وسط ضوابط "أقل تشددا" تجاه انتشار فيروس كورونا، وحضور غير مسبوق لأفلام المنصات الرقمية، يحتفل مهرجان فينسيا السينمائي الدولي اليوم الأربعاء بافتتاح دورته ال 78، وسط جدول مزدحم بالفعاليات وحضور عدد كبير من نجوم السينما العالمية، لتعويض الحصار الذي فرض على فعاليات الدورة الماضية، واجبر الجهة المنظمة على تقليص أغلب فعالياتها.
إدارة مهرجان فينيسيا أكدت قبل حفل افتتاح اليوم أنها لا زالت ملتزمة بإجبار حضور فعاليات الدورة الحالية ارتداء الكمامات وقياس درجات الحرارة قبل دخول أية فعالية والخضوع لمسحات الفيروس وتحاليل الـ pcr لكل المشاركين في المهرجان، ولكنها لن تقوم بإلغاء الفعاليات وستسمح بعروض الأفلام بحضور جماهيري.
وأبدى مدير المهرجان ألبرتو باربيرا ارتياحه إلى ما وصفه بـ "خروج الجميع من مرحلة الحجر واستعدادهم للانطلاق مجددًا"، ولاحظ أن جودة الأفلام المقدمة للمهرجان هذا العام هي "أعلى من المعتاد، وكأن الوباء حفز الإبداع لدى السينمائيين" بحسب قوله.
وتعرض الدورة الـ 78 للمهرجان أفلاما من 59 دولة، في الفترة من 1 إلى 11 سبتمبر، وصمم البوستر الخاص للدورة الـ 78 المصور الإيطالي لورنزو ماتوتى، والصورة التي تم اختيارها للبوستر هذا العام تقدم شخصين يصوران بعضهما البعض في نوع من الرقص كمبارزة إنسانية مرحة.
ويفتتح المهرجان دورته الليلة بفيلم "أمهات موازيات" Madres Paralelas للمخرج الإسباني "بيدرو ألمودوفار"، والفيلم يشارك في المسابقة الرسمية أيضا، ويقوم ببطولته بينلوبى كروز وإسرائيل إليجالدى وجوليتا سيرانو وروسى دى بالماوميلينا سميث، ويمثل الفيلم حلقة جديدة من سلسلة التعاون بين "ألمودوفار" و"بينلوبى" التي بدأت قبل ما يزيد على 20 عاما، حيث تعد "بينلوبى" إحدى نجماته المفضلات.
ويتناول فيلم الافتتاح "أمهات موازيات" قصة امرأتين "جانيس وآنا" على وشك الولادة في المستشفى، كلتاهما عزباء وحملت مصادفة، إحداهما "جانيس" أكبر سنا ولا تشعر بالندم على ما حدث، وتواجه الأمر ببهجة، بينما الأخرى "آنا" مراهقة وتشعر بالخوف والندم والصدمة، وتحاول "جانيس" تشجيعها، ويدور بينهما حوار، وتخلق الكلمات القليلة التي تتبادلانها في هذه الساعات رابطا وثيقا للغاية بين الاثنتين بحيث ستتغير حياة كلتيهما.
مخرج الفيلم الشهير "بيدور ألمودوفار" سبق أن حصل على وسام الأسد الذهبي الفخري من المهرجان عام 2019، وقال في تصريحات له: "لقد ولدت كمخرج سينمائي عام 1983 في فينسيا في قسم ميزوجيورنو ميزانوت، وبعد 38 عاما، دُعيت لافتتاح المهرجان، ولا أستطيع أن أعبر عن هذا الفرح والشرف، وكم يعنى هذا بالنسبة لى دون الوقوع في الرضا عن النفس"، وتابع: "أنا ممتن جدا للمهرجان على هذا التقدير، وآمل أن أكون على مستوى ذلك".
وعلق "ألبرتو باربيرا"، مدير مهرجان "فينسيا": أنا ممتن للمخرج بيدرو ألمودوفار لمنحنا امتياز افتتاح مهرجان الأفلام بفيلمه الجديد، وهو صورة مكثفة وحساسة لامرأتين وهما تتعاملان مع الحمل بعواقب لا يمكن التنبؤ بها، وتضامن المرأة والجنس، يتم اختبارها بحرية كاملة وبدون رياء، كل ذلك على خلفية الحاجة التي لا مفر منها للحقيقة التي يجب متابعتها بلا هوادة، وتابع: هذه عودة مرحب بها للغاية إلى فينسيا في المسابقة بعد جائزة الأسد الذهبي 2019 لإنجاز مدى الحياة، وبعد سنوات عديدة من نجاح فيلم "النساء على وشك الانهيار العصبي" الذى يمثل انتصاره الكبير على الساحة الدولية.
ويترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية الكوري الجنوبي "بونج جون هوو" مخرج فيلم "طفيل Parasite" الفائز بجائزة أوسكار، وتضم لجنة التحكيم المخرجة كلوى تشاو، والمغنية البريطانية سينثيا أريفو، والممثلة الفرنسية فرجينيا إفيرا، والممثلة سارة جادون، والمخرج الإيطالي سافيريو كوستانزو، والرومانى ألكسندر ناناو.
وقال "بونج": "مهرجان فينسيا السينمائي يحمل معه تاريخا طويلا ومتنوعا، ويشرفنى أن أكون جزءا من تقاليده السينمائية الجميلة كرئيس للجنة التحكيم، والأهم من ذلك بصفتي عاشقا للسينما دائما.. أنا مستعد للإعجاب والتصفيق لجميع الأفلام الرائعة التي اختارها المهرجان"، وتابع: "أنا ملئ بالأمل الحقيقي والإثارة".
ووصف المدير الفني للمهرجان ألبرتو باربيرا، "بونج جون هوو"، بأنه "واحد من أكثر الأصوات أصالة في السينما العالمية"، وتابع باربيرا: "بونج جون هوو وافق بحماس على رئاسة لجنة التحكيم، وكان ذلك أول خبر سار في التجهيز لهذه الدورة، ونحن ممتنون له للغاية لموافقته على أنه وضع شغفه كعضو سينمائي منتبه وفضولي وغير متحيز في خدمة مهرجاننا، إنه لمن دواعي سروري وشرف لى أن أكون قادرا على مشاركة فرحة هذه اللحظة مع عدد لا يحصى من المعجبين في جميع أنحاء العالم بأفلامه الرائعة".
وتشهد الدورة الـ78 أيضا العرض الأول لفيلم المخرج دينيس فيلنوف "الكثبان" DUNE في مسابقة هذا العام، الفيلم يعيد "فيلنوف" إلى مهرجان فينسيا السينمائي بعد العرض الأول لفيلم "الوصول 2016"، وهو فيلم خيال علمي أمريكي مقتبس من رواية تحمل الاسم نفسه لفرانك هربرت وبطولة تيموثى شالامى وريبكا فيرجسون وزندايا، وينتمى لفئة أفلام المغامرة والخيال العلمي، وتدور أحداثه حول ابن عائلة نبيلة مكلف بحماية العنصر الأكثر قيمة والأكثر حيوية في المجرة، ويقدم تيموثى شالامى شخصية شاب تتولى عائلته إدارة كوكب الكثبان الرملية، وهى أرض صحراوية تنتج نوعا مهم امن التوابل يستخدم كدواء لتعزيز القدرات العقلية ويطيل الحياة وهى مطمع للآخرين.
فيلم DUNE من أفلام هوليوود الكبرى التي ينتظرها عشاق السينما منذ فترة، وتم تأجيل افتتاحه بسبب انتشار كورونا، حيث يستقبل مهرجان فينسيا الفيلم المنتظر ضمن فعالياته الجمعة المقبل، ومن المقرر طرحه في دور العرض 18 ديسمبر المقبل.
ويستقبل المهرجان أيضا فيلم The Power Of The Dog "قوة الكلب" هو فيلم دراما إنتاج دولي مشترك تأليف وإخراج النيوزيلندية "جين كامبيون" مبنى على رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب توماس سافاج، وهو من بطولة بيندكت كامبرباتش، كريستين دانست، جيسى بليمنز، توماسن ماكنزى وكودى سميت ماكفى، وتتناول أحداثه زوجين من الإخوة يمتلكان مزرعة كبيرة في "مونتانا" يواجهان بعضهما البعض عندما يتزوج أحدهما.
ويمنح المهرجان هذا العام الممثلة الأمريكية "جيمى لى كيرتس" جائزة الأسد الذهبي الفخرية تقديرا لمسيرتها الفنية والإنجاز مدى الحياة، كما سيتم منح المخرج والممثل الإيطالي "روبيرتو بينينى" الجائزة نفسها تقديرا لإنجازاته ومسيرته المهنية.
ويعرض لها المهرجان سلسلة أفلام الرعب "Halloween" التي اشتهرت بها "جيمى لى كرتيس"-62 عاما -وعرض أول أجزائها عام 1978، ولعبت جيمى لى كيرتس في سلسلة أفلام الهالوين شخصية جليسة الأطفال "لورى سترود" التي تتصدى دائما للقاتل المتسلسل الشهير "مايكل مايرز".
وقالت "جيمى لى كيرتس" في تصريحات لها: أشعر بالامتنان الشديد لاختياري لهذا التكريم، ولشخصيتي التي قدمتها في سلسلة أفلام الهالوين وساهمت في تشكيل مسيرتي الفنية وحياتي.
ويستقبل المهرجان أيضا في دورته المقبلة فيلم "أميرة" للمخرج المصري محمد دياب للمنافسة في مسابقة "آفاق"، ليشهد من خلالها الفيلم عرضه العالمي الأول، ويُعد "أميرة" ثالث أفلام "دياب" كمخرج بعد فيلمىّ "٦٧٨" إنتاج 2010، و"اشتباك" إنتاج 2016، والذي فاز بأكثر من 30 جائزة دولية، ويتناول فيلم "أميرة" قصة تدور أحداثها في فلسطين، ليصبح أول فيلم فلسطيني يقوم بإخراجه مصري.
"أميرة" يتناول قصة مراهقة فلسطينية ولدت بعملية تلقيح مجهري بعد تهريب مَنىّ والدها نوار السجين في المعتقلات الإسرائيلية، وتجبرها الظروف على أن تخوض رحلة لمعرفة الحقيقة وراء هويتها.
ويضم فريق عمل الفيلم عددا كبيرا من النجوم العرب، في مقدمتهم صبا مبارك وعلى سليمان، والممثلة الشابة تارا عبود التي يقدمها الفيلم لأول مرة سينمائيًا في دور "أميرة"، وقيس ناشف ووليد زعيتر، وهو من مونتاج أحمد حافظ الذي سبق له التعاون مع دياب في فيلم "اشتباك"، ومن تأليف الثلاثي محمد وخالد وشيرين دياب.
وينظم مركز السينما العربية على هامش المهرجان حلقة نقاشية بعنوان "الأساليب جديدة لتمويل الأفلام في العالم العربي"، يوم الاثنين 6 سبتمبر، الساعة 5 مساءً، ويشارك فيها واين بورغ المدير الإداري في NEOM، وستيفن ستراشان مفوض إدارة الأفلام في فيلم العلا، وعاصم رمضان مدير العمليات في مجموعة روتانا، ومهند البكري المدير الإداري في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، والمنتجة رولا ناصر مؤسسة شركة The Imaginarium Films، وعدلي توما رئيس مجلس إدارة Gemini Africa، ويدير النقاش علاء كركوتي الشريك الإداري في مركز السينما العربية وMAD Solutions.وسوف يتبع الحلقة النقاشية حفل استقبال لـGemini Africa بالتعاون مع مركز السينما العربية، سوف يتم من خلالها الإعلان عن مستجدات متعلقة بالنشاط السينمائي لـGemini Africa.
قد يهمك ايضا
إليك أشهر 45 فيلمًا فى الدورة العاشرة لـ"مالمو" للسينما العربية
رئيس مهرجان مالمو يؤكد وضعنا المادي مستقر ونسعى للتطوير المستمر
أرسل تعليقك