صورة من الأرشيف لمدينة ورزازات المغربية
الدار البيضاء ـ سمية ألوكاي
لم يتغزل صناع السينما العالمية في مدينة ورزازات المغربية، هكذا عبثًا، حيث ألفوا مقامها لأسباب جعلت منها عاصمة السينما بامتياز، حيث تقع هذه المدينة الفاتنة جنوب المغرب، وتحديدًا جنوب غرب مدينة مراكش، ويُسمونها "باب الصحراء". ورزازات مركبة من كلمتين أمازيغيتين الأولى "وار" والثانية "زازات"
، ومعناها مدينة من دون ضجيج، ينعم سكانها بالهدوء وبشمسها الدافئة وإضاءتها الطبيعية التي تغري مشاهير ونجوم السينما الدولية، على الرغم من صغر مساحتها، فإن جمالها يجذب إليها السياح من كل بقاع العالم، زاد من بريق سحرها وجود قصبات وواحات أعطت المكان صبغة خاصة، مما جعل نظرة وعيون المخرجين والسينمائيين الأجانب لا تفارقها، حيث تم تصوير مجموعة من الأفلام السينمائية الغربية في هذه المدينة الهوليودية، ومن ذلك مثلاً فيلم " ألكسندر" "غلادياتور" و"لورنس العرب" وغيرها من الأفلام العالمية.
وتتوفر مدينة ورزازات المغربية على مطار دولي، وعلى مجموعة من المناظر الطبيعية الخلابة من واحات وقصبات منها قصبة "تاوريرت" وقصبة "تيفولتوت" و "آيت ابن حدو" التي صنفت ضمن قائمة التراث العالمي، لا يحلو المقام بهذه المدينة من دون البحث في خباياها، لأن الرحلة تستحق العناء، وتدعو المحبين للطبيعة للتعرف عن قرب على مجموعة من الخصوصيات التي تتميز بها هذه المنطقة، ويمكن للسائح في هذه المدينة أن يقف عند عظمة الخالق وسخاء الطبيعة من خلال غنى طبيعي لا مثيل له، فهناك صحراء ووديان، بحيرات وواحات وقصبات، إضافة إلى قصور ونخيل، سهول وقرى من الطين الأحمر، الشئ الذي يضفي ابتسامة جميلة على محيا هذه المدينة المغربية.
ويرسم واد درعة انطلاقًا من مدينة ورزازات، واحة ضيقة تزين المكان وواحات أخرى تتراقص في جو صحراوي بامتياز، يجتمع فيه بهاء الطبيعة بدفء الشمس وسحر الواحات، مما يجعل الطيور تختار الاستقرار بهذا المكان وبخاصة خلال فصلي الربيع والخريف، ويتاح التعرف على مدينة ورزازات تبعا للقدرة المادية للزائر، ويمكن القيام بأنشطة مثل الفروسية، تسلق الجبال، المشي لمسافات طويلة، الركوب على الجمال، القفز من أعلى باستعمال المظلات الهوائية والتقرب من عالم الطيور، وتمنح دور الضيافة والفنادق خدمات متنوعة للسائح من مسابح وأمسيات وسهرات فنية من وحي تراث مدينة غنية بموروثها الثقافي والإبداعي.
وتكتشف في هذه المدينة الهادئة، تلاقي الثقافة العربية الأمازيغية والصحراوية، والانفتاح على ثقافات دول أخرى، ويزيد من قيمة هذا الغنى الثقافي تنظيم مهرجان "أزلاي" للموسيقى الأفريقية كل عام، ومن جهة أخرى يجد السائح ضالته بعيش مغامرة شيقة واكتشاف ثقافة حقيقية تدعوه إلى التعرف على سياحة الرمال من خلال استفادته من حمام الرمال الساخنة، وإلقاء نظرة على الزربية التاريخية لمنطقة ورزازات والمعروفة باسم "زربية تازناخت"، ولا يمكن المرور بالمدينة من دون اقتناء اللوز والورد البلدي، كما أن قضاء ليلة على ضوء النجوم يترك في الذهن ذكريات لا تنسى.
يُذكر أن مدينة ورزازات قد شهدت طفرة نوعية على المستويين السينمائي والسياحي، سمح بانتعاش اقتصادي وأعطى إمكان إزالة اللثام عن موروث تقليدي لا يعرف قيمته غير المهتمين بالتراث العربي الأصيل.
أرسل تعليقك