بغداد – نجلاء الطائي
تختلف الأزياء التقليدية كموروث وتراث وعادات في تفاصيلها وألوانها وطريقة حياكتها وأسلوب لباسها من دولة إلى أخرى، ومن شعب إلى آخر، ومسألة التمسك بها عبر الأجيال المختلفة، تتحكم فيها الثقافة العامة ومسيرة تطور المجتمع، وتحديات العصرنة والتجديد ومجابهة مسارات زمن العولمة.
فالتراث الشعبي يشكل وجدان أي أمة، ويقوي ذاكرة الناس، ويجسد كل ما يتعلق بالهوية الوطنية، لا سيما إذا كان الموروث كينونة حية في نفوس وعقول الناس، ويمدها بالقدرات والطاقات الخلاقة والمبدعة التي تسهم في البناء والتنمية، وبما أن التراث هو التاريخ الذي يعيش فينا ونعيش فيه، وما وصل إلينا ممن سبقونا، أيًا كان ذلك ماديًا أو نظريًا أو حتى سيكولوجيًا وروحيًا.
فشعوب عديدة ودول كثيرة في العالم أجمع لا تزال تتمسك بتراثها وموروثها وعاداتها، لا سيما في المأكل والملبس والفنون الشعبية وكل ما يرتبط بالأرض، إلا أن الأزياء المتعلقة باللباس تتخذ منحى آخر من حيث الشكل واللون وعناصر التكوين وأسلوب الحياكة والتفاصيل الدقيقة، وذلك ما لمسناه ونستعرضه خلال استعراضنا لنماذج للأزياء العراقية التراثية التي تتحدى العولمة باعتبارها هوية وطنية.
هذا واهتمت المرأة العراقية منذ العصور القديمة بمظهرها ولحد يومنا هذا فنراها عندما كانت في العصور التاريخية تزهو بملابس أنيقة وترفه كما وصلتنا من التماثيل واللوحات التاريخية السومرية والآشورية والبابلية التي كانت تغلب عليها، وتعدد القطع وتناسقها، وترتيبها، وهذا واضح بالإضافة إلى أنها تقتني الحلي الذهبية والفضية التي كانت عنوانًا لثراء ومكانة المرأة وهكذا تطورت الملابس وفقًا للتطور الحضاري والاقتصادي للشعوب التي عاشت في وادي الرافدين.
ولا تزال المرأة العراقية ذواقة متابعة للتغييرات المرافقة للأزياء ومواكبة للمودة حتى بالنسبة للمرأة البسيطة، حيث أنها تحرص دائمًا على أن تنتقي الملابس الحديثة بما يلائم مستواها في المجتمع، مراعية على الغالب جانب الحشمة، وتعتبر المرأة العراقية ذواقة من الدرجة الأولى، حيث أن جل اهتمامها في أي محفل اجتماعي على كيفية ظهورها بمظهر حسن يعكس شخصيتها ويعطي للناظر إليها ومن أول وهلة.
أرسل تعليقك