النظام الغذائي عالي الدهون يسبب تغيرات كيميائية في الدماغ
لندن ـ ماريا طبراني
يكفي أكل الخضروات بانتظام بينما يستمتع الكثير من أصدقائك بتناول أكياس من رقائق البطاطس والشوكولاته لإصابة أي شخص بالاكتئاب، لكن الأبحاث الجديدة أثبتت أن اتباع نظام غذائي عالي الدهون يسبب تغيرات كيميائية في الدماغ.
وقال العلماء من جامعة "مونتريال" أن نتائجهم أشارت إلى أن اتباع نظام غذائي عالي
الدهون يمكن أن يكون له تأثير مماثل على الدماغ مثل سحب المخدرات من الدم.
وقال رئيس فريق البحث د ستيفاني فولتون: "من خلال العمل على الفئران، وهي لديها عقول تتشابه كثيرًا مع عقول البشر، اكتشفنا أن الكيمياء العصبية للحيوانات التي كانت تتغذى على نسبة عالية من الدهون والنظام الغذائي الذي يحتوي على كمية كبيرة من السكريات تختلف عن أولئك الذين يتبعون نظامًا غذائيًا صحيًا.
وأضاف "بسبب تغير المواد الكيميائية الناتجة عن تغيير النظام الغذائي أصيبت الفئران بالاكتئاب. حيث يتسبب تغيير النظام الغذائي في حدوث أعراض كالتي تصيب الأشخاص أثناء انسحاب المخدر من أجسامهم، مما يسبب زيادة الحساسية في المواقف العصيبة، بسبب المأكولات الخالية من الدهون والسكريات".
قام فريق البحث بإخضاع مجموعة من الفئران لنظام غذائي منخفض السعرات، أما المجموعة الثانية فقد خضعت لنظام غذائي عالي الدهون على مدى ستة أسابيع، وتم مراقبة كيفية تأثرهم بالمواد الغذائية المختلفة، والطريقة التي تتصرف بها الحيوانات بعد تناولها الطعام".
تمثل الدهون 11 في المائة من السعرات الحرارية في النظام الغذائي منخفض السعرات، و 58 في المائة في النظام الغذائي عالي السعرات ، مما تسبب في تضخم حجم الخصر في المجموعة الأخيرة بنسبة 11 في المائة – ولكن من دون سمنة.
بعد ذلك، استخدم الفريق مجموعة متنوعة من التقنيات لتقييم العلاقة بين الفئران التي تتناول الطعام وتأثيرها على سلوكهم وعواطفهم. كما لاحظوا أيضًا عقول الفئران لمعرفة التغيرات التي طرأت عليهم.
وظهرت على الفئران التي تم تغذيتها بالنظام الغذائي العالي السعرات علامات القلق، مثل تجنب المناطق المفتوحة. وواحدة من هذه الجزيئات في الدماغ التي درسها الباحثون تحتوي على مادة الدوبامين. وهي المادة التي تجعل الدماغ تستحضر المشاعر الطيبة، وبالتالي التشجيع على القيام بسلوكيات صحيحة. هذه المادة الكيميائية ينتجها أيضًا العقل البشري، كما هو الحال في الفئران وغيرها من الحيوانات. وتتحكم في هذه الجينات التي تعمل على إنتاج الدوبامين، جزيئات "CREB".
وجزيئات "CREB" تؤثر بشكل كبير في تنشيط أدمغة الفئران التي تتبع حمية تحتوي على سعرات حرارية عالية، والفئران التي لديها مستويات عالية من مادة الكورتيزون، وهو هرمون يرتبط بشكل كبير مع الإجهاد. وهذا ما يفسر كلاً من الاكتئاب والسلوك السلبي الذي تصاب به الفئران الأخرى.
وقال فولتون: "من المثير للاهتمام أن هذه التغييرات تحدث قبل السمنة. وهذه النتائج تتحدى فهمنا للعلاقة بين النظام الغذائي والجسد والعقل. لذلك يعتبر الغذاء هو الوسيلة لدعم الأشخاص الذين يسعون إلى اتباع عادات الأكل الصحية، نفسيًا، بغض النظر عن بدانتهم".
أرسل تعليقك