شكل جسد الحامل ينبئ بنوع المولود
لندن ـ ماريا طبراني
أُشيع أن السيدة الحامل التي لديها نتوء مرتفع في وسط الرأس سوف تلد ذكرًا، و لكن ذلك غير صحيح، ولا يصدق علميًا أيضًا أن التي لديها نتوء على جانبي الرأس في منطقة منخفضة سوف تُرزق أنثى، أما الصحيح والذي ثبتت صحته علميًا هو أن شكل أعلى الجسد لدى المرأة الحامل هو المؤشر الأدق في التنبؤ بنوع
المولود وفقًا لدراسة حديثة، حيث يكبر الثديين لدى المرأة الحامل بأنثى ليصلا إلى حجم أكبر من ثديي المرأة الحامل في ذكر فينمو ثديي المرأة حال الحمل بأنثى بواقع 8 سم بينما الحامل بذكر لا ينمو ثدياها سوى بواقع 6.3 سم، والسبب في ذلك أن أجنة الذكور تستهلك كمية كبيرة من هرمون "تستوستيرون" لتوفير الطاقة اللازمة لولادة جنين أكبر حجمًا مما يعيق نمو الثديين لدى المرأة الحامل بذكر.
و يشار أنه من الغرائب أن الأطعمة عديمة القيمة الغذائية هي التي تتناسب مع الحوامل حيث تسبب الأطعمة الصحية غثيان لدى المرأة الحامل بالإضافة إلى خطر معظمها على الأجنة، فاللحوم والجبن والخضروات من الممكن أن تحتوي على أنواع كثيرة من البكتيريا والجراثيم، فالإنسان البالغ يمكنه تحمل كميات محددة من السموم لأن لديه جهاز مناعي يمكنه من ذلك بينما الجنين لا يمكنه تحمل أي منها لأنه ليس لديه جهاز مناعي حيث لم يتكون لديه واحد بعد لذلك تكون الوسيلة الوحيدة لديه للدفاع عن نفسه أن يقلل من شهية الأم وتحمل معدتها لأي طعام به نسبة من السموم أو البكتيريا أو الفطريات مما يتسبب في القيء بعد تناول أي من هذه الأطعمة.
يدل على ذلك أن النساء الحوامل في بلاد تتغذى على الذرة مثلًا كمكون أساسي من مكونات نظام التغذية يقل لديهن القيء الصباحي بينما ترتفع نسبة القيء الصباحي بين الحوامل في المجتمعات المتقدمة مثل اليابان التي تعتمد على أطعمة بها نسبة عالية من السموم الطبيعية مثل الأطعمة البحرية لتصل نسبة القيء الصباحي بين الحوامل في هذا البلد الأسيوي إلى أعلى معدلاتها في العالم.
كما أن النساء اللاتي يتعرضن للقيء الصباحي الشديد ينجبن أطفالًا يحبون تناول الملح والأطعمة المملحة وذلك بسبب ما يعتادون عليه وهم في رحم الأمهات حيث يؤدي القيء إلى فقد كميات كبيرة من السوائل مما يضطر الأجنة إلى الاستعاضة عن ذلك باستهلاك كميات كبيرة من الملح مما يجعلهم أكثر حبًا للملح.
و ثبت بالعودة إلى مؤشرات التنبؤ بنوع الأجنة، من خلال بعض الإحصاءات لشجرة العائلة لـ 927 أسرة أن الرجال الذين لديهم إخوة ذكور بأعداد كبيرة ينجبون ذكورًا، وهي النتائج المذهلة التي فاجأت الجميع في جامعة نيوكاسل. وأضافت النتائج التي توصل إليها الباحثون بشأن تلك الإحصاءات أن الأم غير مسئولة عن ذلك حيث لا يشكل فارقًا في نوع المولود سواءً كان للأم إخوة ذكور أم لا.
و من غرائب الحمل أيضًا أن انقباضات الرحم استعدادًا للولادة تأتي المرأة بدءً ن منتصف الليل وحتى الساعة الرابعة صباحًا حيث تحتاج هذه الانقباضات إلى توافر هرموني الإيستريول والأوكسيتوسين، وهما هرمونات لا ينتجهما الجسم إلا ليلًا وفي أوقات الراحة والهدوء، وهي غالبًا ما تكون ليلًا.
وعلى العكس مما يحدث في المستشفيات الحديثة من فصل الوليد عن الأم في الساعة الأولى بعد الولادة لتنظيفه والاعتناء به، أثبتت دراسات عديدة أن الساعة الأولى في حياة الوليد من أهم الساعات التي يجب ألا ينفصل فيها عن الأم حيث يكون الأطفال في الساعة الأولى أكثر حساسية تجاه الروائح ويبدأون في التعرف على العالم من خلال الروائح. لذلك يجب أن يظل الطفل مع الأم في الساعة الأولى بعد الولادة ليعتاد رائحتها ويتعرف عليها ويتتبعها من خلال الرائحة ويتعرف على وجودها معه في نفس المكان من عدمه من الرائحة.
كما يتعلق الطفل بالروائح التي يشمها في أول ساعة من عمرهن وهو ما ثبت بالتجربة عندما عرض الأطباء أطفال لروائح الكرز والمانجو بعد 12 ساعة من الولادة بعدها بأيام تعرف الأطفال على تلك الروائح وأظهروا علامات ارتياح لشمها مرة ثانية. وفي الاتجاه المقابل، يُعد بقاء الطفل في الساعات الأولى بعد الولادة مع الأم إلى تفاعل الأم مع وليدها نفسيًا وفسيولوجيًا لأن تناول الطفل الطعام من ثدي أمه يزيد إنتاج هرموني الأوكسيتوسين والبرولاكتين، وهما المسئولان عن إنتاج لبن الأم. لذل يعتبر وجود الطفل مع الأم في الساعات الأولى بعد الولادة من أهم الأمور للطفل والأم في نفس الوقت.
ومن الحقائق الثابتة علميًا أن لون العينين يتغير لدى الأطفال حديثي الولادة حيث يولد الأطفال بكمية قليلة من الميلانين، المسئول عن لون العينين، خاصة الأطفال لآباء من البيض وغالبًا ما يكون لون العينين أزرق أو رمادي حيث يسود أحد اللونين على القزحية. وبمرور العام الأول بعد الولادة يستقر لون العينين. أما الأطفال الذين يولدون بكمية مناسبة من الميلانين فيولدون بعيون سوداء أو أو بنية اللون. وتحدد العوامل الوراثية لون العينين حيث تتحكم الجينات في كمية الميلانين في القزحية.
كما ثبت علميًا أن الحديث يتور تدريجًا عند الأطفال حيث يسجلون كل ما يسمعونه من الأمهات من كلام بطريقة طفولية تعتمد على نطق غريب للكلمات ومد للحروف المتحركة، وهي اللهجة الطفولية المنتشرة في جميع الثقافات والتي تستخدمها الأمهات في هدهدة الرضع والأطفال الصغار، وثبت أيضًا أن الأطفال يبدأو في تطوير القدرة على الكلام منذ سن مبكرة حيث يسجلون الكلمات التي تتفوه بها الأمهات ويبدأون في تطوير نطق الحروف المتحركة ثم الساكنة مع تعلمهم لبداية ونهاية كل كلمة اعتمادًا على حديث الأمهات لهم.
و يذكر أن أطرف المفارقات أن الأمهات اللاتي يضعن الحمل ينسين بعد فترة كل ما تعرضن له من آلام ومعاناة وقت الولادة وفقًا لدراسة تضمنت 1400 امرأة بعد شهرين من الوضع وتم سؤالهن عن تجربة آلام الولادة. وكانت النتيجة أن جميع النساء تذكرن تفاصيل هذه التجربة الأليمة. وبعد مرور خمس سنوات على الولادة عن تلك الآلام، فلم ينجح سوى ثلث هؤلاء النساء في تذكر تفاصيل آلام الولادة بينما كانت إجابة الثلثين أنهن لا يتذكرن أنهن تألمن أصلًا. ومن المرجح أيضًا أن المرأة لا يمكن أن ترى أي عيب في وليدها، هو أمر مرتبط بعمليات فسيولوجية حيث يحدث نشاط مكثف في وسط المخ لا يحدث إلا عند مشاهدة الأم لابتسامة وليدها.
أرسل تعليقك