دُقة مدينة رومانية كاملة بمعابدها وتحصيناتها تقع في الشمال الغربي لتونس 
آخر تحديث GMT20:10:35
 لبنان اليوم -

أُدرجت ضمن قائمة التراث العالمي "اليونيسكو" في كانون الأول 1997

"دُقة" مدينة رومانية كاملة بمعابدها وتحصيناتها تقع في الشمال الغربي لتونس 

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "دُقة" مدينة رومانية كاملة بمعابدها وتحصيناتها تقع في الشمال الغربي لتونس 

جولة في مدينة "دقة" التونسية
تونس - حياة الغانمي

تعتبر مدينة "دقة" التونسية، وتعني "الجبل الصخري" وهي تقع في الشمال الغربي لتونس على بعد 120 كيلومترا غرب العاصمة، أبرز شاهد على آثار مدينة رومانية كاملة، كانت تمتد على مسافة 70 هكتارًا، ونشأت دقة سنة 500 قبل الميلاد، وكانت آنذاك تابعة إلى الإمبراطورية القرطاجينية، ومن ثم أحتلها الرومان وأصبحت واحدة من أهم المدن في العالم، وثاني أهم مدينة رومانية في شمال أفريقيا بعد مدينة قرطاج التي تقع في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية. 

دُقة مدينة رومانية كاملة بمعابدها وتحصيناتها تقع في الشمال الغربي لتونس 

وأدرجت دقة، المعروفة قديما باسم "ثوقة" ضمن قائمة التراث العالمي "اليونيسكو" في ديسمبر/كانون الأول 1997، وهي أحد أهم المواقع الأثرية في تونس وشمال أفريقيا وأكثرها جمالا وجاذبية، إذ توجد فيها أطلال تمثل حقبا تاريخية متعاقبة، بدءًا من الآثار  القرطاجية، مثل ضريح "آتيبان بن أبتيمتاح"، أحد أمراء نوميديا "الذي عاش في القرن الثالث إلى القرن الثاني قبل الميلاد"، مرورا بالمعابد الرومانية وانتهاء بالتحصينات البيزنطية. 

دُقة مدينة رومانية كاملة بمعابدها وتحصيناتها تقع في الشمال الغربي لتونس 

ويشير التاريخ إلى أن مدينة دقة التاريخية، كانت حليفًا لروما ضد القرطاجيين ولهذا لم تدمرها القوات الرومانية التي غزت قرطاج سنة 146 قبل الميلاد. ثم ضمها قيصر روما إلى امبراطوريته، بعد حوالي قرن من ذلك، وظلت تشهد نهضة وازدهارًا لا نظير لهما، حتى منتصف القرن الثالث الميلادي.ولا تختلف عمارة مدينة «دقة» عن عمارة المدينة الرومانية التقليدية، مثل مدينة بومبي في إيطاليا وجرش في الأردن، فالطراز المعماري الروماني يبدو واضحا وجليا فيها. ففي وسط مدينة "دقة"، توجد الساحة والسوق والممرات، والحمامات الساخنة والمسرح الروماني ، والمنازل الخاصة والمتواضعة والمعابد، ولعلّ أشهرها معبدا ساتورن وسيليستيس والكابيتول، وهي قريبة في ذلك من هندسة مدينة بومبي.

دُقة مدينة رومانية كاملة بمعابدها وتحصيناتها تقع في الشمال الغربي لتونس 

وتأسست دقة في القرن الرابع قبل الميلاد، ثم أصبحت عاصمة لملوك نوميديا، ومقرا للأمراء المحليين والسكان الأصليين. وخلال مراحل تطورها الأولى، تأثرت "دقة" بمدينة قرطاج   التي أسسها الفينيقيون، القادمون من السواحل الشرقية للبحر المتوسط. ويقف الضريح الليبي القرطاجي، بطوله البالغ 21 مترا، شاهدا على هذه المرحلة التي وقعت فيها المدينة تحت تأثير حضارتين مختلفتين. ويقال إن الملك "ماسينيسا" (148 قبل الميلاد) كان يأمل في توحيد كل المماليك النوميدية تحت قيادته، لكنه لم يتمكن من تحقيق حلمه، وعندما غزا الرومان قرطاج واستولوا عليها، ضموا مدينة "دقة" إلى حكمهم دون أن يدمروها.

