أعلنت أوبك أمس الاثنين، إن الطلب العالمي على النفط سيتراجع في 2020 على نحو أشد من توقعها السابق بسبب فيروس “كورونا” وسيتعافى بوتيرة أبطأ من المتوقع في العام القادم، مما قد يزيد صعوبة دعم المنظمة وحلفائها للسوق.
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول في تقرير شهري، إن الطلب العالمي على النفط سيهوي 9.46 مليون برميل يوميا هذا العام، ارتفاعا من توقعها قبل شهر لانخفاض قدره 9.06 مليون برميل يوميا.
يأتي هذا في الوقت الذي توقعت فيه شركة “بي بي” العملاقة للنفط والغاز أمس، أن يكون عصر الازدياد المستمر على الطلب على النفط قد انتهى. مضيفة أن استهلاك النفط قد لا يعود أبدا إلى المستويات التي تم تسجيلها قبل جائحة “كورونا”.
وأشارت الشركة إلى أنه حتى السيناريو الأكثر تفاؤلا يرى أن الطلب سيبقى مستقرا بوجه عام خلال العقدين المقبلين في ظل تحول العالم بعيدا عن الوقود الأحفوري.
وبذلك تبتعد بي بي كثيرا عن الاعتقاد السائد بأن استهلاك النفط سيظل ينمو لعقود. وتظهر توقعات بي بي تراجع الاستهلاك بنسبة 50 في المائة بحلول عام 2050 في أحد السيناريوهات، وبنسبة تصل إلى 80 في المائة في سيناريو آخر.
وانهارت أسعار النفط بعد أن عصفت أزمة فيروس “كورونا” بحركة السفر والنشاط الاقتصادي. وفي حين خفف بعض الدول إجراءات الإغلاق الشامل، مما سمح بتعافي الطلب، فإن تنامي حالات الإصابة الجديدة وارتفاع إنتاج النفط يضغطان على الأسعار.
وقالت أوبك في توقعات 2021: “المخاطر ما زالت كبيرة... وبخاصة فيما يتعلق بتطور إصابات (كوفيد - 19) والعلاجات المحتملة... تشير التقديرات إلى أن تنامي العمل وعقد الاجتماعات عن بعد سيحول دون عودة وقود وسائل المواصلات عودة كاملة إلى مستويات 2019”.
يعني هذا أن تعافي الطلب سيكون أبطأ من المتوقع في العام المقبل. وتتوقع أوبك زيادة الاستهلاك 6.62 مليون برميل يوميا في 2021، وهو ما يقل 370 ألف برميل يوميا عما توقعته الشهر الماضي.
وتزيد مخزونات النفط في ظل انهيار الطلب. وقالت أوبك إن مخزونات الدول المتقدمة تراجعت 4.5 مليون برميل في يوليو (تموز)، لكنها تزيد 260.6 مليون برميل عن متوسط خمس سنوات، وهو المقياس المفضل لدى أوبك قبل الجائحة.
وبعد صدور تقرير أوبك أمس، جرى تداول النفط دون 40 دولارا للبرميل، وهو ما يقل عن المستويات التي يحتاجها أعضاء أوبك لضبط ميزانياتهم. والأسعار منخفضة نحو 15 في المائة منذ بداية الشهر.
كانت الأسعار ارتفعت أمس، بسبب عاصفة مدارية في خليج المكسيك أجبرت الشركات على إخلاء المنصات ووقف الإنتاج، لكن المكاسب جاءت محدودة بفعل بواعث القلق من تخمة في الإمدادات العالمية وانخفاض في الطلب على الوقود، ثم تراجعت بعد تقرير أوبك.
في مواجهة تراجع الطلب، اتفقت أوبك وحلفاؤها، في إطار ما يعرف بمجموعة أوبك+، على تخفيضات إنتاج غير مسبوقة بلغت 9.7 مليون برميل يوميا بدأت في أول مايو (أيار)، وقالت الولايات المتحدة ودول أخرى إنها ستقلص الإنتاج أيضا. وقالت أوبك في التقرير إن إنتاجها ارتفع 760 ألف برميل يوميا إلى 24.05 مليون برميل يوميا في أغسطس (آب)، إذ جرى تخفيف مقدار الخفض من 9.7 مليون برميل يوميا إلى 7.7 مليون برميل يوميا من أول أغسطس. ويحقق ذلك التزاما بـ103 في المائة بالتعهدات - وفقا لحسابات رويترز - ارتفاعا من قراءة يوليو البالغة 97 في المائة.
وتجتمع لجنة مراقبة من وزراء أوبك+ يوم الخميس لمناقشة أوضاع السوق. وأبدى بعض المندوبين قلقا حيال هبوط الأسعار هذا الشهر، لكن ليست هناك حتى الآن مؤشرات على اعتزام المجموعة تعديل الاتفاق.
وتوقع التقرير أن يقل الطلب على خام أوبك عن المتوقع في العامين الحالي والمقبل، إذ تزيد الإمدادات من خارج المنظمة وبسبب انخفاض توقعات الطلب العالمي.
وقالت أوبك إن متوسط الطلب على نفطها هذا العام سيكون 22.6 مليون برميل يوميا، بانخفاض 700 ألف برميل يوميا عن التوقع السابق. ويشير ذلك إلى أن السوق ستشهد فائضا إذا ظل إنتاج أوبك عند مستويات أغسطس. وخُفض توقع العام المقبل 1.1 مليون برميل يوميا.
قد يهمك أيضا :
السعودية تقود مفاوضات "أوبك بلس" بهدف تخفيض إنتاج النفط
السعودية تنهي العمل بالتخفيضات الطوعية لـ"أوبك بلس"
أرسل تعليقك