صخب الإثارة يسيطر على 1.070 راكبًا، إلا أنني ينتابني خوف لم أكن أتوقعه وأنا في سبيلي إلى الصعود إلى أكبر رحلة بحرية في العالم من ميناء ألاسكا.
يرجع الخوف إلى أن كريستال سيرينتي على وشك أن تصبح أكبر سفينة تسير في طريق الشمال الغربي. ستبدأ الساعة التاسعة من مساء الأربعاء السفينة في رحلاتها من مدينة ألاسكا، وعلى مدار 32 ورحلة تستغرق ألف ميل ستأخذ طريقها عبر كندا وغرينلاند إلى نيويورك.
ولطالما كان "الطريق المختصر" البالغ 900 ميل بين المحيط الهادئ والأطلنطي عبر المنطقة الجليدية في شمال أميركا معضلة لعدد لا يحصى من البحارة، وأحصت روحهم منذ الرحلة الأولى التي خاضها جون كابوت في العام 1497.
وعبرت نحو 240 سفينة في 110 من هذا الطريق منذ رولد أموندسون الذي قام بأول عبور ناجح في 1906. واستغرقت رحلته 3 سنوات، بينما السفينة سيرينتي من المخطط أن تقوم بالعبور في 8 أيام من 32 يوم مدة الرحلة حتى تصل إلى نيويورك في 16 سبتمبر/أيلول.
أغلب هذه الرحلات الناجحة، بما فيهم آخر 17 عامًا، وقعت منذ عام 2007، وهو العام الذي سجل فيه لأول مرة في التاريخ رحلة "بدون ثلج"، حيث كان في الصيف والمحيط دافئًا.
وصرحت إيديا رودريغز، الرئيس التنفيذي لكريستال الشهر الماضي لبرنامج "سي بي سي اليوم" أن خط السير تم إتخاذه تلبية "لنداء الواجب" للإيفاء بمتطلبات حفاظ السفينة على البيئة.
وقالت: "نحن نستخدم غاز بحري منخفض الكربون لجذب المجتمع المحلي وإشراكهم في خطتنا للتأكد من أننا لا نخل ببيئتهم ونتخذ الكثير والكثير من الاحتياطات لضمان عدم إخلالنا ببيئتهم".
وسيرينتي ليست السفينة الأولى التي تقوم بالرحلة، فسفينة "لندبلد إكسبلولر" كانت أول سفينة تقل المسافرين الذين دفعوا ثمن الرحلة في عام 1984، وفي عام 2012 السفينة "ذا ورلد" التي قلت 481 مسافرًا. إلا أن هذه السفينة الأكبر 13 سطح، 820 قدمًا طول،ووزنها يبلغ 68,870 طن.
ويعد الحجم مشكلة في الطريق الشمالي الغربي، ليس لصعوبة الطريق ولكن بسبب متاهات الممرات المائية المحتملة، وما تم تحديده فقط 10% منها. فضلًا عن الصخور والمياه الضحلة والتيارات المائية التي سوف تشكل تحديات دائمة للسفينة، وكذا الجليد.
وهناك حالات من رحلات بحرية سارت بشكل خاطئ في الماضي. ففي عام 2010 أخذت كاسحة جليد كندية 40 ساعة لنجدة فقط 120 راكبًا من السفينة التي يبلغ طولها 330 قدمًا "كليبر أدفينتور" عندما جنحت فوق جرف تحت الماء.
وبحساب الوقت، فإن سيرينتي ستخوض ألف ميل وستبعد على أقل بمسافة تستغرق 11 ساعة رد من طوارئ الشواطئ.
ولكنها لم تكن وحيدة، فهناك كاسحة الجليد من الدرجة الأولى إرينست شاكيلتون المستأجرة من هيئة مسح القطب الشمالي البريطاني، ستمد السفينة بالدعم اللوجيستي وفي كسح الجليد والإمداد بالنجدة، كما أن هناك طائرتان هيلكوبتر لمسح المنطقة الجليدية.
وجود كاسحة الجليد شاكيلتون جزء من الإعداد الدقيق التي قامت به شركة كريستال للرحلات لهذه الرحلة البارزة، والتي على الرغم من أسعارها التي تتراوح بين 21.850 دولار و 120.995 للفرد والرحلات القصيرة التي يصل سعرها إلى 6.179 دولار، فقد تم حجز كل الأماكن خلال 3 أسابيع.
نحن في شركة تحتوي على 31 عالمًا زائرًا، ومغامرين ومحاضرين، من علماء الأحياء البحرية والغواصين إلى علماء المناخ والطبيعة، وبعضهم منهم أتمنى أن التقي به.
وقالت رودريجز وهي على متن السفينة اليوم لتحية المسافرين "نحن نخطط لهذه الرحلة منذ عامين"، مضيفة "نعمل عن كثب مع خبراء خبراء في الرحلات، ومع سلطات النقل في كندا وأمريكا ومراقبي الشواطئ الكندية والوكالات المحلية على طول الطريق لتوفير أقصى درجات السلامة لضيوفنا".
وكريستال مزودة بنوع سونار للكشف الأمامي، ورادار عالي الجودة للكشف عن الجليد، وأداة تصوير حرارية وأضواء بحث مصممة خصيصًا للمساعدة في تحديد أوجه الخطر في الليل.
يبدو أن هذا مطمئنًا، وبالفعل بأقوم باكتشاف السفينة، التي تبدو عظيمة، أقف في شرفة غرفتي وأتناول أول غذاء لي على السفينة، ولم يعد لدي أي مخاوف تُهدّد راحتي.
ولكن ماذا عن السفينة الضخمة، والقنوات الضيقة والبحار المجهولة، والجبال الجليدية بالصيف، 36000 جزيرة أربخيلية بالقطب الشمالي والمرور عبر المياه التي أغرقت تيتانيك؟ سأعود إليك.
أرسل تعليقك