دُقة مدينة رومانية كاملة بمعابدها وتحصيناتها تقع في الشمال الغربي لتونس 

وتأثر السكان الأصليون في "دقة" بالنمط المعماري الروماني  وتبنوه، فصارت الأسر الثرية والمتنفذة، تقيم النصب التذكارية مثل الرومان  ولذلك فإننا نجد العديد من هذه النصب، تنتشر في كل مكان من المدينة، كما نقشوا على حجارتها الكتابات التي تخلد أعمالهم، وتتناول مهنهم وظروفهم. 

دُقة مدينة رومانية كاملة بمعابدها وتحصيناتها تقع في الشمال الغربي لتونس 

ويحتوي الموقع الذي حولته تونس إلى أهم موقع أثري في البلاد، على عدد كبير من أجمل المعالم الأثرية، حيث يٌعتبر المسرح الروماني الذي يتسع إلى أكثر 3500 شخص، من أجمل تلك المعالم، ويقع المسرح في مدخل المدينة الأثرية حيث كانت تقام فيه المسرحيات والطقوس الدينية، ويشمل المسرح ثلاث أجزاء، المدارج، الأركسترا وخشبة المسرح، كما توجد بعض المدارج للأغنياء.

ودام استعمال المسرح لقرون طويلة، والطريف أن كتب التاريخ شهدت على نص للقديس اوغستان في القرن الخامس الميلادي، يلوم فيه السكان لأنهم يذهبون إلى المسرح أكثر من ذهابهم إلى الكنيسة. اما مبنى الكابتول فقد شُيد في بداية النصف الثاني من القرن الثاني ميلادي ويعود تاريخه بين 166 و167، وهو المبنى الذي كان يسكن فيه القيصر "الحاكم"، ويضم قواعد حجرية فخمة ترتفع بشموخ في الموقع الذي مازال محافظا على أغلب المباني التي كان يسكنها الرومان وقتها.

ويحتل مبنى الكابيتول أكبر مساحة ، من بين المباني الأخرى ويقع بجانب المسرح الروماني الكبير، حيث كان الملك يستمتع بالعروض فيه، كما يوجد طريق سري يربط ما بين القصر والمسرح حتى أنه يبدو وكأن المسرح ملحق بالقصر، وهو من أجمل المعالم الرومانية في شمال أفريقيا وهو مخصص لعبادة الثالوث الإلهي لمدينة روما، بني على النمط الروماني وبه مدرج يفتح على بوابة بأربع أسوار وساريتين في الداخل وفي الأعلى توجد نقشة تمثل رجلا محمولا على نسر.

دُقة مدينة رومانية كاملة بمعابدها وتحصيناتها تقع في الشمال الغربي لتونس 

ويضم الموقع الأثري "بدقة" العديد من الأصنام الصخرية التي تعبر كل واحدة منها عن ملامح الأشخاص الذين عاشوا في تلك المدينة، التي تضم التاريخ الفينيقي والعمارة الرومانية، وتتميز الأصنام بكبر حجمها وبالرداء الفاتح الذي كان يرتديه الملوك ورجال المدينة، الأصنام واقفة بين ثنايا القصر ولكن اللافت فيها أن كل الأصنام الموجودة بالموقع مقطوعة الرؤوس، ولا أحد يعرف الأسباب المباشرة لذلك ولكن حارس الموقع الأثري هناك قال إن السبب قد يعود إلى قدم تلك الأصنام ومن الممكن أن تكون قد قٌطعت بفعل الطبيعة، وليس بفعل فاعل، اما البيوت الموجودة في تلك المدينة الرومانية فتتميز بأن أرضيتها مفروشة بلوحات فسيفسائية كبيرة الحجم وملونة، الشيء الذي يدل على الروح الفنية التي كان يتمتع بها سكان تلك المدينة التي تحولت اليوم إلى معلم سياحي بامتياز، ودقةّ مع أنها قديمة المنشأ والتاريخ إلا أن المميزات المعمارية كانت متطورة جدًا فيها، فكل المباني منتظمة البناء والشكل، ولعل هذا الثراء والتنوع الذي يعرفه المشهد العمراني التاريخي والطبيعي في دقة هو الذي يفسر إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دُقة مدينة رومانية كاملة بمعابدها وتحصيناتها تقع في الشمال الغربي لتونس  دُقة مدينة رومانية كاملة بمعابدها وتحصيناتها تقع في الشمال الغربي لتونس 



GMT 15:51 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

مطارات الرياض تحصد 5 جوائز دولية من "ARCET Global"

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك

GMT 07:22 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

مرسيدس تكشف النقاب عن نسختها الجديدة GLC

GMT 17:41 2020 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أنواع الشنط وأسمائها

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 19:26 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

عائشة بن أحمد مطلوبة أمام النيابة في "ملف سري"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon