شدَّد حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على أهمية توفير جميع التسهيلات اللازمة لتطوير قطاع السياحة الاماراتي، واستقطاب مزيد من أقطاب الصناعة السياحية العالمية والإقليمية، وتشجيعهم على الاستثمار والتنويع في هذه الصناعة التي باتت جزءًا رئيسيًا من الاستراتيجية العامة للدولة، وتحقيق" رؤية الإمارات 2021".
وقال خلال تفقده معرض السفر العربي في دورته الرابعة والعشرين في يومه الأول: إن "السياحة ثقافة وفن وعلى مؤسساتنا وشبابنا أن يبدعوا في هذا القطاع، ويترجموا معارفهم وخبراتهم إلى واقع ملموس، والإسهام في إنماء وتطوير الصناعة السياحية في الامارات التي تمتلك جل المقومات الأساسية لهذه الصناعة، وعلى رأسها البنية التحتية، والتراث والتاريخ، والأجواء المشمسة والطبيعة الخلابة، والتنوع الثقافي وكرم الضيافة العربية، والمهم الإرادة والتصميم وصنع المستحيل".
وزار حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، معرض السفر العربي في دورته الرابعة والعشرين في يومه الأول. وتجوّل يرافقه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ، ولي عهد دبي، في أرجاء المعرض الذي يستضيفه "مركز دبي التجاري العالمي" على مدى أربعة أيام، ويشارك فيه مايزيد على 2500 شركة حكومية وخاصة، من 150 دولة بما فيها دولة الإمارات.
وتوقّف الشيخ محمد بن راشد خلال جولته في المعرض الذي يشكل ملتقى للثقافة والضيافة والتراث، والفن والجمال، عند العديد من منصات العرض، مستهلاً ذلك عند جناح دائرة السياحة والتسويق التجاري، حيث استمع من القائمين على الجناح إلى التسهيلات التي توفرها الدائرة للمستثمرين في قطاع السياحة في دبي، ولزوّارها الذين تجاوز عددهم العام الماضي خمسة عشر مليون سائح، من مختلف الأقطار العربية والأجنبية.
واطلع على أبرز الفعاليات الترفيهية والثقافية التي تنظمها الدائرة للمجموعات السياحية الزائرة، التي توصف بالمتميزة؛ كونها تستقطب السياح الأجانب الباحثين عن الأجواء العائلية والسهرات في الفضاء الخارجي، لاسيما الصحراء، بما فيها من رموز تراثية كالأزياء، والأكلات الشعبية، والفولكلور الوطني، وغيرها من البرامج الترفيهية والثقافية، التي تعكس حضارة شعب له تاريخ عريق، تمتد جذوره في أرض الآباء والأجداد، أرض دولة الإمارات.
وفي جناح الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي، استمع حاكم دبي، من مدير عام الإدارة، اللواء محمد أحمد المريّ، إلى التسهيلات الجديدة التي أقرتها الإدارة بتوجيهات من سموه، وبمتابعة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، الخاصة بتأشيرات الزيارة القصيرة لرعايا بعض الدول الأجنبية، خاصة جمهورية روسيا الاتحادية، وجمهورية الصين الشعبية، والبرازيل، وغيرها من الدول؛ إذ يهدف النظام الجديد لمنح التأشيرات لهؤلاء الرعايا، إلى جذب المزيد من المستثمرين والفنانين والمثقفين إلى بلادنا.
ثم عرّج الشيخ محمد بن راشد على جناح "إكسبو دبي 2020" الحدث الأكبر والأشهر عالمياً، حيث اطلع على المجسم النهائي لمجمع المعرض العالمي، الذي من المتوقع أن يستقطب أكثر من عشرين مليون زائر من أصقاع الدنيا، واطلع أيضًا على مكونات المشروع الضخم، من خلال الشرح التفصيلي الذي قدمه السيد نجيب العلي، المدير التنفيذي لمكتب إكسبو 2020، حيث أشار إلى أن المشروع يغطي مساحة من أرض جنوب دبي، على مقربة من مطار آل مكتوم الدولي، تقدّر بأربعة كيلومترات ونصف، ويشمل البنية التحتية ومرافق خدمية وترفيهية، ومكاتب حكومية، تعني بتوفير جميع الخدمات والتسهيلات اللوجستية للمشاركين في المعرض وزوّاره، وتأمين أقصى درجات الراحة والأمان. وأشار المدير التنفيذي لمكتب إكسبو إلى أن المشروع سيبلغ التمام نهاية 2019، ويكون جاهزاً بكل تفاصيله لاستقبال الحدث الدولي المهم.
وتابع الشيخ محمد بن راشد جولته، التي رافقه فيها الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران؛ الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، والشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، وخليفة سعيد سليمان، مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي، وهلال سعيد المريّ، مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي؛ الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي التجاري العالمي، وتوقف عند جناح "فلاي دبي"، شركة الطيران الاقتصادية التي تشهد تطوراً ملحوظاً عاماً بعد عام، سواء من حيث عدد رحلاتها ومحطاتها أو لجهة عدد الركاب، الذين تنقلهم الناقلة على متن طائراتها من مختلف الأجيال والأنواع.
واستمع ومرافقوه من غيث الغيث، الرئيس التنفيذي للناقلة الوطنية الذي أفاد بأن "فلاي دبي" حققت العام المنصرم أرقاماً قياسية مقارنة مع نظيراتها من الشركات الاقتصادية في المنطقة، حيث بلغ عدد الركاب الذين سافروا على متن أسطول الناقلة عام 2016 مايزيد على عشرة ملايين مسافر، نقلتهم من وإلى دبي، من تسعين محطة تطير إليها حول العالم. ثم توقف سموه كذلك عند أجنحة إمارة أبوظبي، وسلطنة عمان، ودولة قطر، ودولة الكويت، ثم جناح "طيران الإمارات"؛ إذ اطلع سموه على جديد الشركة في مجال تحديث أسطولها العملاق، وتوفير أعلى درجات الراحة والاستمتاع لركابها على متن طائراتها الحديثة، إن لجهة توفير الرفاهية في المقاعد، أو لناحية الخدمات التي تقدّمها على متن طائراتها، والتي تعتبر من أرقى وأفضل الخدمات الداخلية في شركات طيران العالم، لاسيما طائرات إيرباص "A 380 " و"بوينغ 777".
وعرج أيضًاعلى جناح "دبي باركس"، واطلع على جديدها في مجال توفير الأجواء السياحية العائلية، والمرافق التي تضمها من حدائق أطفال، وأسواق لتجارة التجزئة، وفنادق واستراحات ومطاعم، ومرافق ثقافية وفنية متنوعة.
وشملت حاكم دبي، أجنحة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير، ودائرة التنمية السياحية في عجمان، وهيئة الفجيرة للسياحة والآثار، وجناح المملكة العربية السعودية الشقيقة، حيث اطلع من المسؤولين في الجناح على الإمكانات السياحية التي تزخر بها المملكة من آثار، ومعالم حضارية، ومرافق سياحية متنوعة، تتوجها شركة الطيران السعودية، التي تسعى لمواكبة عالم الطيران بكل جديده، وتقديم أفضل التسهيلات لركابها من أنحاء العالم.
وختم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، جولته عند جناح جمهورية اليونان، التي تعرض أهم مقومات السياحة والاستثمار الأجنبي في أراضيها، والتسهيلات التي تقدّمها للمستثمرين والسياح معاً. وأعرب عن ارتياحه لهذا التجمع العالمي على أرض الإمارات، وفي رحاب دبي التي ستظل مدينة السعادة والأمن والأمان والثقافات المتعددة، مؤكداً أن دولة الإمارات تسير بخطى ثابتة وحثيثة نحو نهضة سياحية يشار لها بالبنان، من خلال مشاريع البنية التحتية في هذا القطاع الحيوي، الذي يشكل رافداً مهماً من روافد تنويع الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص العمل للشباب المواطن والعربي، ناهيك عن تعزيز وتنويع المشهد الثقافي والفني في مجتمع الإمارات، الذي يستقطب مثقفي وفناني العالم، للتنافس على إبراز إبداعاتهم الفكرية واليدوية على أرض الإمارات.
وشدد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على أهمية توفير جميع التسهيلات اللازمة لتطوير قطاع السياحة في بلادنا، واستقطاب مزيد من أقطاب الصناعة السياحية العالمية والإقليمية، وتشجيعهم على الاستثمار والتنويع في هذه الصناعة التي باتت جزءاً رئيسياً من الاستراتيجية العامة للدولة، وتحقيق رؤية الإمارات 2021.
وقال: إن "السياحة ثقافة وفن وعلى مؤسساتنا وشبابنا أن يبدعوا في هذا القطاع، ويترجموا معارفهم وخبراتهم إلى واقع ملموس، والإسهام في إنماء وتطوير الصناعة السياحية في بلادنا التي تمتلك جل المقومات الأساسية لهذه الصناعة، وعلى رأسها البنية التحتية، والتراث والتاريخ، والأجواء المشمسة والطبيعة الخلابة، والتنوع الثقافي وكرم الضيافة العربية، والمهم الإرادة والتصميم وصنع المستحيل".
ورحب بضيوف دولة الإمارات من عارضين، وزوار، ووجه الجهات المعنية بضرورة الاهتمام بشكل أوسع بكل القادمين إلى دولتنا، وتوفير أهم أسباب الراحة والاطمئنان والاحترام لهم، كي تظل بلادنا وشعبنا رمزاً للتسامح والمحبة والتعايش.
أرسل تعليقك