قرية مغربية تغلبت على فقرها بوجه حسن وحبة كرز
آخر تحديث GMT15:51:31
 لبنان اليوم -

قرية حزينة تستقطب أنظار العالم لحضور إعلان الملكة

قرية مغربية تغلبت على فقرها بوجه حسن و"حبة كرز"

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - قرية مغربية تغلبت على فقرها بوجه حسن و"حبة كرز"

قرية حزينة تستقطب أنظار العالم

صفرو (المغرب) - سعيد بونوار "جمعت الطبيعة عبقريتها فكونت الجمال"، وتمردت  قرية "صفرو" المغربية على جمال طبيعتها، بجمال صانعاتها، فكونت معنى العفة،  عبقرية فطرية ابتدعت قبل 90عاما مسابقة للحُسن النسائي متجسدا في "الكرز" أو "حب الملوك"، كان السبق قبل أن يفطن الغرب إلى ذلك. صفرو هي الآن تواصل تزيين القرية الفقيرة بأحمر شفاه بلون الفاكهة التي وضعت لبنة بناء صرح مدينة عانت من التهميش، وهي حاليا تتحدى الحاجة والهشاشة بالفرح،نعم بالفرح، صيف كل عام يغادر سكان البلدة منازلهم العتيقة ويحتلون الشوارع لصناعة البشرى بعد أسابيع من احتلال الحزن للأزقة و المنعرجات الجبلية الضيقة.
قرية حزينة تستقطب إليها أنظار العالم من خلال توافد آلاف السياح لحضور حدث إعلان ملكة "حب الملوك".
كيف لحبة "كرز" أن تبني لقرية صيتا عالميا؟، الجواب بالإيجاب تحقق على أرض صفرو التي خرج سكانها وأهلها قبل أعوام وقبل أشهر مع ربيع عربي عارم  للتظاهر ضد "التفقير" وليس الفقر، وضد التجويع وليس الجوع، فأهالي المدينة الطيبون راضون بقضاء الله وقدره، رافضون جبروت البشر وجشعه.
وهم حاليا يخرجون فرحين بملكة جمال فاكهتهم "النبيلة" التي أزالت عن أجسادهم ثياب التهميش وألبستهم قفاطين الاستحقاق مزركشة بنياشين الاعتراف بسواعد طوعت  تراب الطبيعة لنحت مجد يلوح في ابتسامات متوجات بتاج المُلك "الكرزي".
غير بعيد عن العاصمة العلمية للمملكة المغربية "فاس" والمعروفة بكون كبار أسرها من أثرياء العالم وليس المغرب، تطل قرية"صفرو"  من على سفح جبال الأطلس المتوسط، ظلت المدينة محطة أطماع خارجية وداخلية على مر التاريخ، فقد لقبها اليهود بـ"أورشليم الصغيرة" وكانوا يعتبرونها أرض الميعاد، وسماها المستعمر الفرنسي بـ"حديقة المغرب" وكانوا يعتبرونها "كان" الثانية، وآثر سكانها الأصليين أن يلقبوها بـ"مدينة حب الملوك".
غنية بأوديتها و"شلالاتها" التي لا يبرحها الماء، وأشجارها الباصقة، وخضرتها في الصيف قبل الربيع، وفي الخريف قبل الشتاء، وتبلغ شهرتها الآفاق بفضل إنتاجها لأجود أنواع "الكرز" أو "حب الملوك" (كما يُطلق عليه المغاربة)، إذ يُصدر من هذه القرية إلى شتى بقاع العالم ضاربا كل الأرقام القياسية من حيث أثمانه وجودته، والمُحزن أن الأنامل التي زرعته وجنته تعاني الاحتياج .
معروف عن "الكرز" استعمالاته في التغذية الصحية، وصناعة أدوية الجمال، وهو أكثر الفواكه حماية من أمراض القلب وضغط الدم المرتفع، ويهدئ الأعصاب وينقي الدم من السموم، وتأبى الأقدار إلا أن تصنع المفارقات العجيبة، فالمدينة المشهورة بـ"الكرز"، تبقى هادئة طيلة العام، يعالج صفاء هوائها كل "خروم" القلب المهترئة، مدينة تصلح للراغبين في "تبريد الدم والأعصاب"، إنها الحقيقة التي أدركها عدد من الأجانب الأوروبيين الذين يستقرون في بيوتها العتيقة.
بعض المصادر التاريخية تشير إلى أن النواة الأولى لهذه المدينة تشكلت في النصف الثاني من القرن السابع الميلادي على سفح مرتفع قريب من الشلال، قبل أن يطلق عليها فيما بعد اسم "القلعة".
وكانت أول بلدة مغربية تدخل زمن الحواضر عام 1913، لكنها بقيت جاثمة في مكانها بسبب نوايا "سياسية" ظلت تنظر إلى القرية كـ"مسجل خطر"، والسبب أن  سكانها الوديعون ظلوا يرفضون كل أشكال التهميش، ويحتجون على كل القرارات التي تستثنيهم من التنمية.
صفرو، ابتدعت لنفسها مهرجانا أزاح عن سطوح منازلها غبار التناسي، وآثرت أن تطل كل عام على العالم بمهرجان "حب الملوك" الذي يقوم على تصور اختيار فتاة مغربية شابة لتتوج باللقب وفق معايير لا تحيد عن الحشمة و الوقار والثقافة، وهو المهرجان الذي يعد الأقدم في تاريخ المغرب، وتم الاحتفال بأول دورة عام 1919 على يد السلطات الاستعمارية الفرنسية، تحت اسم "مهرجان نهاية ربيع صفرو"، وكان يتم الاحتفال بتنظيم موكب استعراضي يجوب شوارع المدينة، يتقدمه "دمية" مصنوعة من القصب بملابس نسائية، قبل أن يتغير اسم المهرجان إلى "مهرجان حب الملوك" عام 1934، وهو العام الذي تميز باختيار أول ملكة جمال حب الملوك كانت تحمل الجنسية الفرنسية، تسمى "سوزان برنار".
ومع توالي السنوات وحصول المغرب على استقلاله، بات المهرجان موعدا يستقطب إليه السياح والزوار من المغرب وخارجه لمتابعة فقراته الفنية والثقافية ومنها اختيار الملكة، وتضع اللجنة التنظيمية شروطا للراغبات في المشاركة في المستبقة ومنها: الجمال والأخلاق وانعدام السوابق وإتقان اللغات والتوفر على مستوى ثقافي ودراسي محترم.
ويشترط في المرشحات طولا معينا وأن تتراوح أعمارهن بين 18 و26 سنة، وأن يرفقن طلباتهن بالتزام من ولي الأمر، يوافق فيه على مشاركة قريبته في تلك المسابقة المفتوحة في وجه كل الفتيات المغربيات اللائي تتوفر فيهن تلك الشروط.
وتتوزع فعاليات هذا المهرجان على أنشطة متنوعة رياضية (كرة القدم، كرة السلة، كرة الطاولة، الكرة الحديدية والعدو الريفي ...) وثقافية (مسرحيات، ندوات، مسابقات ثقافية وعروض للفن التشكيلي ...).
وتتوهج أمسيات مهرجان حب الملوك بإحياء سهرات فنية يشارك فيها فنانون مغاربة وأجانب ومجموعات محلية ووطنية، ويشكل الاستعراض الرسمي لموكب ملكة حب الملوك ذروة فعاليات المهرجان، إذ تغص شوارع المدينة بالجماهير الراغبة في عدم تفويت فرصة مشاهدة "كرنفال" جميل بإمكانات محلية قليلة لكنها لا تخلو من لمسات فنية رائعة.
ويتوقع أن يتحول المهرجان إلى تراث إنساني عالمي،لك أن ملف الالتحاق بـ"اليونسكو" حظي بالقبول، لتلج المدينة الفقيرة التي وقفت قبل أسابيع في وجه "أباطرة العقار" حتى لا يفتضوا بأعمدة أسمنتهم المسلح بكارة مدينة لا ترغب سوى  بالعيش تحت شجرة "كرز"، ويعيش أبناؤها عيشة "الملوك" الزهاد

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرية مغربية تغلبت على فقرها بوجه حسن وحبة كرز قرية مغربية تغلبت على فقرها بوجه حسن وحبة كرز



GMT 09:58 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لتنسيق اللون البني خلال فصل الشتاء بطرق عصرية

GMT 07:28 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق تذاكر معرض كريستيان ديور مصمم الأحلام

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات فساتين زواج فخمة واستثنائية لعروس 2025

GMT 07:26 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ملابس الفرو الفاخرة لإطلالة فريدة ودافئة في فصل الشتاء

GMT 08:15 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات أنيقة وعصرية تناسب شهر نوفمبر

GMT 15:23 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الألوان الجريئة موضة هذا العام لتمزج بين الجرأة والرقي

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon