جولة إلى معابد كمبوديا الأثرية تعرفك على إبداعات القرن الـ12
آخر تحديث GMT20:10:35
 لبنان اليوم -

أشهرها "أنغكور وات" الهندوسي و"بانتي شهمار" الضخم

جولة إلى معابد كمبوديا الأثرية تعرفك على إبداعات القرن الـ12

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - جولة إلى معابد كمبوديا الأثرية تعرفك على إبداعات القرن الـ12

جولة إلى معابد كمبوديا الأثرية
 بنوم بنه - مارك سعاده

يُعد مجمع معابد "أنغكور وات" في كمبوديا، أحد أشهر الوجهات السياحية العريقة، ليس في كمبوديا فحسب بل في العالم كذلك، فبعيدًا عن فكرة كونه يتربع على عرش أضخم المعابد الدينية في العالم، يجذب العديد من الزوار سنويًا، لما يتميز به من تصميم غاية في العبقرية يشهد على إبداعات حقبة القرن الثاني عشر ميلاديًا.

إلا أن معبد "أنغكور وات" الهندوسي، ليس الوحيد الذي يتميز بالعراقة في كمبوديا، فهناك أيضًا معبد "بانتي شهمار" الضخم الذي يربض وحيدًا في الغابة في شمالي غرب البلاد، ويبعد عن "أنغكور وات" مسافة تناهز الـ160 كم، ورغم أن تاريخه يعود إلى القرن الثاني عشر، إلا أنه أقدم من أنغكور وات"، حيث شُيد على يد الملك البوذي "جيافارمان السابع"، فيما تزعم بعض المصادر التاريخية، أن الملك شيده لتخليد ذكرى ابنه الذي لقي حتفه في إحدى المعارك، لكنّ المعبد يظل واحدًا من أكثر المعابد الأنغكورية غموضًا.

وتتمركز السياحة في كمبوديا حول وجهات معينة، أحدها كما سبق القول "أنغكور وات"، وحينما فتحت البلاد حدودها للسائحين في التسعينيات وعقب حرب أهلية دامية استمرت لأعوام عديدة، وصل عدد السائحين سنويًا ما يقرب من مئة ألف سائح، وبحلول 2016، ارتفع هذا الرقم إلى خمسة ملايين، ومن المتوقع أن يواصل ارتفاعه مرة أخرى العام الجاري، ورغم أن عدد السائحين الزائرين لمعبد "بانتي شهمار" يناهز الألفين سائح، إلا أن أعدادهم شهدت ارتفاعًا بفضل رصف الطريق الرئيسي الذي يربط بين مدينتي سيسوفون وسيم ريب عام 2015.

وعانى "بانتي شهمار" إهمالًا شديدًا لأعوام طويلة، ناهيك عن النهب الذي أفضى لدماره وانهيار أبراجه، وفي الفترة ما بين عامي 1970 و1980، انتشرت حوله ألغام كثيرة بسبب الحرب الأهلية، إلا أنها لم تعد موجودة في الوقت الراهن، كما عكف فريقًا من علماء الآثار على ترميم أطلال المعبد، وبحلول عام 2014، فتح أبوابه للسياح من جميع أنحاء العالم.

أما الآن، تنمو الأشجار والزروع على جدران البهو الرئيسي للمعبد، وتحيط أشجار الحزاز بالتماثيل مقطوعة الرأس، وتتدلى الزواحف بين ضفتي البوابة المهلهلة، وقد أعاد العلماء بناء أحد أبراج المعبد بشق الأنفس، هذا البرج الذي تستقر أعلاه صخرة عملاقة ترمق أسفلها بشكل لطيف.

جولة إلى معابد كمبوديا الأثرية تعرفك على إبداعات القرن الـ12

ويضم المعبد مجموعة من المنحوتات الحجرية الرائعة والمتناثرة على طول جدرانه التي يمتاز تصميمها بالتعقيد، ومجموعة من النقوش المحفورة على الجدران الشرقية للمعبد، والتي تصور مشاهد من المعارك في ذلك الوقت، كما يعد المعبد من أفضل الأمثلة الشاهدة على الفن الرائع لهذا العصر.

وإذا كنت تنوى زيارة المعبد، فيمكنك حجز غرفة لدى شركة "بانتي شهمار" السياحية، والتي تقدم خدمة تناول وجبات الغذاء على أرض المعبد بنحو  98 دولار للفرد الواحد، فيما تحاوطك المشاعل من كل ناحية، وتشمل الوجبات حساءًا مطبوخًا من أسماك الثعبان والرايسن،  أما إذا كنت تفضل عشاءً شخصيًا تقدم الشركة تلك الخدمة، ولكن بسعر لا يقل عن آلاف الدولارات.

وتتميز غرفة الإقامة بالديكور الخشبي المتعرج الأنيق، كما تضم طابقين، في الطابق الأرضي يمكنك الاسترخاء على إحدى الإرجوحات والتأمل في الموقد المفتوح في الزاوية، بينما يضم الطابق الثاني حوض أزهار مفتوح يجلس وسط الأثاث الخشبي الثقيل، وغرفة نوم بسيطة ولكن مريحة.

ويقع بالقرب من "بانتي شهمار" معبدًا آخر يدعى "برباه فايهير"، وهو أطول معبد بُني في عهد إمبراطورية الخمير، كما يقع على قمة جبال دانغريك الشاهقة، وهو يبعد عن "بانتي شهمار" مسافة ثلاث ساعات بالسيارة، وقبل النزاع الحدودي الذي وقع بين كمبوديا وتايلاند عام 2011، كان لا يُمكن الوصول إليه.

جولة إلى معابد كمبوديا الأثرية تعرفك على إبداعات القرن الـ12

وفي 2013، حكمت محكمة العدل الدولية لصالح كمبوديا، ما أسفر عن تراجع الجيش التايلندي من المنطقة، وبعد عامين اعتبرت وزارة الخارجية البريطانية، والكومنولث، تلك المنطقة آمنة، ورغم التوصل إلى اتفاقية سلام بين البلدين، إلا أن هناك قوات حفظ للسلام في المنطقة، كما أنها لا تزال تحاول تنشيط السياحة بها، حتى أن هناك فندقًا فاخرًا معروفًا باسم "برياه فيهير بوتيك" ويضم مسبح فاره ودرج ماهجوني مذهل، أما المعبد نفسه، فهو رائع للغاية.

فعلى عكس "بانتي شهمار" الذي يجلس في الغابة مثل المخبأ السري، يقف "برباه فايهير" مكشوفًا وشامخًا على قمة الجبل، ما يجعله يوفر إطلالة بانورامية خلابة، ويعود تاريخ بناء المعبد إلى القرن التاسع ميلاديًا، وكان في الأصل مخصصًا لعبادة الإله الهندوسي "شيفا"، وبعد ذلك بقرون أصبح مخبئًا لنظام الخمير الحمر الوحشي، الذي أودى بحياة ما يقرب من مليوني كمبودي.

ويضم المعبد منحوتات أثرية تعكس العراقة والجمال الخميرية، مثل منحوتة "غوبورا المجنح" في بهو المعبد، فضلًا عن عشرات التماثيل التي قُطعت رأسها على يد اللصوص، كما يضم العديد من الممرات والأروقة التي تدعوك لاستكشافها والتجوال بها.   

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جولة إلى معابد كمبوديا الأثرية تعرفك على إبداعات القرن الـ12 جولة إلى معابد كمبوديا الأثرية تعرفك على إبداعات القرن الـ12



GMT 10:00 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

6 وجهات سياحية مميزة تٌناسب عطلة كانون الثاني 2019

GMT 01:45 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

وجهات سياحية يُمكنك الاستمتاع فيها بأجواء صيفية في الشتاء

GMT 02:33 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الوجهات السياحية المشمسة خلال شتاء 2018- 2019

GMT 04:49 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

10 مغامرات يجب خوضها أثناء زيارة كامبوديا

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة

GMT 10:32 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

جرعة أمل من مهرجانات بعلبك “SHINE ON LEBANON”

GMT 17:24 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 10:01 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك

GMT 21:00 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 18:41 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

كرة القدم ضحية فيروس كورونا من تأجيل بطولات وإصابة نجوم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon