دائماً ما يواجه الخريجون الجدد مشكلة كتابة السيرة الذاتية، ويسألون عن الطريقة المثلى لكتابتها وإبراز مميزاتها؟
في البداية لنتفق على نقطة هامة، ما الهدف من كل هذه النصائح التي سأعطيها لك؟ ببساطة هو تلميع سيرتك الذاتية وجعلها قابلة للقراءة بشكل سريع للغاية من طرف الشركة التي تقدم فيها، وإبراز مميزاتك بشكل واضح لتزيد فرص قبولك في العمل الذي تقدم عليه. فعلياً أي شخص مسؤول عن مراجعة السير الذاتية لا يقرأ السيرة الذاتية بين يديه كما يقرأ الكُتب! هو فقط يمرر عينه عليها ويبحث فيها عما يهمه ويلفت انتباهه. لذا يجب أن تكون السيرة الذاتية منظمة ومقروءة بشكل جيد.
حسناً، كيف يمكنك تحسين سيرتك الذاتية؟ الخبر الجيد أن الأمر يتوقف عليك بشكل كبير! الخبر السيء أن هناك الكثير من الأخطاء التي يقع فيها كم هائل من الناس، والتي سنتعرف عليها الآن. تلافي هذه النقاط يعني أن فرصك في العمل ستكون أكبر؛ لذا انتبه لها جيداً.
١. طريقة كتابة الاسم والبريد الإلكتروني
اسمك وبريدك الإلكتروني هو أول ما يقع عليه عين من يقرأ سيرتك الذاتية، لذا يجب أن يكون الاسم مكتوباً بشكل سليم سواء كان باللغة العربية أو الإنجليزية!
من أكثر الأخطاء الشائعة على الإطلاق كتابة الأسماء الإنجليزية بأحرف صغيرة أو كل الحروف كبيرة، كذلك الأمر بالنسبة للغة العربية، التزم بالكتابة الصحيحة للأسماء! مثلاً “أحمد” يكتب بهمزة قطع وليس بألف وصل كما يخطئ الكثير به ويكتبه “احمد”، أيضاً التاء المربوطة في آخر الكلام مثل “آية” وليس “ايه” إلى آخره. خطأ شائع آخر بالنسبة لاسم البريد الإلكتروني، تذكر أن هذا عمل رسمي وليس نشاط ترفيهي! لذا عندما تكتب اسم بريدك الإلكتروني في سيرتك الذاتية تأكد من حصولك على بريد إلكتروني باسم جيد، فلا تستعمل بريداً إلكترونياً عبارة عن اسم مستعار مثل “the.last.one” أو hackerman، أو simo1989! بريدك يجب أن يعبر عنك بشكل واضح، ولا داعي للأرقام إلا في أضيق الحدود.
٢. التصميم
السيرة الذاتية المبهرجة غالباً ما تُوضع في آخر قائمة المراجعات، لا أحد يود أن يفقد تركيزه أثناء مراجعة أي سيرة ذاتية، لذا يجب أن تحافظ على بساطة السيرة الذاتية.
أبق التنسيق العام للملف بسيطاً وواضحاً. التنسيق البسيط يساعد على إظهار النقاط المهمة في سيرتك الذاتية.
لا تستخدم أكثر من خطين، خط للعناوين الرئيسية وخط لباقي النص، والأهم أن يكون الخط سهل القراءة خصوصاً في الأحجام الصغيرة.
استعمل خطاً رسمياً، لا تستعمل مثلاً خطاً خاصاً بالرسوم الهزلية مثل Comic sans.
٣. الشكليات
هناك دائماً من يقول أن المضمون أهم من الشكل، لكن لا أحد سيجد صندوقين الأول جديد لامع براق والآخر قديم مكفهر يعتليه التراب من كل جانب .. ثم تتوقع أن يبدأ بهذا الأخير! في الواقع إن الصياغة الجيدة تساعد في إبراز المحتوى بشكل مميز! لذا إليك بعض النقاط التي يجب عليك أن تراعيها:
ابتعد تماماً عن كتابة فقرات طويلة متلاحمة، اكتب دائماً المعلومات في السيرة الذاتية على شكل نقاط، هذا أسهل بشكل كبير في القراءة.
أظهر النقاط المهمة وضعها في البداية.
قلل عدد الصفحات قدر المستطاع، إذا كانت سيرتك الذاتية أكثر من ٣ صفحات – ومهما كانت خبرتك في سن مبكرة – فهناك بالتأكيد الكثير من الحشو عديم الأهمية!
اكتب دائماً في مكان ما في سيرتك الذاتية آخر تحديث لها، هذه النقطة هامة لتقييم وضعك في أي وقت.
إذا كانت بيانات المراجع مطلوبة أو مزيد من التفاصيل، أرفقها دائماً في ورقة منفصلة، وغالباً ما تكون آخر ورقة.
٤. المضمون
حسناً، اتفقنا أن الشخص سيفتح الصندوق البراق اللامع، بالتأكيد ستكون آماله كبيرة ويتوقع أن يرى شيئاً مميزاً حقاً في هذا الصندوق المبهر من الخارج! وقطعاً سيصاب بخيبة أمل كبيرة إن لم يجد ما توقع، لذا احرص دائماً على المضمون. في الواقع لن أتحدث عن المضمون نفسه، فهذا يعود إليك كلياً وما أنجزته ومعرفتك وخبراتك السابقة، لكن سأتحدث عن أمور حول المضمون.
مرة أخرى لا تكتب في شكل فقرات طويلة، اكتب في شكل نقاط وحاول عدم الاسهاب قدر المستطاع.
رتب محتوى سيرتك الذاتية بما يتناسب مع العمل الجديد الذي تقدم فيه، إذا كان لديك بعض الخبرات تتعلق بالعمل الجديد وخبرات آخر أقل صلة به، قدّم التي تتعلق بالعمل وركز عليها واجعلها أوضح، الغ من تفكيرك مسألة القالب الموحد، إنما شكل المحتوى بحسب المكان الذي سترسل له سيرتك الذاتية.
٥. الأخطاء الكتابية
الأخطاء الكتابية وخصوصاً الإملائية منها، هي أخطاء عديمة المعنى حقاً، وجودها وتكرارها يعني أن صاحب ملف الذي أمامي لا يهتم حتى بأبسط الأمور البديهية التي يمكن التعامل معها بكل سهولة! هناك نقطة أخرى يمكن ضمها إلى مسألة الأخطاء الكتابية، وهي كتابة التواريخ، راعي الدقة في كتابة التواريخ في سيرتك الذاتية (يفضل أن تضع التواريخ بجانب العناوين في أقواس مستقلة لتكون ظاهرة بوضوح)، مثلاً ليس منطقياً أن تستعمل صيغة التاريخ الأمريكية MM/DD/YYYY (من اليسار: الشهر ثم اليوم ثم السنة) في حين أن كل المنطقة العربية وأغلب العالم يستخدم الصيغة القياسية للتاريخ DD/MM/YYYY (من اليسار: اليوم ثم الشهر ثم السنة).
٦. الإضافات عديمة المعنى
أجد دائماً إضافات ليست ذات معنى، إن لم تكن تضر فهي قطعاً تؤثر على الأشياء الأكثر أهمية وتضيعها وتشوش عليها! إليك بعضاً منها:
لا تضع صورة! حقاً، لا تفعل! لماذا بالأساس تضع صورة في السيرة الذاتية؟ هل ستوظفك الشركة بسبب شكلك أم بسبب خبراتك ومهاراتك؟ في أغلب الأحيان الصورة تعطي انطباعاً مسبقاً، وقد يكون هذا الانطباع سيئاً! لا تضع صورة في السيرة الذاتية إلا إذا طلبت الشركة التي تُقدم فيها ذلك صراحةً، أو إذا كنت ستعمل كعارض أزياء أو مذيعاً لنشرة التاسعة! (حسناً، هناك بعض البلدان جرى العرف فيها على إرفاق صورة في السيرة الذاتية، لكن أغلب الدول لا تفعل ذلك).
اكتب معلومات شخصية أقل عنك! أنت ترسل سيرتك الذاتية لشركة للعمل فيها لا لمناسبتها! ركز على الأشياء التي تميزك في مجال عملك لا أي شيء آخر.
٧. التفاصيل! دائماً تصنع فرقاً!
أنا مؤمن تماماً بأن التفاصيل دائماً تصنع فرقاً! التفاصيل الصغيرة هنا وهناك في ملف سيرتك الذاتية قد تميزك عن غيرك إذا تساوت القدرات والخبرات! الانطباع الأول لأي شيء يدم طويلاً، لذا كلما كانت سيرتك اPharmacy-Focusلذاتية دقيقة ومنمقة كلما كان انطباعها لدى من يقرأها أكبر وأقوى بشكل لا إرادي. حسناً مثل ماذا؟
التزم بتسلسل منطقي شجري حيث يساعد على تسلسل عملية القراءة بسهولة ويسر. مثل:
عنوان رئيسي:
– عنوان فرعي.
– عنوان فرعي.
هذه النقاط عامة وتناسب أغلب الناس في مجالات العمل المتنوعة، لكن بالتأكيد ليس كلهم! هل لديك أي نصائح أخرى تعتقد أنها مهمة أيضاً؟
قد يهمك أيضاَ:
رئيس "المركزي" الأميركي يتحدى دونالد ترامب ويؤكد استمراره في وضع السياسة القندية
عمر الرزاز يكشف أبرز بنود مسودة ميزانية الأردن لعام 2020
أرسل تعليقك