عبد المجيد بريش يعارض رفع العقوبات عن الأموال الليبية المجمدة
آخر تحديث GMT06:54:45
 لبنان اليوم -

بيّن أن مؤسسة الاستثمارات تمتلك أصولًا بـ67 مليار يورو

عبد المجيد بريش يعارض رفع العقوبات عن الأموال الليبية المجمدة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - عبد المجيد بريش يعارض رفع العقوبات عن الأموال الليبية المجمدة

عبد المجيد بريش
طرابلس ـ العرب اليوم

يجلس عبد المجيد بريش على رأس مؤسسة الاستثمارات الليبية في طرابلس، التي تملك أصولاً في أنحاء العالم تصل قيمتها إلى 67 مليار دولار، لكنه يعارض حاليًا رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها منذ العام 2011، فهو يخشى، كما يبدو، أن تضيع أموالها كما "ضاعت 170 مليار دولار أنفقتها الحكومات الليبية المتعاقبة، التي تولّت السلطة عقب إطاحة الحكم السابق قبل أربعة أعوام، من دون أن يظهر لها أثر في تحسين وضع الليبيين على أرض الواقع".

وتمسّك بريش بالتجميد الدولي المفروض على ممتلكات المؤسسة، يقابله موقف معاكس يتبناه "منافسه" على رأس المؤسسة، حسن بوهادي، المعيّن من حكومة عبد الله الثني في طبرق، والذي يدافع عن رفع العقوبات، وفي ليبيا، كما هو معروف، حكومتان، الأولى في طرابلس وتقول إنها تستمد شرعيتها من المؤتمر الوطني (المنتهية صلاحيته)، والثانية في شرق ليبيا وتقول إنها تستمد شرعيتها من البرلمان المنتخب والمعترف به من المجتمع الدولي، وسعت حكومة طبرق التي يقودها عبد الله الثني، إلى تشكيل مؤسسات موازية لتلك الموجودة في طرابلس، والتي خرجت عن سلطتها بعد سيطرة قوات "فجر ليبيا" على العاصمة العام الماضي، مثل المصرف المركزي ومؤسسة النفط الوطنية ومؤسسة الاستثمارات الليبية.

ويؤكد بريش، في مقابلة مع "الحياة" في لندن، أن مؤسسة الاستثمارات الليبية تتّخذ موقفاً "محايداً" في النزاع الدائر بين حكومتي طرابلس وطبرق، معربًا عن أمله في نجاح جهود وسيط الأمم المتحدة برناردينو ليون، في جمع أطراف الأزمة الليبية لتشكيل حكومة واحدة تُنهي الانقسام الحاصل في البلاد منذ طرد حكومة الثني من طرابلس، ويضيف أن الاجتماعات الليبية التي رعاها ليون في الصخيرات في المغرب، نجحت بالفعل في الحصول على موافقة برلمان طبرق وبعض أطراف المؤتمر الوطني في طرابلس، متمنياً اكتمال هذه الجهود بانضمام المؤتمر الوطني كلّه إلى الاتفاق وتشكيل حكومة جديدة.

ويبدو بريش منكبًا على استكمال المهمة التي بدأتها سلطة الاستثمار الليبية في مقاضاة مؤسسات مالية دولية استثمرت ما يصل إلى 2.8 مليار دولار أميركي من الأموال الليبية خلال حكم القذافي، وهي استثمارات خسرت قيمتها خلال الأزمة المالية العالمية قبل سنوات، وحقّق بريش، في اتفاق نادر مع منافسه بوهادي، تقدماً أخيراً في دعويين مرفوعتين أمام المحكمة العليا في لندن، إذ قبلت المحكمة طلب مؤسسة الاستثمار الليبية تعيين "حارس قضائي" للنيابة عنها موقتاً، في استكمال الدعويين ضد مؤسسة "غولدمان ساكس" ومصرف "سوسيتيه جنرال".

وتتّهم المؤسسة الليبية "غولدمان ساكس" بالاستغلال المتعمّد لانعدام خبرة المسؤولين الليبيين في مؤسسة الاستثمار الوطنية، وفق ما يقول بريش الذي يؤكد أن "غولدمان ساكس" بدّد استثمارات ليبية بقيمة بليون دولار، لكنه حقق في المقابل أرباحاً بقيمة 350 مليون دولار، أما الدعوى ضد "سوسيتيه جنرال" فتختلف، إذ إنها ترتبط بمزاعم عن وجود فساد في الصفقات المعقودة مع الجانب الليبي، والتي تبلغ 1.5 مليار دولار، إذ يشير بريش إلى أن الجانب الليبي اكتشف بعد سقوط نظام القذافي، أن المصرف الفرنسي دفع 58 مليون دولار لشخص ليبي قريب من سيف الإسلام القذافي، على أساس أنه مستشار في قضايا مالية بالغة التعقيد على رغم أنه ليس خبيراً بها، مضيفاً أن "وجود رشوة أمر واضح في هذه القضية".

ويـــرفض "غــــولدمــان ســاكـــس" و "سوسيتيه جنرال" اتهامات الجانب الليبي، علماً أن القضية المرفوعة ضدهما (وضد مؤسسات أخرى) تأخرت بضعة أشهر – بدءاً من نيسان/أبريل هذا العام - على خلفية النزاع حول الجهة الشرعية التي يحق لها تمثيل مؤسسة الاستثمار الليبية.

وانعكس الانقسام على رأس المؤسسة تأخراً في سير الدعويين أمام محكمة لندن، فإن هناك مخاوف من أن ينعكس ذلك أيضاً على وضع أصول المؤسسة حول العالم، في ظل سعي بعض الدول إلى تأميم حصص ليبيا في مؤسسات مشتركة (كما حصل أخيراً في ساحل العاج الذي أمّم شركات هاتف محمول تملكها مؤسسة الاستثمار الليبية بحجة استرجاع ديون أو ضرائب مترتبة عليها).

ويـوضح بريـش أن مؤسسة الاستثمارات الليبية أجرت في العام 2014 جردًا لممتلكاتها وأصولها، قامت بها مؤسسة عالمية قدّرت قيمتها بـ67 مليار دولار، وتتألف أصولها غير السائلة من 550 شركة تساوي 27 مليار دولار، في حين أن أصولها السائلة (مثل الأسهم والعائدات الثابتة على الصكوك والموجودات النقدية) تساوي نحو 40 مليار دولار، و85 في المائة تقريباً من هذه الأصول تخضع لقرار تجميد بموجبات عقوبات الأمم المتحدة على نظام القذافي في بداية الثورة عام 2011.

لكن بريش لا يبدو مستعجلاً على رفع هذه العقوبات، على رغم إقراره بأن هناك حاجة إلى بدء العمل على تحسين أداء استثمارات المؤسسة الوطنية الليبية، وإغلاق بعضها المفلس حاليًا أو تغيير إدارة مؤسسات أخرى لتحسين أدائها، وهو يربط ذلك بقيام حكومة ليبية جديدة توحّد طرفي الأزمة الحالية في كلّ من طرابلس وطبرق.

ويؤكد "نحن حريصون على أن تبقى هذه الأموال محجوزة حتى تشكيل حكومة واحدة لكل ليبيا، برلمان طبرق وقّع اتفاق الصخيرات، والمهم الآن أن يوقّع المؤتمر الوطني في طرابلس، الأمور تسير ببطء، ولكن أرجو أن يتم توقيع الاتفاق، فالإرادة الدولية كلّها تسير في اتجاه الحلّ، والشعب الليبي – أي المواطن العادي الذي لا علاقة له بالانقسام السياسي - وحتى الثوار باتوا يقولون: خلاص، لقد تعبنا من الحرب، بعض السياسيين فقط ما زال يعرقل، لكن سيأتي الوقت الذي سيسير الجميع في الحل".

وعلى الرغم من وجوده في طرابلس، إلا أن بريش يؤكد أن مؤسسة الاستثمارات الليبية لا تخضع للحكومة الموجودة هناك، والتي لا يعترف بها المجتمع الدولي، ويوضح "أنا لا أتبع أحداً، أتبع ليبيا فقط".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبد المجيد بريش يعارض رفع العقوبات عن الأموال الليبية المجمدة عبد المجيد بريش يعارض رفع العقوبات عن الأموال الليبية المجمدة



GMT 08:40 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البتكوين تتخطى 80 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك

GMT 07:22 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

مرسيدس تكشف النقاب عن نسختها الجديدة GLC

GMT 17:41 2020 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أنواع الشنط وأسمائها

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 19:26 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

عائشة بن أحمد مطلوبة أمام النيابة في "ملف سري"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon