الصين وأميركا يتعهدان بالتوافق في هدنة تجارية من خلال تقديم تنازلاً صغيراً لقاء تعهدات متواضعة
آخر تحديث GMT10:10:53
 لبنان اليوم -

أبرزها حماية الملكية الفكرية وعمليات نقل التكنولوجيا القسرية

الصين وأميركا يتعهدان بالتوافق في هدنة تجارية من خلال تقديم "تنازلاً صغيراً" لقاء "تعهدات متواضعة"

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الصين وأميركا يتعهدان بالتوافق في هدنة تجارية من خلال تقديم "تنازلاً صغيراً" لقاء "تعهدات متواضعة"

الصين وأميركا يتعهدان بالتوافق
واشنطن - لبنان اليوم

 

يقضي الاتفاق التجاري الصيني الأميركي، الذي أعلن عنه الجمعة بعد مفاوضات شاقة بأن تقدم الولايات المتحدة «تنازلا صغيرا» لقاء «تعهدات متواضعة» من الصين، مثيرا تشكيك خبراء التجارة الدولية في جدوى توافق يعتبرون مداه محدودا.

وأدرجت واشنطن وبكين بالطبع في الاتفاق مواضيع كبرى تتمسك بها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وأبرزها حماية الملكية الفكرية وعمليات نقل التكنولوجيا القسرية وتعزيز المبادلات التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم. غير أن المسؤولين تفادوا كشف تفاصيل الاتفاقية، مكتفين بإعلان بعض المعطيات بالأرقام من غير أن يوضحوا الخطوات التي ستتخذها الصين عمليا لتنفيذ التغييرات البنيوية التي يطالب بها ترمب.

وطالب مكتب اتحاد المزارع الأميركية (المجموعة الزراعية الأقوى في البلاد)، الرئيس الأميركي بالكشف عن تفاصيل الاتفاق. وقال زيبي دافال، رئيس الاتحاد، إنه «حريص على معرفة تفاصيل إعلان الصين التزامها بشراء المزيد من المنتجات الزراعية الأميركية».

وتوقع ترمب، أن تصل مشتريات الصين من المنتجات الزراعية الأميركية إلى 50 مليار دولار. وذكرت وكالة أنباء بلومبرغ نقلا عن ترمب، إنه كان يرغب في الانتظار بعد العام 2020 لبدء محادثات المرحلة الثانية، ولكن مفاوضي البلدين سوف يبدأون العمل على تلك المرحلة من الاتفاق على الفور، وليس بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية العام 2020.

وفي هذا الصدد، أوضح الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر، أن الاتفاق سيتم توقيعه في الأسبوع الأول من يناير (كانون الثاني).

وشن الرئيس الأميركي في مارس (آذار) 2018 حربا تجارية على الصين لاتهامها باعتماد ممارسات تجارية «غير نزيهة» تتضمن سرقة الملكية الفكرية وإرغام الشركات الأميركية على تقاسم درايتها الصناعية لقاء تمكينها من الدخول إلى السوق الصينية. وترى إدارة ترمب في هذه الممارسات تهديدا للهيمنة الاقتصادية الأميركية.

وشدد الأميركيون في الاتفاق الذي لا يزال يتعين توقيعه رسميا، ما يمكن أن يتم في مطلع يناير، على تعهد الصين باستيراد منتجات أميركية إضافية بقيمة 200 مليار دولار خلال السنتين المقبلتين، وتحديدا في قطاع الطاقة والتصنيع والزراعة (نحو 50 مليارا) والخدمات.

في المقابل، أعلن ترمب أنه يتخلى عن فرض دفعة جديدة من الرسوم الجمركية المشددة التي كان من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ الأحد على نحو 160 مليار دولار من المنتجات الصينية.

كما سيتم خفض الرسوم الجمركية بقيمة 15 في المائة المفروضة منذ الأول من سبتمبر (أيلول) على بضائع صينية أخرى بقيمة 120 مليار دولار، بمعدل النصف إلى 7.5 في المائة.

في المقابل، أكدت الإدارة الأميركية الإبقاء على الرسوم الجمركية المشددة بنسبة 25 في المائة، المفروضة على ما يوازي 250 مليار دولار من المنتجات الصينية.

ويرى الخبيران الاقتصاديان في «أوكسفورد إيكونوميكس» غريغوري داكو وليديا بوسور أنه «بمعزل عن افتقار الاتفاق إلى الجوهر، وعدم نصه سوى على تخفيض طفيف للرسوم الجمركية، إذ تبقى الرسوم مفروضة على ثلثي الواردات القادمة من الصين، فإن وطأة الاتفاق على الاقتصاد الكلي طفيفة».

وما يزيد من ضحالة الاتفاق بنظر خبير السياسة التجارية في مجلس العلاقات الخارجية إدوارد ألدن، أنه يأتي «بعد أضرار اقتصادية كبرى».

كان مسؤول صيني قد حذر مؤخرا من أن نمو العملاق الآسيوي قد يتدنى عن عتبة 6 في المائة في الفصل الأخير من السنة في وقت يواجه اقتصاد البلد «أكبر صعوبات وتحديات في تاريخه».

وأوضح ألدن، وفق الصحافة الفرنسية، أن الاتفاق «لا يحل فعليا المشكلات البنيوية العميقة جدا التي يعاني منها الاقتصاد الصيني»، مشيرا إلى أن تسوية أشد النقاط الخلافية على غرار الدعم الصيني لبعض القطاعات، أرجئت إلى وقت لاحق.

رغم كل ذلك، يشدد خبراء الاقتصاد على أن هذه الهدنة ستثير ارتياحا بعد مبارزة استمرت سنتين وهددت النمو العالمي.

وقالت الخبيرة الاقتصادية في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي ماري لوفلي «كنا على شفير الهاوية بمعنى ما». وأقرت بأن إبرام اتفاق بحد ذاته أمر «مهم» لأنه سيحد من الضبابية المخيمة على المستقبل.

ورأت أن مجرد أن يتمكن الصينيون من التوصل إلى اتفاق مع الأميركيين يبشر بتقدم محتمل في ممارساتهم التجارية. لكن إدوارد ألدن قال رغم كل ذلك أنه «من الصعب جدا اعتبار ذلك انتصارا كبيرا في الحرب التجارية».

والمستفيد الأكبر بنظره قد يكون في نهاية المطاف الرئيس الأميركي في وسط حملته الانتخابية للفوز بولاية ثانية. وقال «هذا جيد لترمب لأنه سيبعث هدوءا في الأسواق حتى العام 2020».

كما يجمع الخبراء على أن الاتفاق سيعزز بصورة خاصة ثقة المستهلكين الأميركيين التي هي بالأساس مرتفعة.

وأعلن نائب وزير التجارة الصيني وانغ شوين الجمعة أن الاتفاقية ستعطي دفعا لاقتصادي البلدين وستوجد بيئة مواتية للاستثمارات.

ومع آلية الإقالة التي باشرها مجلس النواب الأميركي بحق ترمب، يبقى الاقتصاد الورقة الرئيسية بيده.

قد يهمك ايضا:

هولي فرامستيد تكشف عن خطة لتفادي المستثمرين خسارة أموالهم​

  الرئيس الأميركي يدعو البنك الدولي للتوقف عن منح الصين قروضًا مالية

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصين وأميركا يتعهدان بالتوافق في هدنة تجارية من خلال تقديم تنازلاً صغيراً لقاء تعهدات متواضعة الصين وأميركا يتعهدان بالتوافق في هدنة تجارية من خلال تقديم تنازلاً صغيراً لقاء تعهدات متواضعة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك

GMT 07:22 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

مرسيدس تكشف النقاب عن نسختها الجديدة GLC

GMT 17:41 2020 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أنواع الشنط وأسمائها

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 19:26 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

عائشة بن أحمد مطلوبة أمام النيابة في "ملف سري"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon