مليحة تحتضن العديد من المناطق السياحية الرائعة التي تشعرك بالحنين إلى الماضي
آخر تحديث GMT18:41:34
 لبنان اليوم -
أخر الأخبار

شهدت خمسة أزمنة مختلفة في مواقع أثرية عدّة وعرفت أول نشاط بشري منذ 130 ألف عام

مليحة تحتضن العديد من المناطق السياحية الرائعة التي تشعرك بالحنين إلى الماضي

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - مليحة تحتضن العديد من المناطق السياحية الرائعة التي تشعرك بالحنين إلى الماضي

منطقة مليحة في الشارقة
الشارقة - العرب اليوم

تحتضن إمارة الشارقة، العديد من المناطق السياحية الطبيعية المتميزة، لايزال بعضها يحتفظ بأسرار التاريخ منذ آلاف الأعوام، ولعل أبرزها منطقة مليحة، التي شهدت أول نشاط بشري منذ ما يزيد على 130 ألف عام، فمع دخول الزائر مليحة الواقعة في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة، يشعر بحنين إلى الماضي، ورغبة في عيش الماضي التليد، وما هي سوى لحظات حتى يصل إلى مركز مليحة للآثار، أحد أبرز مرافق مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية، التابع لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"، الذي يقدم نبذة وافية عن حياة الأوائل الذين عاشوا بهذه المنطقة.

إرث غني
خمسة أزمنة شهدتها هذه الأرض في مواقع أثرية عدّة مهمة، وهي موقع مليحة الأثري وموقع جبل فاية وموقع جبل البحيص وموقع جبل اميلح وموقع الثقيبة وموقع سهيلة، والتي كانت كفيلة أن تحفظ إرثًا غنيًا من العصور الحجرية، وآخر العصور البرونزية، ورابع حديدي، وصولاً إلى عصر ما قبل الإسلام، وترك كل منها بصمته وكنوزه الأثرية، لتبقى ماثلة للعيان وشاهدة على حضارات متعاقبة، وممالك قامت وأخرى اندثرت، ليستمر التاريخ يروي الحكاية.

ويحفل مركز مليحة للآثار بلُقى تاريخية وأثرية، مستعرضاً إياها بطريقة مبتكرة، تحاكي دورة الحياة التي عاشتها المنطقة، فالبداية فيه تنطلق من العصر الحجري القديم، الذي اتخذ البشر فيه أدوات كبيرة من الحجارة لمساعدتهم على العيش واصطياد الحيوانات، والتي يمكن مشاهدتها، أو حتى استعراضها، بتقنية الهولوغرام للتعرف إليها عن كثب. وما هي إلا خطوات قليلة حتى يجد الزائر نفسه يدخل العصر الحجري الحديث، الذي تطورت فيه أدوات البشر الحجرية، مثل أدوات التقطيع والشفرات ورؤوس الأسهم والسكاكين وغيرها.

ويمرالزائر بالعصر البرونزي، ليشهد تطور الأدوات أكثر فأكثر، واستخدام الإنسان لمعدني النحاس والقصدير ليستخدم مادة البرونز للمرة الأولى في صنع أدواته، سواء أنصال السكاكين أو الأسهم أو الخناجر، أو حتى السلاسل البسيطة، وبعض الحلي، كما يستعرض مجموعة من الفخاريات والأواني المصنوعة من الحجر الناعم والمجوهرات التي صنعت بإتقان.

وتستمر الرحلة، ليأخذنا المركز إلى خبايا العصر الحديدي، لنجد أن الصناعات البشرية أخذت منحىً جديداً في الشكل والجودة، ويمكن استعراض مجموعة متكاملة من الأساور والحلي وصناديق المجوهرات، ورؤوس السهام والسيوف والخناجر والسكاكين البرونزية، والأواني الحجرية، والفخاريات الكبيرة.

مملكة مليحة
وتنتهي جولة الزائر عبر التاريخ عند آخر العصور الخمسة التي شهدتها المنطقة، عصر ما قبل الإسلام، الذي يعتبر أحد أهم المراحل القديمة من عمر مليحة، والتي تمثلت بظهور مملكة مليحة، تلك المملكة القوية التي تمتعت بعلاقات تجارية واسعة مع مختلف مناطق العالم القديم، مثل جنوب شرق بلاد فارس ومصر واليونان والهند واليمن ومدن بلاد البحر المتوسط، وتميزت بسك العملة، في دلالة على مكانتها الاقتصادية والتجارية الكبيرة.

ومن أبرز اللقى الأثرية في هذه المرحلة، عملات مسكوكة، وجرّات فخارية ورخامية، إضافة إلى الكنز التاريخي الكبير الذي يرجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد، والمتمثل بالنقش الجنائزي المكتوب باللغة الآرامية واللغة العربية الجنوبية لكاهن ملك عمان عمد بن جر بن علي. وهناك بناء دائري متميز في الخارج، يشكل جزءاً يتكامل مع تصميم المركز وينسجم معه، وهو مدفن من فترة عصر أم النار، أحد أكثر أبنية القبور أهمية في المنطقة، والذي يعطي دلالات واضحة حول طقوس الدفن التي كانت متّبعة عند ساكني المنطقة في العصر البرونزي، وهي الحقبة التي عرفت محلياً بفترة أم النار، والتي اكتسب المدفن اسمه منها.

