اللبنانيون يدفعون فاتورة الإجراءات غير المُجدية لمواجهة غلاء الأسعار
آخر تحديث GMT10:28:56
 لبنان اليوم -

الحكومة تلجأ إلى تسطير محاضر في حق التجار غير الملتزمين

اللبنانيون يدفعون فاتورة الإجراءات غير المُجدية لمواجهة غلاء الأسعار

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - اللبنانيون يدفعون فاتورة الإجراءات غير المُجدية لمواجهة غلاء الأسعار

"السوبرماركت"
بيروت - لبنان اليوم

أجزم أن رئيس الحكومة ووزراءه، وبالأخص وزير الإقتصاد، لم يقصدوا "السوبرماركت" أو اللحام أو الخضرجي في الأيام الأخيرة، ولا سيما بعدما أعلنت الحكومة أنها ستتخذ التدابير اللازمة للحد من جشع التجار وكبح جماح الأسعار وجنونها، التي أصبحت بمثابة "كل شاطر بشطارته" أو "حارة كل مين أيدو ألو"، وكأن أصحاب المحلات التجارية لا يأبهون لتهديدات وزير الإقتصاد، الذي على ما يبدو يعيش في "غير دني"، وهو يحاول كي لا نظلم الرجل، ولكن محاولاته هذه سيكون مصيرها الفشل الذريع، لأن التجار يتحججون بإرتفاع سعر الدولار وعدم ثباته على رقم محدّد، وكأن البندورة أو الخيار تُستقدم من الخارج، وهكذا بقية السلع الإستهلاكية الضرورية، وهي لا تدخل في خانة الكماليات، التي أصبحت بدورها خاضعة لمعايير جديدة غير المعايير المألوفة، كالأجبان على أنواعها وعلب التونة، ولهذين الصنفين قصة سترد تفاصيلها لاحقًا.

أحسب أن الحكومة تريد مكافحة الغلاء باساليب غير مجدية، وهي تلجأ عبر وزارة الإقتصاد ومصلحة حماية المستهلك إلى تسطير محاضر ضبط في حق التجار الذين لا يلتزمون بالربح الشرعي المشروع، من دون أن تكون تعمل بموازاة ذلك على منع الأسباب التي تجعل أسعار السلع الإستهلاكية "تتربل"، الأمر الذي يصيب المواطنين بهستيريا يومية بعد كل زيارة لـ"السوبرماركت"، وقد اصبح غلاء الأسعار حديث الساعة أو حديثًا مشتركًا بين الجميع الذين تكويهم نار الغلاء الفاحش.

وعلى رغم كل ذلك تحاول الحكومة التذاكي على الناس وتقول لهم إنها في صدد مكافحة الغلاء، من دون أن تقول لهم كيف ستتم هذه العملية، وما هي الإمكانات المتوافرة لها، التي يمكن أن تمكّنها من لجم ما يجب لجمه. ومنذ أن أعلنت الحكومة عن هذا الأمر أصبحت أسعار المنتجات المحلية مضاعفة، بحيث لم تعد ست البيت قادرة على شراء أي شيء يذكر بمئة ألف ليرة.

تخيّلوا أن جاط الفتوش، ونحن في زمن رمضان المبارك، أصبح يكّلف ما يقارب الـ 20000 ليرة، وهكذا سائر السلع، إذ بات أكل اللحم محصورًا بالفئات، التي لا تزال تُعتبر ميسورة، وهي تعدّ على اصابع اليد الواحدة. هل يعرف رئيس الحكومة أن كيلو لحم الغنم بات يلامس الستين ألف ليرة، وهل يعرف، على سبيل المثال، كم هو سعر كيلو البندورة غير المستوردة، وكم بلغ سعر مجمع الحليب، وكيلو العدس أو الفاصولياء؟

دولة الرئيس عندما تريد أن تقصد "السوبرماركت" في المرّة المقبلة لا تصطحب معك الإعلام الموالي، الذي لا يرى عادة بعيون المواطن العادي، وهو بالتالي لن يتركك ترى ما يجب أن تراه.

أما حكايتنا مع الجبنة والتونة فهي أننا اردنا في أحد الأيام (يوم أحد) "التفنطز" فقررنا طلب "دليفري" من أحد المطاعم المشهورة في المنطقة (ديك المحدي – بيت الشعار). وقد فوجئنا بأنه لم يعد يصنع "البيتزا" و"التونا ساب"... سعر كيلو الجبنة يا أستاذ ما عاد يتقوقش، وكمان سعر علبة التونة.

هذا مثل واحد من ألف مثل يحصل يوميًا، في كل شارع وفي كل حيّ وفي كل بيت.

فقصة السلحفاة والأرنب هي قصة التدابير الحكومية وغلاء الأسعار، من دون أن نتكّهن عمّن سيربح في نهاية الشوط.

قد يهمك ايضا:سعر صرف الدولار للتحاويل النقدية الإلكترونية اليوم الاثنين 

 اليكم سعر صرف الدولار للتحاويل النقدية الإلكترونية

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللبنانيون يدفعون فاتورة الإجراءات غير المُجدية لمواجهة غلاء الأسعار اللبنانيون يدفعون فاتورة الإجراءات غير المُجدية لمواجهة غلاء الأسعار



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:49 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 لبنان اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:56 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
 لبنان اليوم - "واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي

GMT 17:45 2021 الخميس ,21 تشرين الأول / أكتوبر

الكاظمي يؤكد العمل على حماية المتظاهرين بالدستور

GMT 08:32 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي علي نصائح للتعامل مع الطفل العنيد

GMT 11:05 2014 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لرئيسهم العاشر بطولته في "قديم الكلام"!
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon