طالبت حركة الجهاد الإسلامي، السبت، بتحرك جدي وفعال من أجل إنقاذ المحاصرين في قطاع غزة، محذرًا من أن استمرار الحصار سيؤدي إلى انفجار خطير سيتحمل العالم أجمع تداعياته.
كان البنك الدولي أصدر تقريرًا أكد فيه أن اقتصاد قطاع غزة أضحى على حافة الانهيار بعد ارتفاع معدل البطالة وأصبح الأعلى على مستوى العالم، بسبب الحصار والحروب وضعف الحكومة.
وأكد المتحدث باسم الحركة، داوود شهاب، في تصريحٍ صحافي وصل "العرب اليوم" نسخة منه، أن هذا التقرير يعد أحد المؤشرات والنتائج الخطيرة للحصار المفروض على غزة, وهذا يستدعي عدم الاكتفاء بالتصريحات وإصدار البيانات.
وشدد شهاب على أن الفصائل جزء من الشعب الفلسطيني وهي تعيش نفس الحالة من الحصار, وربما يكون أسوأ بالنسبة لقيادات هذه الفصائل وكوادرها, وهي ككل أبناء الشعب الفلسطيني تسعى في كل الاتجاهات لتخفيف الأعباء وإنهاء هذا الحصار.
وقدَّر تقرير البنك الدولي أن ناتج النمو المحلي الإجمالي لقطاع غزة كان يمكن أن يكون أعلى بنحو 4 مرات مما هو عليه لو لم يتأثر بالنزاعات والقيود المتعددة، وأن الحصار المفروض منذ العام 2007 أدى إلى إلحاق خسائر بناتج النمو المحلي الإجمالي بنسبة تزيد عن 5%.
وأشار التقرير إلى أن نسبة البطالة في قطاع غزة وصلت إلى 43%، وهي الأعلى في العالم، في حين ارتفعت البطالة في صفوف الشباب إلى ما يزيد عن 60% بحلول نهاية العام 2014، وهو أمر يدعو إلى القلق.
وأكد المدير الإقليمي للبنك الدولي في الضفة الغربية وقطاع غزة ستين لو يورغينسون: "تعتبر أرقام البطالة والفقر في قطاع غزة مقلقة جدًا والتوقعات الاقتصادية مزعجة نظرًا إلى عدم قدرة الأسواق القائمة في قطاع غزة على توفير فرص عمل، مما ترك شريحة واسعة من السكان ولا سيما الشباب في حالة من اليأس.
وأوضح أن الحصار المستمر وحرب العام 2014 تسببا في آثار مدمرة على الاقتصاد في قطاع غزة وعلى معيشة الناس، كما اختفت صادرات غزة وتقلص قطاع الصناع بنسبة تصل إلى 60 % وأصبح الاقتصاد غير قادر على الصمود دون الارتباط بالعالم الخارجي.
من جهته، دعا رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، النائب جمال الخضري، إلى تشكيل هيئة أوروبية تضم كل النشطاء والمناصرين للقضية الفلسطينية لكسر حصار غزة.
ودعا الخضري البرلمانيين في العالم ولاسيما البريطانيين إلى الانخراط في حركة المقاطعة الأكاديمية والتجارية لـ"إسرائيل"، مشيدًا بدعم المجتمعات البريطانية لحقوق الشعب الفلسطيني.
وأكد الخضري أن "السلام الذي لا يبنى على العدالة والحرية سيبقى هشّ.. السلام الدائم يتطلب إنهاء الاحتلال واسترداد الحقوق.. إنهاء الحصار ضرورة للوصول إلى السلام العادل".
وجدد الخضري الترحيب بالاعترافات الأخيرة بفلسطين كدولة من قِبل بعض البرلمانات الأوروبية، داعيًا إلى ضرورة أن يتبع بخطوات أكثر إلزامًا لـ"إسرائيل" من أجل وقف حصارها واحتلالها فلسطين.
وأضاف: حين تقدم الفلسطينيون بطلب الانضمام إلى محكمة العدل الدولية قوبل ذلك بتهديدات وعقوبات، منها ميدانيًا ومنها اقتصاديًا، من أجل تعقيد الظروف أكثر مما هي عليه، يجب على أوروبا أن تعمل بجهد أكبر من أجل توضيح الرسالة للناس، سنقدم كل الدلائل التي نمتلكها من أجل إدانة "إسرائيل" واسترداد حقوقنا.
واستعرض الخضري آثار الحصار على غزة، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه رغم وقف إطلاق النار الذي ساد قطاع غزة بعد العدوان الأخير العام 2014 إلا أن غزة ما زالت تعيش حالة من النقص الكبير في مقومات الحياة الأولية، وتفتقد إلى إعادة الإعمار، في وقت قدرت فيه مؤسسة أوكسفام الدولية الحاجة إلى 100 عام وربما أكثر حتى ينتهي من إعادة الإعمار.
وأشار الخضري بقوله: بات مصطلح الحصار مرتبط بغزة بشكل دائم في عقول الناس، خلال سنوات الحصار ازدادت الكثافة السكانية بمقدار 400 ألف شخص، جيل جديد ولد على هذه الأرض، جيل لم يعش يومًا دون قطع الكهرباء، جيل وجد نفسه في مجتمع مزدحم وحالات حياتية صعبة أصبح يعتقد أن هذه الظروف هي الطبيعية.
أرسل تعليقك