وقبل أن يهمّ الزوار بالانطلاق لاستكشاف المعالم الأثرية في المنطقة، وخوض مغامرات مثيرة وفعاليات رياضية على كثبانها الحمراء، فإنه يمكنهم المرور على المقهى الملحق بالمركز، وتناول وجبات خفيفة أو مشروبات متنوعة.

معالم أثرية
تزخر مليحة بالمواقع الأثرية التي تتوزع في أرجائها، والتي يحمل كل منها دلالات تاريخية مهمة، تشير إلى طبيعة من سكنوا المنطقة، ومستوياتهم الاجتماعية، والأحداث التي واجهوها، فمن القبور والمدافن إلى قصر مليحة وحصنها وبيت المزرعة وكهوف جبل الفاية، وغيرها من الأماكن التاريخية.

ويعد حصن مليحة أحد أبرز معالم المدينة القديمة، إذ اكتشفت مصادفة في بداية التسعينيات خلال عمليات حفر لإنشاء خنادق لتركيب خطوط أنابيب المياه، وفي عام 2004، رممت جدرانها، وتمت حمايتها بطبقاتٍ جديدة من ألواح الطين لمنع حدوث أي تحلل أو تدهور فيها. وبني القصر الأصلي، في المرحلة الأخيرة في مدينة مليحة القديمة، في وقتٍ ما بين منتصف القرن الثاني ونهاية القرن الثالث بعد الميلاد، ومن المرجح أنها كانت تستخدَمُ مكانَ إقامة لحاكم أو قائد مهم، وذلك بالنظر إلى تصميمها الهندسي المتميز.

أما حصن مليحة، فيقع على بعد 500 متر شرق قصر مليحة، وتشير الأدلة إلى أن هذا المكان يعود إلى حقبة ما بين القرن الأول وأواسط القرن الثالث بعد الميلاد، ويتألف الحصن من بناء مركزي محصن مبني حول فناء داخلي، كما يوجد في وسط الموقع أبراج تواجه الجهة الخارجية، ومن المحتمل أن الحصن كان قصراً لحاكم أو رئيس.

مغامرات بلا حدود
بعد التعرف إلى تاريخ المنطقة ومواقعها الأثرية، يمكن استكشاف الطبيعة في مليحة، عبر خوض رحلة سفاري بسيارات الدفع الرباعي، للتعرف إلى سحر الصحراء الحقيقي في جولة تحبس الأنفاس، تبدأ بزيارة صخرة الجمل، التي اكتسبت اسمها من شكلها الذي يشبه الجمل في وضع الجلوس.

وغير بعيد عن صخرة الجمل، تقع استراحة غروب الشمس، التي تتيح للزوار العديد من الفعاليات الصحراوية المسائية؛ مثل ركوب الدراجات، والانطلاق في مغامرة مشوقة، مع التمتع بوجبة عشاء في الهواء الطلق. وهناك الكثير من الفعاليات التي يمكن لزائري مليحة أن يقضوا أوقاتهم فيها، مثل الاستمتاع بمراقبة النجوم والكواكب من خلال التلسكوب الفلكي، أو خوض جولة على الأقدام، أو حجز الاستراحة الخاصة للتمتع بعشاء خاص تحت ضوء القمر والنجوم مع عائلاتهم أو أصدقائهم.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مليحة تحتضن العديد من المناطق السياحية الرائعة التي تشعرك بالحنين إلى الماضي مليحة تحتضن العديد من المناطق السياحية الرائعة التي تشعرك بالحنين إلى الماضي



GMT 20:51 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

دبي تطلق مبادرة عالمية لنقل ملياري جرعة من اللقاحات

GMT 19:46 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

شركة "طيران الإمارات" تعلق رحلاتها إلى الدنمارك

GMT 19:07 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

السعودية تحذر مواطنيها من السفر إلى 12 دولة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 لبنان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 07:34 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 لبنان اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

مجوهرات راقية مصنوعة من الذهب الأبيض الأخلاقي

GMT 17:18 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

أزياء مبهجة تألقي بها في شم النسيم

GMT 08:28 2022 الإثنين ,11 إبريل / نيسان

موديلات متنوعة لأحذية السهرة لإطلالة أنيقة

GMT 19:59 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تحقق فى خرق أمنى كبير تسبب فى تسريب معلومات مهمة

GMT 19:55 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تزود Gemini بأربع مزايا جديدة باللغة العربية

GMT 14:29 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي علي تجهيزات العروس بالتفصيل

GMT 19:08 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

الجزائري مبولحي يخضع لبرنامج تأهيلي في فرنسا

GMT 18:30 2021 الثلاثاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مالك مكتبي يعود بموسم جديد من "أحمر بالخط العريض"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon