استئناف العمل في مدينة أوروك الاثرية وخطة لانعاش السياحة في المثنى
آخر تحديث GMT19:56:55
 لبنان اليوم -

العراقيّون يفخرون بملحمة الملك الأسطوري "كلكامش" والحكومة تهملها

استئناف العمل في مدينة "أوروك" الاثرية وخطة لانعاش السياحة في المثنى

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - استئناف العمل في مدينة "أوروك" الاثرية وخطة لانعاش السياحة في المثنى

مدينة "اوروك" الاثرية
بغداد – نجلاء الطائي

 أعلن محافظ المثنى فالح الزيادي ، اليوم الاربعاء، استئناف عمل البعثة التنقيبية الالمانية في مدينة "اوروك" الاثرية خلال الفترة القليلة المقبلة، مؤكداً ان هناك خطة لانعاش السياحة في المحافظة، فيما قال عضو لجنة الثقافة في البرلمان العراقيّ البرلمان العراقيّ طالب الحكومة باتّخاذ إجراءات استثنائيّة للمحافظة على المواقع الأثريّة العراقيّة وأبرزها الوركاء". وقال مسؤول إعلام المحافظة، احمد المطوكي، ان "المحافظ فالح الزيادي، بحث مع وفد البعثة التنقيبية الالمانية، برئاسة مارغريت فان اس، استئناف عمل البعثة في مدينة اوروك الاثرية".

استئناف العمل في مدينة أوروك الاثرية وخطة لانعاش السياحة في المثنىاستئناف العمل في مدينة أوروك الاثرية وخطة لانعاش السياحة في المثنىواضاف ان "البعثة التي تمثل معهد الاثار الالماني حصلت على الضوء الاخضر من خارجية بلادها وسفارتها في بغداد، لاستئناف العمل في المدينة الاثرية". واشار الى ان "البعثة ستباشر عملها خلال الفترة القليلة المقبلة". وبين ان "استئناف عمل بعثة معهد الاثار الالماني، يأتي في اطار دعم الادارة المحلية والاتحادية، بعد انضمام مدينة اوروك الحضارية الى اتفاقية التراث العالمي". واوضح ان "الزيادي تحدث عن خطة المحافظة لانعاش السياحة الاثرية في المثنى"، لافتا الى ان "الحافظة ستركز على انشاء مركز استقبال للزائرين، يتضمن متحفا ومسرحا ومجسمات ولوحات دلالة في المدينة الحضارية، بالاضافة لانشاء ممرات ومماشي نظرا لعدم تجاوز نسبة التنقيب ٥%". وأكد ان "حكومة المثنى دعت المعهد الالماني، الى تمويل خطة الادارة المحلية في المدينة الاثرية، تنفيذا لاتفاقيات سابقة مع منظمة يونيسكو العالمية بهذا الخصوص".

وكانت البعثة الالمانية، في المثنى قد توقفت عن اعمال التنقيب والترميم في مدينة الوركاء الاثرية بعد تعرض طاقمها الى اطلاق نار من قبل احد القرويين، بسبب تسيير طائرة استطلاعية فوق المنطقة الاثرية، التي يسكن قريبا منها عدد من سكان الارياف، وتقع الوركاء على بعد ١٥ كيلو متر شمال شرق مدينة السماوة، وتقطنها عشائر عراقية عديدة تعتمد فيها على الزراعة. ولم توقف الحرب التي جرت في العراق أعمال التنقيب عن الآثار القديمة في وادي الرافدين، فقد استطاعت بعثة علمية بقيادة خبيرة ألمانية من اكتشاف مدينة "اوروك" برمتها، بما في ذلك المجرى القديم لنهر الفرات وقبر الملك الشهير "كلكامش" في المنطقة القريبة من مدينة "الشطرة" التابعة لمحافظة الأنبار "الناصرية" التي توجد فيها زقورة "أور" المعروفة.

وقال يورغ فاسبندر من ادارة المتاحف التاريخية في ميونيخ. "ان ما اكتشف يبدو شبيها للغاية بالقبر الذي ورد وصفه في ملحمة كلكامش، إذ تشير هذه الملحمة المنقوشة على ألواح وطنية الى أن الملك قد دفن تحت قاع الفرات في قبر نبي في المكان الذي انشق فيه النهر بعد وفاة الملك". وأوضح أن البعثة قد رسمت بواسطة الكشف التقني الحديث صورة المدينة الجاثمة تحت الأرض، وأمكن انتاج نموذج تخطيطي واضح لمدينة "أوروك".

وأشارت البعثة أيضا الى أنها اكتشفت ابنية موصوفة في الملحمة، كانت بينها حدائق وحقول ومنازل بابلية وأنظمة أقنية مائية متطورة تعود الى 4500 عام قبل الميلاد. وبنيت هذه المدينة في الألف الخامس قبل الميلاد، وشهدت ولادة الملحمة الشهيرة كلكامش، بطلها ومليكها. ومثل هذا الماضي العريق يرشّحها إلى أن تكون مصدراً كبيراً للآثار والبحوث، إلّا أنّ واقعها الحاليّ يحيلنا إلى حكاية الإهمال نفسها.

فمنذ اكتشاف المدينة في عام 1849 بواسطة عالم الآثار البريطانيّ ويليام لوفتس، ثمّ قيام بعثة ألمانيّة بالتنقيب في آثارها في السبعينيّات، لم تمتدّ يدّ أثريّ متخصّص إلى هذا الموقع، ولم تقترب منها أساليب الحضارة وخدماتها. وكلّما اقتربنا من آثار هذه المدينة أوروك، التي ورد ذكرها في الكتاب المقدّس (التوراة)، لا نجد غير المزيد من التراب والشعور بالتوتّر بوجود عوالم مغيّبة تحت أقدامنا.

أبرز الآثار هنا تلّ واسع تقول عنه لوحة إرشاديّة زرقاء نصبت أمامه إنّه أثر "زقورة" شيّدها الملك أورنمو مؤسّس سلالة أور الثالثة، وهي مكان العبادة". بدا هذا الأثر في الحقيقة كومة تراب وصخور تصفر فيها الريح. ان اغلب المواقع الأثرية تقع في مناطق بعيدة عن مراكز المدن، اما في الصحراء أو مناطق زراعية، وتتفرق حولها على مسافات بعيدة عوائل المزارعين، ما يجعلها عرضة للصوص الأثار، بسبب ابتعادها عن أماكن تجمع السكان.

وفي أوروك، بالذات تغيب الحماية الأمنيّة، عدا حارس اسمه مهر، سكن هو وعائلته منذ سبعينيّات القرن الماضي. وقال مهر "أحرس المكان مع ولدي، وتساعدني أسرتي، وقد اعتدنا على ذلك منذ أن عيّنت حارساً للمكان في عام 1975، وما زلت أحرسه على الرغم من تقاعدي من الخدمة".

ومهر هو واحد من حراس قليلين عينتهم هيئة الآثار العراقية، وهؤلاء الحراس متهمون أيضا بالتواطؤ مع اللصوص لنبش المواقع التاريخية وسرقة الآثار بحسب ما صرحت به اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ذي قار (400 كم جنوب بغداد) في 13 يوليو/تموز 2014 .ويضيف مهر مشيراً إلى بندقيّة حملها على كتفه: "ليس عندي سوى هذا السلاح أحرس به المنطقة من سارقي الآثار الذين يتسلّلون خلسة إلى المكان للتنقيب". ويشعر مهر بالفخر لأنّه استطاع مع أفراد أسرته الحفاظ على المكان من التنقيب غير الشرعيّ منذ السبعينات، مقدّماً الدليل على ذلك بالقول: "ما زال مقرّ البعثة الألمانيّة التي نقّبت عن المكان على حاله لم تمسّه يدّ".

وكانت بعثة ألمانيّة باشرت التنقيب في الوركاء بين عامي 1973 و1974، وعثرت خلاله على قطع من الآجر منقوشة عليها "ملحمة كلكامش"، والتي يحتفظ متحف بيرغامون في برلين بألمانيا ببعض من ألواحها التي كتُبت عليها ملحمة الملك الإله الأسطوري كلكامش.

وتأكيداً على ما قاله، فتح مهر باعتباره الحارس المعين لحماية الوركاء من قبل هيئة الاثار، باب ورشة البعثة أمامنا، فإذا بنا إزاء أضابير علاها الغبار كانت البعثة الألمانيّة قد تركتها، فضلاً عن مئات من القطع الأثريّة موضوعة في سلال، وأدوات وعدّة استخدمها المنقّبون. وليس بعيداً عن الموقع، امتدّت سكّة حديد مهترئة نصبها خبراء التنقيب الألمان وعليها عربات استخدمت في نقل التراب، علاها الصدأ، وتحوّلت إلى خردة. ويثير الاستغراب ان الكثير من المواقع العراقية لا توجد فيها حماية امنيه كاملة الا من حارس أو حارسين، فيما توقفت أعمال التنقيب في العراق منذ عقود بسبب انشغال الدولة بالحروب.

عضو لجنة الثقافة في البرلمان العراقيّ النائب شوان داوودي الذي قال: "البرلمان العراقيّ طالب الحكومة باتّخاذ إجراءات استثنائيّة للمحافظة على المواقع الأثريّة العراقيّة وأبرزها الوركاء". لكنّ داوودي نفسه يرى أنّ "هذه الإجراءات لن تكون منظورة في المستقبل القريب بسبب الانشغال بدمج وزارتي الثقافة والسياحة والآثار، كما أنّ مشاريع التنقيب التي هي من واجب وزارة السياحة والاثار، ظلت حبرا على ورق منذ عام 2003".

وقال أحمد الخفاجي، وهو أكاديميّ درس في معهد الفندقة والسياحة، وعمل في مديرية آثار بابل لنحو عشرين سنة، قبل أن يتقاعد في عام 2002. ويضيف: " نعم... وعود السياحة والاثار لم تتحقّق إلى الآن، والوركاء حالها حال أغلب مناطق العراق الأثريّة، لا تعاني من الإهمال فحسب، بل وتغيب عنها الحماية، ممّا جعلها عرضة لسارقي الآثار".

ما الحلّ إذاً؟ يجيب الخفاجي: "الحلّ هو في فسح المجال لاستثمار القطاع الخاصّ، والتعاقد مع بعثات تنقيب عالميّة معروفة، لإنقاذ الآثار المدفونة".

وكان قد ذاع اسم مدينة أوروك عالميّاً من جديد في عام 2003 بعدما سرقت تحفة أثريّة نادرة يعود تاريخها إلى عام 3100 قبل الميلاد اسمها "قناع أوروك" من المتحف العراقيّ في بغداد، وكانت قد اكتشفت في عام 1938، وتمثل وجهاً للآلهة إينانا أو إحدى كاهناتها. وفي عام 2013، نظّم متحف البيرجامون في برلين معرضاً عن تاريخ مدينة الوركاء.

الباحث الآثريّ حمزة حسن، الذي يتابع أوضاع الوركاء عن كثب ويجمع المعلومات عن جيولوجيا المنطقة. أشار إلى جدار وقال: "هذا الجدار الذي يحتوي على قطع طابوق سوداء، هو بقايا معبد أريكال او اكيتو". وأضاف: "كشف التنقيب عن أساسات بناء معبد أكيتو الذي كانت تقام فيه الاحتفالات الدينيّة". وعلى مسافة خمسمئة متر من الزقورة، يوجد بئر عميقة بطّنت جدرانها بالطابوق، وظلّت ماثلة لم تندثر على الرغم من مرور آلاف السنين.

بالمقابل ذكرت رئيسة لجنة السياحة والثقافة والآثار في مجلس محافظة المثنى أوصاف الظالمي بأنّ "أهمّ إنجاز تحقّق في الحفاظ على آثار الوركاء، هو إدراجها على قائمة حماية التراث العالميّ في نيسان/أبريل 2015". لكنّ هذا الإنجاز لا يكتمل إلّا بتأهيل المكان، واستخراج الآثار، وتحويله إلى مرفق سياحيّ لتوفير الأموال اللازمة لأعمال التنقيب والتطوير.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استئناف العمل في مدينة أوروك الاثرية وخطة لانعاش السياحة في المثنى استئناف العمل في مدينة أوروك الاثرية وخطة لانعاش السياحة في المثنى



GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة

GMT 12:50 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 00:05 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 05:20 2022 الأحد ,03 تموز / يوليو

تحديد نوع الجينز المناسب حسب كل موسم

GMT 20:32 2023 الأربعاء ,05 إبريل / نيسان

خطوات بسيطة للعناية بالشعر الأسود

GMT 17:21 2021 الجمعة ,23 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 20:11 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

هواوي تعلن رسميا إطلاق لاب توب Huawei MateBook 14

GMT 13:34 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

رحالة رومانية خاضت تجربة العيش مع أسرة سعودية بسبب "كورونا"

GMT 20:23 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

مصممات الديكور السعوديات يصنعن نجوميتهن عبر "إنستغرام"

GMT 19:25 2022 السبت ,07 أيار / مايو

أحدث ألوان طلاء الأظافر لهذا الموسم

GMT 07:24 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

دور مفرش السفرة في إضافة الأناقة والرقي في الديكور
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon