تتزايد المخاوف من تسارع وتيرة عدوى فيروس "كورونا" وتحوّله إلى وباء عالمي مع سفر مئات الملايين من الصينيين في الداخل والخارج خلال عطلات السنة القمرية الجديدة، رغم إلغاء الكثيرين رحلاتهم، لا سيما مع ظهور الفيروس في دول جديدة كان آخرها كندا، بينما اتخذ عدد من الدول حول العالم الإجراءات اللازمة لإجلاء مواطنيهم من مختلف المدن الصينية.
وأكدت الصين إصابة 1975 شخصا بفيروس "كورونا" الجديد بحلول 25 يناير/ كانون الثاني، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد الوفيات بسبب هذا الفيروس إلى 56، بينما أعلن مسؤولون أميركيون بقطاع الصحة إن مقاطعة أورنج بولاية كاليفورنيا شهدت تسجيل ثالث حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة.
وأعلنت السلطات الصينية الأحد أن مدينة كبيرة ثالثة في البلاد ستمنع الرحلات الطويلة للحافلات، وهي مدينة تشيان التي يبلغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة، كما أعلنت مدينة شانتو الساحلية الواقعة في إقليم قوانغدونغ الصيني أنها ستحظر دخول السيارات والسفن والأشخاص إليها.
وذكرت محطة (سي.سي.تي.في) الحكومية الصينية الأحد، أن ملاهي ديزني لاند وأوشن بارك بهونغ كونغ ستغلقان ابتداء من الأحد للمساعدة في منع انتشار فيروس كورونا القاتل، والذي تفشى في مدينة ووهان الصينية. ولكن المحطة قالت إن العمل سيسير كالمعتاد في الفنادق داخل ديزني لاند بهونغ كونغ.
وقال وزير لجنة الصحة الوطنية في الصين ما شياوي، الأحد، إن قدرة فيروس كورونا على الانتقال تزداد قوة، وإن عدد حالات الإصابة بالعدوى قد يواصل الارتفاع، وأضاف "ما"، متحدثا في إفادة صحافية، أن معرفة السلطات بالفيروس الجديد، الذي أدى لوفاة 56 شخصا حتى الآن، محدودة كما أن المخاطر الناجمة عن تحولاته غير معلومة بالنسبة لها.
كندا تُسجّل أول إصابة
أعلنت كندا، السبت، أن سلطات الصحة العامة في تورونتو تلقت إخطاراً بأول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في أحد السكان الذي عاد في الآونة الأخيرة من مدينة ووهان الصينية، وذلك طبقاً لما قالته الحكومة الكندية في بيان.
وقال البيان إن "هذا الشخص في حالة مستقرة ويعالج في المستشفى".
كان هذا الشخص (رجلا في الخمسينات من العمر) قد وصل إلى تورونتو في 22 يناير ونقل إلى المستشفى اليوم التالي بعد إصابته بأعراض مرض تنفسي.
وقال مسؤولو الصحة في أونتاريو إنه استقل سيارة خاصة بعد وصوله إلى مطار تورونتو. كما ذكروا أن أفراد أسرته وضعوا رهن عزل ذاتي على الرغم من امتناع الحكومة عن تحديد عدد أفراد الأسرة.
"تهديد صحي عالمي"
هناك مخاوف من تسارع وتيرة العدوى مع سفر مئات الملايين من الصينيين في الداخل والخارج خلال عطلات السنة القمرية الجديدة، رغم إلغاء الكثيرين لرحلاتهم.
وعززت المطارات في شتى أنحاء العالم فحص المسافرين القادمين من الصين على الرغم من تشكيك بعض مسؤولي وخبراء الصحة في جدوي مثل هذه الفحوص، كما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا الجديد يمثل "حالة طوارئ في الصين"، لكنها أحجمت عن إعلانه مثار قلق دولي.
وأفاد تقرير لخبراء في الأمراض المعدية بكلية إمبريال كوليدج في لندن السبت بأنه بالرغم من ذلك فإن التفشي "يمثل تهديداً صحياً عالمياً واضحاً ومستمراً"، لافتاً إلى أنه "من غير المؤكد حالياً ما إذا كان من الممكن احتواء التفشي المستمر داخل الصين".
الصين تبني مستشفى في 10 أيام
دخلت السلطات الصينية في سباق مع الزمن من أجل تشييد مستشفى ضخم خلال أيام، لمواجهة فيروس كورونا المتفشي، بحسب وسائل إعلام رسمية.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" أنه من المتوقع الانتهاء من إنشاء المستشفى الخاص لعلاج مرضى الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد في مدينة ووهان، عاصمة مقاطعة هوبي وسط الصين، في 3 فبراير المقبل.
كانت الصين بدأت في تشييد المستشفى، الخميس الماضي، وإذا تمكن السلطات من الإيفاء بوعودها بافتتاح المستشفى في 3 فبراير، فستكون مدة بناء المستشفى 10 أيام فقط.
وعنونت الوكالة الرسمية "عمل دؤوب لبناء مستشفى خاص في ووهان لمكافحة فيروس كورونا الجديد"، مشيرة إلى أن الهدف من المنشأة الصحية تحسين القدرة على رعاية المرضى.
ويتسع المستشفى الجديد لنحو 1000 سرير، وتبلغ مساحته 25 ألف متر مربع. وبث التلفزيون الصيني لقطات تظهر عشرات الجرافات تعمل ليلا ونهارا من أجل وضع أسس المنشأة الطبية، وسيستفيد المستشفى الخاص من خبرات مستشفى في بكين، لعب دورا مهما في حملة مكافحة فيروس "سارس" عام 2003.
جاء بناء المستشفى وسط تقارير تتحدث عن نقص الأسرة في المستشفيات التقليدية، وفي سياق مكافحتها للمرض، أرسلت بكين 450 من الأطباء العسكريين إلى المدينة، التي تفشى فيها المرض وتفشى خارج حدود الصين، حسب الوكالة الرسمية.
وتقول السلطات الصينية إن هؤلاء يمتلكون خبرة واسعة في مجال مكافحة الفيروسات، مثل فيروس "سارس" وفيروس "إيبولا".
ويبدو أن الصين عازمة بكل قوتها على احتواء الفيروس، لا سيما مع تصريح الرئيس شي جينبينغ، بأن بكين قادرة على الانتصار على الفيروس، رغم أن الوضع خطير.
قد يهمك ايضا:طرق الوقاية من الإصابة بفيروس "كورونا"
منظمة الصحة العالمية توضّح أنه من المبكر إعلان الطوارئ بشأن كورونا
أرسل تعليقك