ماما بينات حكاية ضريح تترامى قصته بين الحقيقة والخيال
آخر تحديث GMT13:31:01
 لبنان اليوم -

قبلة للزائرين الأجانب على سواحل بني حواء الجزائريّة

"ماما بينات" حكاية ضريح تترامى قصته بين الحقيقة والخيال

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "ماما بينات" حكاية ضريح تترامى قصته بين الحقيقة والخيال

المنطقة السياحية ماما بينات
جزائر ـ سميرة عوام

تعتبر المنطقة السياحية ماما بينات المتواجدة في منطقة حواء الساحلية في الجزائر قبلة للسائحين الأجانب والذين يفضلون هذه الوجهة من أجل التبرك بضريح الولية ماما بينات والتي تعود قصتها إلى 1802عندما أبحرت السفينة الحربية الهولندية ''البنال'' ضمن أسطول مشكل من 7 سفن حيث كانت تحمل على ظهرها 200 بحّارًا وعدد من النساء التي تقول الروايات إنهن راهبات مسيحيات.
وتذكر كتب التاريخ، أنه في عام 1796 توجّهت باخرة حربية من ميناء تولون في فرنسا في اتجاه مستعمرة لويزيانا، للقضاء على تمرّد حصل هناك، الباخرة المسماة ''لوبانال'' ''le panel'' كان على متنها أكثر من 200 بحّار تحت إمرة ربّانها وفرقة عسكرية مكونة من 500 جنديًا، وتذكر بعض الروايات أنهم كانوا برفقة عائلتهم، وهي مجهزة تجهيزًا عسكريا.
واعتقد قائد السفينة كان في البداية، أنهم في السواحل الإسبانية لكن تبيّن بعد ذلك أن العاصفة قد أخذتهم بعيدًا، وقد مات معظم ركّاب السفينة ونجا بعضهم• وما زالت حتى الساعة مدافعها ومحركاتها في الشاطئ.
وكان من بين الناجين راهبات مسيحيات اختلفت الروايات حول عددهن بين 9 نساء و3 منهن لوزة الصغرى، هيلات وهي أول مدرّسة للغة الفرنسية على مستوى تراب الولاية، ماري والتي قيل عنها إنها تزوجت في منطقة تمزقيدة، وفي الواقع تزوجن جميعًا حسب الروايات، لكن المرأة المهمة والتي هي الأكبر سنًا بينهنّ الأم جيان التي لقّبت ''ماما بينات'' والتي كانت لها قصة مع سكان بني حواء الذين ما زالوا يذكرونها إلى اليوم.
وكانت ''ماما بينات'' ممرضة تجاوز عمرها 50 عامًا، وتشير الروايات إلى أنّ الأم جيان لقّبت باسم "ماما بينات" كونها أكبر الراهبات سنًا، كنّ يحترمنها وينادينها بالأم، وكانت ممرضة المنطقة ويقصدونها من كل المناطق المجاورة وكانت تعالج بعض الأمراض بواسطة الأعشاب الطبية التي كانت تجمعها من المنطقة الجبلية، ونظرًا لأنها أتت بأمور جديدة كان السكان  يظنونها والّية صالحة، حسب الاعتقاد الذي كان سائدًا وأصبحوا يحترمونها، لهذا وضعوا لها مكانة خاصة وأصبح الناس يقصدونها من كل مكان للتداوي على يديها وحققت نجاحات في مجال الطب والإرشاد وتوعية المواطنين.
وأقيم لها بعد وفاتها، ضريحًا في المنطقة، تم بناؤه قبالة البحر وأعيد بناؤه من طرف المعمّر برتولوتي الذي أخذ معظم أراضي بني حواء إذ اهتم بالأسطورة واستعملها لأغراضه التجارية، كان ذلك بعد سقوطه في زلزال 1954 والمعروف عن المعمّر برتولوتي أنه كان قد غرس أشجار التين التي نبتت قرب الضريح وهنا اكتمل ظنهم بأنها مقدّسة، وغذى المستعمّر الفرنسي هذا الاعتقاد باستعمال هذه الشجرة لأغراضه التجارية حين قام ببناء مصنع لمربى التين والذي لا يزال موجودًا إلى اليوم في بني حواء، حيث لاقى المشروع نجاحًا كبيرًا مع العلم بأن منطقة بني حواء هي منطقة الكروم كما سميت.
وتتراوح القصة بين الحقيقة والخيال أو الأسطورة والدليل الوحيد على أن قصة غرق سفينة "البانيل" قصة حقيقية هي المحركات والمدافع التي كانت بالسفينة والتي لازالت حتى اليوم في الشواطئ الساحلية في بني حواء، لتبقى الروايات الأخرى التي نُسجت بشأن الراهبات مجرد روايات شعبية تداولها سكان المنطقة، وتبقى في حاجة إلى عديد البحوث والدراسات للتأكد من حقيقتها التي أتعبت كاهل شريحة الشباب المثقف بالمنطقة لمعرفة صحة أقوال أسلافهم.
ونسجت عقب وفاة ''ماما بنات'، حولها قصصًا غريبة وأساطير محيرة، من ذلك ما يرويه السكان المحليين أنه بعد وفاة هذه الراهبة في زي ممرضة، نبتت حول قبرها شجرة كانت بمثابة الحاكم الذي يفصل ما بين المتخاصمين، ويرد المظالم إلى أهلها، وكان الناس يأخذون كل من اقترف ذنبًا أو جرمًا إلى هذه الشجرة، ويضع رأسه ما بين أغصانها ويقسم بأنه لم يقترف ذلك ''الذنب'' ويكون ''الحكم'' للشجرة على مدى صدق هذا الشخص من عدمه.
كما تؤخذ الفتاة المقبلة على الزواج، حسب تقاليد المنطقة آنذاك، إلى زيارة ''الضريح المقدس'' لتنال بركة ''ماما بنات''، بحيث تقوم العروس بإدخال يدها في القبر، وجلب حفنة من التراب، فإذا وجدت فيه شيء يتحرك (حشرة أو ما شابه)، معنى هذا أنها سترزق بالذرية، وإذا لم تجد أي شيء في حفنة التراب تلك، فمعنى هذا أنها لن ترزق بالأولاد مستقبلاً -حسب الراوية - وعليها حينئذ أن تأكل من تراب ذلك القبر حتى ''تزرع بركة ماما بنات'' في بطنها، وترزق بالذرية.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماما بينات حكاية ضريح تترامى قصته بين الحقيقة والخيال ماما بينات حكاية ضريح تترامى قصته بين الحقيقة والخيال



GMT 15:51 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

مطارات الرياض تحصد 5 جوائز دولية من "ARCET Global"

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon