لندن - لبنان اليوم
كشفت دراسة جديدة تقنية دوائية واعدة تعتمد على جسيمات نانوية صغيرة لا يتجاوز حجمها بضعة أجزاء من المليار من المتر لعلاج أسرع وبمفعول اقوى لحساسية الفول السوداني.
وفي الاختبارات التي أجريت على الفئران، عكست الجسيمات النانوية حساسية الفول السوداني ومنعتها من التطور في المقام الأول. وإذا تم تشغيل نفس الاستجابة عند البشر، فقد يغير حياة الملايين من الناس.
ففي مركز العلاج يوجد جزء بروتيني يسمى «حاتمة» مصمم خصيصًا كمستضد (مادة تهدف إلى تحفيز استجابة من الجهاز المناعي) يتجاهل جزء البروتين الذي يتسبب عادةً في رد الفعل التحسسي. فالفكرة هي أن التعرض لنسخة معدلة من مسببات الحساسية تساعد في تدريب الجسم ضد القوة الكاملة للمادة الفعلية، وفق موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص نقلا عن ACS Nano.
من جانبه، يقول أندريه نيل اختصاصي المناعة بجامعة كاليفورنيا بلوس أنجليس «إذا كنت محظوظًا بما يكفي لاختيار الحلقة الصحيحة، فهناك آلية مناعية تعمل على تثبيط ردود الفعل تجاه جميع الأجزاء الأخرى. وبهذه الطريقة، يمكنك الاعتناء بمجموعة كاملة من الحلقات التي تلعب دورًا في المرض».
وتم استخدام نفس التقنية في دراسات سابقة. لكن في هذه التجربة، أضاف الباحثون بعض المكونات الإضافية؛ جزيء السكر الذي يرتبط بالخلايا المناعية المقاومة للمستضد واستخدام المرسال البيولوجي mRNA لبناء التعليمات في الحاتمة.
وبإضافة عنصر الرنا المرسال، يمكن للباحثين بسهولة تحميل الجسيمات النانوية وتكييفها مع حواتم متعددة. ويتم استخدام نفس النهج في لقاحات كوفيد - 19، حيث يتم ترميز البروتين الشائك الكامل له لإنتاج المناعة.
وبمجرد الانتهاء من البناء، استهدف الباحثون الجسيمات النانوية في الكبد. إذ لا يبالغ العضو في رد فعله تجاه كل مادة غريبة يواجهها، وهو المكان الذي تعيش فيه الخلايا العارضة للمستضد؛ وهي الخلايا التي تدرب الجسم على عدم إنتاج رد فعل تحسسي مفرط في الدفاع عن النفس.
وفي هذا يبيّن نيل «بقدر ما يمكننا العثور عليه، لم يتم استخدام mRNA أبدًا بعلاج أمراض الحساسية».
وفي سلسلة من التجارب على الفئران، تبين أن الجسيمات النانوية تقلل من رد الفعل التحسسي للفول السوداني وتزيد من إنتاج المواد في الجسم التي يجب أن تبني تحملاً للفول السوداني في المستقبل.
وتضمنت هذه المواد الأجسام المضادة كالسيتوكينات (بروتينات مهمة في الاستجابة المناعية) والإنزيمات (البروتينات التي تقود تفاعلات كيميائية معينة في الجسم). وهي تثبت فوائد الجسيمات النانوية سواء تم تحسس الفئران مسبقًا بمسببات الحساسية من الفول السوداني أم لا.
وفي هذا الاطار، يقول الباحثون إنه بفضل تصميم mRNA للعلاج، يمكن تكييف الدواء مع أنواع أخرى من الحساسية واضطرابات المناعة الذاتية. كما قد يساعد أيضًا في علاج مرض السكري من النوع الأول؛ والذي يتضمن أيضًا رد فعل ضار من جهاز المناعة. لكن فريق الدراسة يقول إن الأمر قد يستغرق ثلاث سنوات قبل أن تبدأ التجارب السريرية على البشر، اعتمادًا على مدى نجاح الأبحاث المعملية الإضافية. إلّا انه مع حساسية الفول السوداني التي تؤثر الآن على ما لا يقل عن 4.6 مليون بالغ و 1.6 مليون طفل، فإن هذه الجسيمات النانوية لديها الكثير من الإمكانات لمساعدة الناس.
ويخلص نيل الى القول «لقد أظهرنا أن نظامنا الأساسي يمكن أن يعمل على تهدئة الحساسية من الفول السوداني، ونعتقد أنه قد يكون قادرًا على فعل الشيء نفسه مع مسببات الحساسية الأخرى في الطعام والأدوية بالإضافة إلى أمراض المناعة الذاتية».
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك