بيروت ـ لبنان اليوم
دفعت الأزمة الاقتصادية جراء تفشي وباء كورونا في لبنان وما سببه من إغلاق عام طويل، عدد من الشبان والشابات إلى ابتكار أساليب جديدة للتجارة والتسويق من داخل منازلهم، والتي لم تكن معهودة في البلاد من قبل.ووفقا لمقولة "الحاجة أم الاختراع"، بادر عدد من اللبنانيين إلى الاعتماد على تحويل منازلها إلى متاجر صغيرة والتسويق لبضائعها أون لاين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وابتكار صفحات لتسويق منتوجاتها المتنوعة والمختلفة من ملبس ومأكل وغيرها.
واللافت مدى إقبال اللبنانيين على شراء هذه المنتجات في ظل إقفال المتاجر الكبرى وحظر التجول المفروض في لبنان. تقول فاطمة عبد الساتر، التي بدأت بمشروع"خزانة تيما" من داخل منزلها، "لم أكن مقررة المشروع مسبقاً، أعمل في مجال الطيران والسفر، ولأن الأوضاع أصبحت تسوء اقتصادياً على الجميع، بدأت بتلقي نصف راتب من عملي ومن ثم ربع راتب والآن ومنذ شهرين لم يعد لدي راتب، لذلك أخذت هذا المشروع بشكل جدي".
وأضافت: "البداية كانت بقطعة ثياب، ومن ثم توسعنا، بدل القطعة جلبت طلبية ثياب للأولاد من الخارج، وبعد أن شعرت أن القبول متزايد عند الزبائن لأن نوعية الثياب جيدة وبنفس الوقت السعر مقبول مقارنة بالأسعار الموجودة في المتاجر، أخذت مجازفة ووسعت أكثر، وجلبت ثياب للنساء وللأولاد". وأشارت عبد الساتر إلى أن "الشيء الإيجابي أنني لا أعمل، أنا في المنزل ويأخذ العمل الكثير من وقتي، لأن كل قطعة ثياب تأخذ مني مجهود لأفتش عليها على الإنترنت لآخذ الصورة الأصلية".
وأوضحت أن "هذا المشروع ضمن إمكانياتي بمجهود ذاتي وبدأت به بمبلغ صغير، ولأقول بصراحة بأنه بديل عن وظيفتي بالطبع كلا، لم نصل إلى هذه المرحلة"، لافتة إلى أن "ردة فعل الزبائن الإيجابية لأن المشروع مبني على مصداقية شجعني على الاستمرار بهذا المشروع، وأتمنى أن يكبر هذا المشروع الصغير وأعتمد عليه". وأكدت عبد الساتر أن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدتها كثيراً في الترويج للثياب الموجودة لديها. الزوجان محمد علي حسون وبتول حمود، أيضاً قررا العمل من المنزل منذ عدة أشهر في مجال السكاكر الجيلي ويحرصان على تقديم أفضل وأسرع خدمة للزبائن.
وتروي بتول حمود كيف انطلقت بمتجرها الصغير من المنزل، وتقول "أريد أن أخبركم كيف بدأت بمشروعي الصغير بعد أن كنت أعمل في مجال الصحافة، وضع البلد كان على الجميع وليس فقط علينا وكورونا زادت أكثر، وقررنا فتح مشروع نحبه من المنزل، بدأ مشروعي أنا وزوجي محمد علي بدعم من بعضنا البعض، بدأنا ب 50 كيلو من سكاكر الجيلي ومن ثم وسعنا أكثر وأكثر، وبدأنا بتنويع الأصناف". وأضافت: "الانستغرام وسع لنا العمل أكثر وأكثر، وبظرف شهرين حققنا هدف كبير وهو معرفتنا من قبل الناس، ومصداقيتنا وسعت لنا العمل، عيد الحب ساعدنا كثيراً وطورنا العمل وأصبحنا مبدعين أكثر".
ولفتت حمود إلى أن "الموضوع ليس بهذه البساطة لأن المشروع في المنزل، يتطلب منا وقتاً ومجهوداً"، مضيفة "لا يجب أن يوقفنا شيء أو أن نقول أن وضع البلد هكذا، من داخل منزلنا نستطيع أن نفتح مشروعنا وأن ننجح، وقد حققنا نتائج جميلة، وصحيح أن العمل من داخل المنزل ويوفر علينا إيجارات متجر أو موظفين، ولكن تعبنا كثيراً لأجل أن نصل إلى هنا، ووسائل التواصل الاجتماعي ساعدتنا كثيراً".
من جهته يقول محمد علي حسون إن "هذا المشروع في المنزل وليس في متجر أو في الخارج بسبب وضع كورونا والغلاء، وقررنا أن نفتحه في المنزل لأننا لا نعمل، تساعدت أنا وزوجتي وكانت انطلاقة جميلة"، مشيراً إلى أن إيجارات المتاجر باهظة الثمن، وأن العمل حالياً من المنزل ومن الممكن في المستقبل فتح متجر في الخارج.
ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية والمعيشية، التي يعاني منها اللبنانيون في ظل الانهيار الاقتصادي وصلت نسبة الفقر إلى 55%، فيما تجاوزعدد العاطلين عن العمل 450 ألف وهو مرشح للارتفاع، في حين وصلت نسبة البطالة إلى 35% بحسب أرقام "الدولية للمعلومات"، والتي سبق أن أكدت أن المؤشرات والأوضاع الاقتصادية، التي يعيشها لبنان ومعظم دول العالم تشير إلى إمكانية ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل في لبنان إلى نحو مليون عاطل عن العمل أي بنسبة 65%.
قد يهمك ايضا:
إقبال متزايد لكبار السن في لبنان على التلقيح ضد كورونا
عضو في كتلة التحرير اللبنانية يُطالب بإنجاز ملف التشكيل الحكومي بعيدًا عن "الكيدية"
أرسل تعليقك