي تتيحها هذه السوق الواعدة.
وأبرز رئيس الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة في المغرب، جان ماري غروسبوا، المزايا التنافسية للمغرب باعتباره مركزًا لوجيستيكيًا وماليًا بالنسبة لإفريقيا، مؤكدًا على حيوية العلاقات الاقتصادية المغربية الفرنسية، التي تفسح الطريق أمام تنمية مشتركة في السوق الإفريقية.
وشدد على ضرورة إقامة شراكة حقيقية للتنمية المشتركة بين البلدين، بالاعتماد على مكانة المملكة المغربية كمركز اقتصادي في إفريقيا، وعلى مناخ الأعمال المستقر والواضح في المغرب.
وأكد سفير المغرب في باريس شكيب بن موسى أن هذا اللقاء يشكل فرصة للنهوض بالشراكة المغربية الفرنسية، مضيفًا أن العلاقات الاقتصادية الثنائية تتميز بمتانتها وحجمها، وكذا الروابط الإنسانية بين البلدين.
ودعا إلى تشجيع مشاريع التوطين المشترك التي من شأنها ضمان تنافسية سلسلة القيم، ومصاحبة المقاولات الصغرى والمتوسطة في البلدين، وتعزيز التعاون الثلاثي بالنظر إلى الإمكانيات الهائلة للتنمية التي تزخر بها هذه القارة.
ويتمحور المنتدى حول الشراكة والاستثمار والمبادلات التجارية، وسيتيح فرصة للتبادل بين المسيرين من خلال لقاءات محددة الهدف وتنظيم العديد من الورش القطاعية والندوات الموضوعية، ومن أجل منح دينامية للعلاقات الاقتصادية بين البلدين ولتسليط الضوء على إمكانيات المغرب كمنطقة مهمة بالنسبة لإفريقيا.
وانتقت مؤسسة "المغرب تصدير" والغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة في المغرب، حوالي 80 مقاولة مغربية مرشحة لعقد شراكات مع المقاولات الفرنسية في المجالات الإستراتيجية، خصوصًا الفلاحة والصناعة الغذائية والبناء والأشغال العمومية والبنيات التحتية والسيارات والطيران والسكك الحديدية وتكنولوجيا الإعلام والصحة والبيئة المستدامة. ويحتضن منتدى المغرب فرنسا "قرية للخبراء" يقدم فيها مختصون أجوبة عن مختلف الإشكاليات المتصلة بالتمويل والتشريع والعقار والنقل واللوجستيك وغيرها، وستنظم ندوات وورش قطاعية على هامش اللقاءات الثنائية، ينشطها خبراء من البلدين، مع مساهمة مختلف الشركاء المؤسساتيين، فضلًا عن تنظيم زيارات في ختام المنتدى.
أرسل تعليقك