لندن - لبنان اليوم
حذّر خبراء بريطانيون من أن مرضا تنفسيا قاتلا وخفيا قد يكون في طريقه إلينا بعد الإصابة بفيروس كورونا.ومع بدء رفع قيود الإغلاق في جميع أنحاء العالم، سيتم إعادة العديد من الأشخاص إلى المباني المهجورة التي تم تركها منذ شهور، والتي أصبحت أرضا خصبة للعدوى يمكن أن تؤوي أمراضا مثل داء الفيالقة، وهو داء تنفسي حاد يكون قاتلا أحيانا.
وأوضحت البروفيسور آن كلايسون، أن داء الفيالقة ناجم عن استنشاق قطرات الماء التي تحتوي على البكتيريا الفيلقية المستروحة.وعلى الرغم من أنه مرض نادر جدا، إلا أن فترات عدم النشاط الطويلة في المباني أثناء الإغلاق تزيد بشكل كبير من خطر تفشي المرض.
ويتسبب داء الفيالقة في الإصابة بالالتهاب الرئوي الحاد. وفي الواقع، يمكن بسهولة الخلط بين أعراضه وبين "كوفيد-19"، حيث تشمل الحمى والسعال الجاف وضيق التنفس وألم العضلات.وعلى عكس "كوفيد-19"، لا ينتشر داء الفيالقة من شخص لآخر ولكنه يتفشى من خلال قطرات المياه الملوثة المحمولة جوا.
ويمكن أن يكون هذا من مصادر مثل الصنابير وأنظمة تكييف الهواء وأحواض الاستحمام الساخنة ونوافير المياه.ويمكن أن يكون المرض مميتا، ويصيب العديد من الأشخاص في وقت واحد.
وتزدهر بكتيريا الفيلقية المستروحة في أشهر الصيف، حيث أن المدى الأمثل للبكتيريا يتراوح بين 20-45 درجة مئوية.والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن البلدان التي شهدت بعض عمليات الإغلاق الأكثر صرامة، والتي نتج عنها عدد كبير من المباني المهجورة، هي البلدان التي يكون فيها هذا المرض أكثر شيوعا.
وشكلت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة وهولندا 70% من جميع الحالات المبلغ عنها في أوروبا عام 2017. ومن بين تلك الحالات، كان 10% إلى 15% حالات قاتلة.
وبالإضافة إلى المخاطر في المباني العامة، هناك أيضا احتمال لزيادة التعرض المحلي نتيجة لوباء كورونا، حيث تشير اتجاهات شراء المستهلكين إلى ارتفاع مبيعات أحواض الاستحمام الساخنة، والتي يمكن أن تتحول إلى أرض خصبة لداء الفيالقة، عندما لا يتم تنظيفها أو تطهيرها بشكل صحيح.
يمكن أن يصبح داء الفيالقة مشكلة صحية عامة بسرعة في الأماكن اليومية مثل المكاتب والمدارس والكليات وأماكن الرعاية الصحية والمصانع.ومع خروج العديد من البلدان من إجراءات الإغلاق الصارمة، يجب إجراء تقييم شامل لجميع شبكات المياه في المباني قبل عودة أي شخص إلى العمل.
قد يهمك ايضا:ترتيب الدول العربية وفقًا لمؤشِّر الأمان مِن خطر "كورونا" ولبنان يأتي سابعًا
أرسل تعليقك