تدهور الأوضاع النفسيّة في غزة بسبب الحصار الاقتصاديّ الخانق
آخر تحديث GMT18:47:13
 لبنان اليوم -

الاكتئاب والقلق أصبح السمة السائدة لدى غالبية المواطنين

تدهور الأوضاع النفسيّة في غزة بسبب الحصار الاقتصاديّ الخانق

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - تدهور الأوضاع النفسيّة في غزة بسبب الحصار الاقتصاديّ الخانق

الاكتئاب والقلق أصبح السمة السائدة
غزة ـ محمد حبيب

كشف مستشار الطب النفسيّ في غزة البروفسور أحمد الشرقاوي، أن الحالة النفسية تزداد سوءً لدى المواطنين في القطاع المحاصر، بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها. وأكد الشرقاوي، في حديث إلى "العرب اليوم"، أن "الاكتئاب والقلق" أصبح السمة السائدة لدى غالبية المواطنين في القطاع، الذي يعاني قطع التيار الكهربائي لمدة 12 ساعة بشكل متواصل في الليل أو النهار، وتوقّف الحياة والعمل، مما يجعل المواطن يفقد أعصابه ويدخله في أزمات نفسية تؤدي إلى الأمراض المستعصية، وأن هذا القهر المتراكم والضغط النفسيّ والعبء الذي يعيشه الناس هنا في غزة، يؤدي بهم إلى المرض والقهر وانتشار الأمراض، وخصوصًا النفسية ومنها الاكتئاب والغيظ وأشياء كثيرة، وفي النهاية تؤدي هذه الحالة إلى المرض بأمراض خطرة، مثل السرطان والسكري والضغط وغيرها، وتؤدي بهم إلى الموت.
ودعا برنامج غزة للصحة النفسيّة، أخيرًا، المهنيين العاملين في هذا المجال، ونشطاء حقوق الإنسان والعاملين في المؤسسات الدولية، إلى التحرك السريع من أجل منع تدهور الأوضاع النفسية والاجتماعية في قطاع غزة، حيث أفاد البرنامج، أنه "لا تزال المنطقة تعيش أحداثًا سياسية واضطرابات وأحداث عنف وانتهاكات لحقوق الإنسان، ولا يزال شعبنا الفلسطينيّ يتعرض للعدوان الإسرائيليّ، والانتهاكات المستمرة في قطاع غزة والضفة الغربية، وكذلك يستمر الحصار السياسيّ والاقتصاديّ الخانق عبر الإغلاق والحصار والحواجز، وأن هذا الحصار، والذي يحدّ من حركة المرضى والطلاب والعائلات ودخول البضائع والمواد الخام اللازمة للحياة الإنسانية في غزة يحوّل القطاع إلى سجن كبير، مما يؤدي إلى نتائج إنسانية كارثية على المواطنين، وكذلك يؤدي إلى نتائج خطرة على الحالة النفسية والاجتماعية للفلسطينيين، وازدياد معدلات الاضطرابات النفسية عمومًا، حيث تزداد حالات الاكتئاب النفسيّ والقلق والاضطرابات الجسدية الناتجة عن مشاكل نفسية، إضافة إلى مساهمته في انتكاسات مرضية للكثير من الحالات، التي تعاني من مشاكل نفسية، ويتم متابعتها من قِبل برنامج غزة، كذلك فإن هذه المعاناة تؤدي إلى مستوى عالٍ من العنف المجتمعيّ والأسري.
وقد قام البرنامج خلال النصف الأول من العام الجاري، باستقبال 362 حالة لأطفال يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة، والتبول اللاإراديّ، واضطراب الوسواس القهريّ، والصرع، والاكتئاب، بالإضافة إلى 128 حالة استشارية عامة، و421 طفلاً من الأيتام، وقدم خدماته الإكلينيكة إلى 653 حالة انتهاك حقوق إنسان، واضطرابات متعلقة بتعاطي العقاقير، إضافة إلى تقديم خدمات إكلينيكة إلى 333 حالة تعاني من مشاكل نفسية عامة، كالفصام، والصرع، واضطرابات التوهم.
وضمن حالات التدخل في الأزمات، قام البرنامج بعقد 1200 زيارة منزلية للمتأثرين بالحرب الأخيرة، استفاد منها 7562 حالة، كما استفاد من خدمة وخط الإرشاد الهاتفيّ المجانيّ 437 حالة.
وأكد البرنامج، أن الصحة النفسية المجتمعية حق للجميع، محذرًا من استمرار هذه الأوضاع والحصار الخانق، الذي حتمًا سيؤدي إلى تدهور كبير وحاد في مستوى الصحة النفسية للفلسطينيين في قطاع غزة خصوصًا، وفي فلسطين عمومًا، مشددًا على ضرورة حماية الأطفال من العنف والإيذاء الذي يؤثر سلبًا على شخصية الطفل، ويُزعزع ثقته بنفسه، وإعطاء الطفل الحرية في التعبير عن نفسه والتمتع بحياته بشكل سليم، وكذلك العمل على دعم برامج التأهيل النفسية والاجتماعية من أجل تمكين الفلسطينيين من التغلّب على مشاكلهم النفسية والاجتماعية، والحفاظ على سلامتهم النفسية وتمتّعهم بمستقبل أفضل.
وطالب البرنامج، المجتمع الدوليّ ومنظمات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان في العالم، بتحمّل مسؤولياتها والضغط على إسرائيل كدولة مُحتلّة لوقف عدوانها المتصاعد ضد الفلسطينيين، وإلزامها بقواعد القانون الدوليّ ورفع الحصار، وإعادة فتح المعابر والسماح بحرية حركة البضائع والأدوية، التي عادةً ما يكون الأطفال والمرضى أكثر المُتضررين من نقصها.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تدهور الأوضاع النفسيّة في غزة بسبب الحصار الاقتصاديّ الخانق تدهور الأوضاع النفسيّة في غزة بسبب الحصار الاقتصاديّ الخانق



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 لبنان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon