الأزمة النقدية في لبنان تُحيل بطاقات الائتمان إلى التقاعد المبكر
آخر تحديث GMT20:10:35
 لبنان اليوم -

3 ملايين بطاقة مصرفية عاجزة أمام التعامل الورقي "لغياب الثقة"

الأزمة النقدية في لبنان تُحيل بطاقات الائتمان إلى التقاعد "المبكر"

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الأزمة النقدية في لبنان تُحيل بطاقات الائتمان إلى التقاعد "المبكر"

إيقاف البطاقة الائتمانية في لبنان
بيروت - لبنان اليوم

يعيش اللبنانيون أزمة نقدية كبيرة، فلم يستخدم مروان (34 عاماً) بطاقته الائتمانية منذ 4 أشهر. يحمل النقود الورقية، ويشتري بها حاجياته كإجراء «آمن»، منعاً لأن يواجه حظراً على السحب، بحسب ما يُشاع، أو يواجه رفضاً من قبل مراكز التسوّق والمطاعم ومحطات الوقود لاستقبال المدفوعات بالبطاقة.

وحال مروان يشبه آلاف اللبنانيين الذين ينتظرون في المصارف ساعات للحصول على نقودهم، وينقلونها إلى منازلهم حيث يخزنونها، إثر الإجراءات المصرفية الأخيرة التي قيّدت السحوبات النقدية بسقف محدّد.

ويهمل بعضهم البطاقات المصرفية بالدولار الأميركي لأن المصارف أحجمت عن تزويد ماكينات السحب الآلي بالعملة الصعبة، فيما يستفيد كثيرون من صرف الدولارات في السوق الموازية بسعر أعلى مما تقدمه المصارف.


وساهمت أزمة تراجع توفر الدولار في الأسواق، إلى حد كبير، في التخلي عن خيار استخدام البطاقات الائتمانية، بالنظر إلى أن 78 في المائة من حسابات الودائع المصرفية في لبنان بالدولار الأميركي. ويرى كثيرون أن الأزمة مرشحة للتصاعد، بالنظر إلى أن المصارف لم تتخذ قراراً بضخ العملة الصعبة في ماكينات السحب الآلي حتى الآن، في وقت تؤكد مصادر على تماس مع الإجراءات المصرفية ، أن «لا حل لأزمة السحوبات من المصارف ولمشكلة المواطنين معها في المدى المنظور على الأقل».


ويقدّر عدد البطاقات المصرفية في لبنان بنحو 3 ملايين بطاقة، بحسب ما تقول مصادر مصرفية، لافتة إلى أن الانكماش في السحوبات عبر البطاقة خلال أيام الشهر يصل إلى حدود الـ60 في المائة، فيما يتقلّص الانكماش في مطلع الشهر حين تُصرف رواتب موظفي القطاع العام، وتتم السحوبات بشكل خاص بالليرة اللبنانية. وتوضح المصادر أن التراجع خلال الفترة الممتدة من 5 إلى 28 من كل شهر، يعود إلى القيود على السحوبات بالدولار، وتراجع الودائع الصغيرة الموجودة في المصارف التي سُحبت خلال فترة الأزمة، وإلى ارتفاع مستوى البطالة لدى الفئة التي كانت موظفة في القطاع الخاص، وبالتالي «باتت البطاقة غير ذات قيمة».


 وتُضاف تلك الأسباب، إلى توقيف معظم المصارف حسابات الاستدانة (الكريديت) التي كانت بمثابة تسهيل ائتماني، فيما لم تعد بطاقات الـ«ديبيت» ذات قيمة بسبب فرق سعر صرف الدولار، فضلاً عن الدفع بالبطاقة خارج العاصمة وجبل لبنان والمدن الكبرى يعتبر وسيلة دفع غير فعالة.


ورغم الإجراءات المرتبطة بتقييد السحوبات النقدية، لم تقفل المصارف إمكانية الدفع بالشيكات المصرفية والبطاقات الائتمانية، إلا أن قسماً كبيراً من اللبنانيين استأنف التداول بالعملة الورقية وتخزينها، «لتفادي أي إجراء مصرفي إضافي في المستقبل يمكن أن يمنعنا من الوصول إلى أموالنا»، بحسب ما تقول ليا التي تواظب على سحب راتبها بالدولار الأميركي، حيث تصرف ما تحتاجه بالليرة اللبنانية، وتخزن المبلغ المتبقي في المنزل. وتقول إن هذا الإجراء «يمكن أن يستمر إلى أن تنتهي الأزمة الحالية ونستعيد الثقة بالمصارف».


وتُضاف تلك الأسباب إلى سبب آخر يتمثل في تمنع بعض التجار عن استقبال الدفوعات بالبطاقة الائتمانية والشيكات المصرفية، منعاً لأن «تحجز المصارف على أموالهم»، وهو ما قلّص أيضاً التعامل بالوسائل غير النقدية.


وتمثل البطاقات الائتمانية واحدة من 3 أدوات للدفع في لبنان، حيث يتصدّر الدفع النقدي (بنك نوت) قائمة خيارات الأفراد، فيما تكثر الشركات والمؤسسات الدفع بموجب شيكات، وتحتل البطاقات الائتمانية المرتبة الثالثة في أدوات الدفع لدى اللبنانيين.


وقالت مصادر مصرفية إن «استخدام البطاقة المصرفية ليس شائعاً بقدر الدفع النقدي، وهو سبب يُضاف إلى أسباب تنامي الأزمة النقدية الأخيرة في لبنان»، في إشارة إلى تهافت الأفراد على السحوبات النقدية. وأضافت المصادر: «لو اتخذت المصارف في دول أخرى الإجراءات نفسها، لما تفاقمت الأزمة كما في لبنان، لأن سكان الدول الأوروبية مثلاً يعتمدون على البطاقات الائتمانية في حياتهم اليومية بما يتخطى العملة الورقية». واستغربت المصادر التهافت على العملة الورقية «طالما أن خيار الدفع بالبطاقة الائتمانية لا يزال قائماً».

لكن عدم الإقبال على التعامل بالبطاقات الائتمانية، الذي تراجع إلى مستويات قياسية منذ بدء الأزمة المالية في لبنان، له مسببات أخرى. ويقول الأستاذ الجامعي في الاقتصاد والمال الدكتور غابي بجاني إن «التركيبة المالية والاقتصادية وظروف البلاد، حالت دون التحول الكامل باتجاه الوسائل غير النقدية» من بينها «المشاكل الإلكترونية، وعدم توفر إمكانية الدفع إلكترونياً في كل المناطق اللبنانية»، إضافة إلى عامل سياسي يتمثل في «المخاوف الدائمة لدى شريحة من اللبنانيين من عقوبات خارجية، ما يدفعها للتعامل بالكاش كأداة آمنة بالنسبة إليهم».

ويشيرإلى أن الأزمات، تدفع باتجاه استئناف التعامل بالعملة النقدية «لتعزيز الثقة بالقدرة على تخطي الأزمة الاقتصادية حينما توجد الأموال نقداً بين أيديهم»، وهو «إجراء يتعزز في حالات القلق والخوف على المصير»، بحسب ما يقول بجاني.

وينطوي العزوف عن استخدام البطاقات الائتمانية على مخاطر كثيرة، أهمها ارتفاع منسوب الخطر على الأفراد من عمليات سرقة جراء حمل العملة الورقية وتخزينها، فضلاً عن مخاطر أكبر مرتبطة باتساع احتمالات تنشيط عمليات تبييض الأموال، وهي النشاطات التي يحد منها انحسار التعامل بالعملة الورقية.

قد يهمك ايضا

الدين العام الروسي يتراجع للمرة الأولى منذ اندلاع أزمة القرم

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأزمة النقدية في لبنان تُحيل بطاقات الائتمان إلى التقاعد المبكر الأزمة النقدية في لبنان تُحيل بطاقات الائتمان إلى التقاعد المبكر



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك

GMT 07:22 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

مرسيدس تكشف النقاب عن نسختها الجديدة GLC

GMT 17:41 2020 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أنواع الشنط وأسمائها

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 19:26 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

عائشة بن أحمد مطلوبة أمام النيابة في "ملف سري"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon