وجدت دراسة جديدة أن الأطباء ربما يكونون (يوما ما) قادرين على عكس الضرر، الذي يسببه شرب الكحول المكثف للكبد.
ويعد هذا التلف، الذي يسمى تليف الكبد، عملية لا نهاية لها من تشكل الندوب التي يمكن أن تصيب أي عضو تقريبا، مع تقدم العمر والمرض والإصابة المتكررة.
ويمكن أن تتفوق أنسجة الندوب على الأنسجة السليمة للأعضاء، وتثبت أنها قاتلة، كما هو الحال في أمراض الكبد والرئة، مع عدم وجود علاج نهائي.
ولكن علماء “مايو كلينك” في أمريكا، ربما يكونون على وشك تغيير مجريات “اللعبة”.
وأوضح العلماء أن العمل الذي يتعين على الكبد القيام به لمعالجة الكحوليات صعب للغاية، حيث أن إزالة الكحول والسموم الأخرى تجعل الكبد عرضة للإصابة بالتهابات، مثل التهاب الكبد B وc، ما يسبب تلفه بمرور الوقت.
وببطء، يحل نسيج الندبة مكان نسيج الكبد الصحي، ما يمنع يتدفق الدم من خلال هذا النسيج القاسي، لتبدأ قدرة الكبد على معالجة السموم والمواد المغذية التي يتم ضخها من خلاله، في التدهور.
وفي السنوات الأخيرة، اكتشف العلماء بروتينين “يبدو” أنهما يحفزان بعض الجينات، التي بدورها ترسل تعليمات إلى الرئتين أو الكبد حول تندب الأنسجة.
وباستخدام الأنسجة المختبرية والفئران، اكتشف فريق البحث أنه يمكن حجب بروتينين يحملان “تعليمات” لتشكيل الخلايا الليفية – قطع نسيج الندبة – وحتى عكس عملية التليف.
ويشارك البروتينان:YAP وTAZ، في أمراض أخرى أبرزها السرطان. ولكن أهميتهما واضحة في تنشيط تواصل الخلايا المختلفة مع بعضها البعض، وكذلك شفاء الجروح وحتى الوظائف التنظيمية الأساسية، مثل التأكد من أن الخلية تحافظ على حجمها.
لذا، على الرغم من حقيقة أن YAP وTAZ يضعان أهدافا لإيقاف نمو الورم وتطور الخلايا الليفية، لم يستطع العلماء حجبهما ببساطة دون تعطيل سلسلة كاملة من العمليات البيولوجية الأساسية الأخرى.
ولكن فريق “مايو كلينك”، أراد أن يراقب عن كثب الخلايا الليفية نفسها، لإيجاد طريقة لحجب البروتينين بمعزل عن باقي العمليات.
ووجد العلماء أن الخلايا الليفية، على وجه التحديد في الرئتين والكبد، تحتوي على مستقبلات الدوبامين، وهو الناقل العصبي الذي يسمح لنا بأن نشعر بالسعادة والألم.
وقال الدكتور دانييل تشوميرلن، أحد كبار الباحثين في الدراسة: “فوجئنا بالعثور على مستقبلات الدوبامين في الخلايا الليفية”.
وأدى تحفيز مستقبلات الدوبامين في الخلايا الليفية إلى إحداث أثر جيد في إيقاف تكوين أنسجة الندبة، العملية التي يشرف عليها البروتينان المكتشفان.
وفي حال أثبتت الدراسة أن العملية نفسها آمنة لدى البشر، فقد يكون الشفاء التام يوما ما ممكنا.
قد يهمك أيضاَ
دراسة بريطانية حديثة تؤكد أن التدخين بشراهة يؤدي إلى غزو الشيخوخة
أرسل تعليقك