القاهرة ـ علا عبد الرشيد
حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الـ"فاو" الخميس، من أنّ ظروف الجفاف مقرونة باستمرار الصراع، تُفاقم من الضغوط الواقعة على وضعية الأمن الغذائي المتردية في سورية، وتزيد من احتمالات الانخفاض الحاد في إنتاج القمح والشعير في المناطق الزراعية الرئيسية، إضافة إلي تنامي احتياجات الواردات الغذائية وارتفاع الأسعار في عام 2014.
وأكّدت المنظمة في بيان صدر، الخميس، حصلت "مصر اليوم"، على نسخة منه، أنّ القمح والشعير يشكلان أهم المحاصيل الغذائية في سورية، موضحة أنّ إجمالي تراجع المساحة المزروعة بالقمح، بلغ نحو 15%، إذ قدرت المنظمة الإنتاج المتوقع لهذا المحصول الأساسي عام 2014 بنحو 1.97 مليون طن، أي ما يأتي دون المتوسط السنوي لفترة الأعوام العشرة السابقة 2001 - 2010، بنسبة تقرب من 52 %.
وأصدرت "فاو"، أحدث توقعاتها بالنسبة للأمن الغذائي في سورية، بينما يتأهب المزارعون لحصاد حبوب الشتاء خلال الأسابيع القليلة المقبلة، موضحة أنّ الأمطار تحسنت في آذار/ مارس، وأوائل نيسان/أبريل، بينما بلغت المحاصيل الشتوية مرحلة النضج، لكن فترة كانون الثاني/يناير، وشباط/فبراير، التي جاءت جافة على نحو استثنائي أثرت على المحاصيل في المراحل الحاسمة للغرس والنمو.
وتوقعت أنّ تؤدي الأحوال الجوية المتغيرة، علاوة على استمرار الصراع، إلى اتساع الفجوة بين الإنتاج المحلي والاحتياجات الغذائية الداخلية هذا العام، مما سيفاقم من تضخم أسعار المواد الغذائية، ويتمخض عن فقدان فرص العمل، واضطراب الأسواق والأنشطة التجارية.
وأشار ممثل منظمة "فاو" في سورية الخبير إريكو هيبي إلى، أنّ استمرار تدفق الأسر النازحة وغيرها من المزارعين الضعفاء، يهدد بعواقب بعيدة المدى على أمنهم الغذائي، وحالتهم الصحية، وقدرتهم على الصمود الاقتصادي.
وأوضح هيبي، أن سوء الأحوال الجوية تفاقم من الحالة الهشة بالفعل للأمن الغذائي في سورية، والناجمة في المقام الأول عن الصراع والدمار الذي حاق بسبل المعيشة.
ويعاني الإنتاج الزراعي تحت وطأة تناقص المدخلات الزراعية وارتفاع أسعارها، والضرر والدمار الذي لحق بالبنية التحتية للري والمعدات الزراعية والمرافق بما في ذلك مستودعات التخزين، إلى جانب تعطل الأسواق، والتخلي عن الأراضي الزراعية، ونقص الطاقة الكهربائية، وانقطاع أو غياب غير ذلك من الخدمات والموارد.
وأشارت تقديرات المنظمة لكميات القمح إلى، أنّ مستوى القمح في حدود 1.5 طن للهكتار، أي دون المتوسط الاعتيادي البالغ 2.4 طن بفارق ملحوظ في تقديرات أخرى، موضحة أنّ نقص الغذاء بمتطلبات الاستيراد وأسعار الحبوب وغيرها من الأغذية أدي إلى الارتفاع الحاد بنسبة 108 % في الأسعار، في تشرين الثاني/نوفمبر 2013، مقارنة بالعام السابق.
أرسل تعليقك