سيراييفو تنفض غبار حرب الصرب عنها وتصبح ملتقى للسياح من أصقاع العالم
آخر تحديث GMT14:08:15
 لبنان اليوم -

عاصمة البوسنة تتألق بجمالها وطبيعة أرضها وتتطلع الى مستقبل واعد

سيراييفو تنفض غبار حرب الصرب عنها وتصبح ملتقى للسياح من أصقاع العالم

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - سيراييفو تنفض غبار حرب الصرب عنها وتصبح ملتقى للسياح من أصقاع العالم

جزيرة كركلا حيث ولد ماركو بولو
سيراييفو - جاد منصور

نجت مدينة "سراييفو" من الفيضانات والحرائق، بعد أن عاشت أشهرًا لا نهاية لها من قصف ونيران القناصة الصرب، فخرجت عاصمة البوسنة كسيدة مشوهة من صراع دام لأكثر من عقدين من الزمن أنتج أسوأ الفظائع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وتحاول اليوم أن تنبش في جمالها وتتطلع الى المستقبل، فيما احدى قدميها لا تزال في الماضي.
 سيراييفو تنفض غبار حرب الصرب عنها وتصبح ملتقى للسياح من أصقاع العالم
وتنتشر في جميع أنحاء المدينة وعلى ارصفتها "روز سراييفو" التي لونت فيها حفر قذائف الهاون بالأحمر في ذكرى الالاف من الأرواح التي قضت في الحرب. ولا تغيب ذكرى حرب التسعينات عن التجارة، فمحلات الهدايا التذكارية مليئة بأقلام الحبر المصنوعة من أغلفة القذائف القديمة.
 
ويتجلى الخبر السار للزوار أنه على الرغم من تفكير مسلمي صربيا والبوسنة وكرواتيا بعضهم البعض، إلا أن الزوار سيحظون بالترحيب الحار، في ما سيتمتعون بالسلام والاستمتاع في الكثير من الأماكن التي نجت من الحرب وخصوصا في البوسنة.
 
وتجلب هذه الدول التي مزقتها الحرب السياح. فبالإضافة الى الايرادات التي تجنيها السياحة والتي تحتاجها هذه الدول، فان السكان المحليين يرون في تدفق السياح كإعلان رسمي بأن بلادهم آمنة بما فيه الكفاية كي تستقبل زوارًا أجانب مرة أخرى، والاهم من ذلك انها تعيش أخيرا بسلام.
 
ويتسم الجو في مدينة سراييفو في هذا الوقت من السنة بالبرودة ولكنه مشمس، ويستطيع السياح التنزه على طول ضفاف نهر "ميلياكا" المتدفق بسرعة، في جو سليم وجميل لدرجة يصعب عليهم تصديق ان هذه المدينة عانت من أطول حصار في التاريخ الحديث.
 سيراييفو تنفض غبار حرب الصرب عنها وتصبح ملتقى للسياح من أصقاع العالم
وانضمت البوسنة والهرسك في عام 1991 الى عدد من جمهوريات يوغوسلافيا السابقة وأعلنت استقلالها، مما اثار حربا أهلية استمرت لأربع سنوات. ويحتشد السياح بالقرب من جسر اللاتين لالتقاط صور فوتوغرافية على زاوية الشارع، وهو المكان الذي اغتال فيه في أواخر حزيران/يونيو من عام 1914 البوسني الصربي البالغ من العمر 19 عاما جافريلو برينسيب الأمير المجري فرانز فرديناند وزوجته، والذي أدى لاندلاع الحرب العالمية الاولى.
 
وتبدو أحياء وشوارع وسط مدينة "سراييفو" مألوفة بسبب متابعة العديدين لأخبار البلد من خلال محطات التلفزيون في التسعينات، والتي كان يظهر فيها قناص الزقاق بينما يركض السكان المحليين في ظل مشاهد من المسلحين الصرب الذين يطلقون النار على المدينة من التلال المحيطة.  ويمكن للسياح أيضا زيارة موقع مذبحة كبيرة حصلت عندما أصاب هجوم بقذائف الهاون الصربي طابورًا للمواطنين المتجمعين للحصول على الخبز.

سيراييفو تنفض غبار حرب الصرب عنها وتصبح ملتقى للسياح من أصقاع العالم

وتعرض وسط مدينة "سراييفو" خط المواجهة في البوسنة في الحصار الذي امتد 44 شهرا على المدينة التي قتل فيها 100 الف شخص، وهو عبارة عن خط من الاشجار زرع بدل الأشجار الأصلية التي قطعها الجنود والسكان المحليون لجمع الحطب والتدفئة وطهي الطعام، فيما الأشجار القديمة تدل على خط العدو لأن القوات الصربية كانت تملك الكهرباء في ذلك الوقت ولا تحتاج لقطع الاشجار.
 
وتملك المدينة "متحف نفق" الامل الذي يضم أجزاء من النفق السري الذي كان شريان الحياة في المدينة خلال فترة الحرب، وتظهر خريطة بالقرب من مدخل المعرض كيف استطاع النفق بعرض 5 أقدام وارتفاع 3 أقدام وبطول 930 ياردة أن يدعم المدينة المحاصرة وينقذ من بقى فيها.
 
وكان البوسنيون المحليون يضطرون أحيانا الى السباحة في المياه حاملين الصحف والوقود والأسلحة. وبالقرب من المتحف يقع فناء كبير يعتبر مركز سراييفو الذي تم ترميم جزء كبير منه وجدد شبابه مع المقاهي الانيقة والحانات.
 
وتمثل المدينة مزيجًا من التاريخ المعماري العثماني والمباني النمساوية المجرية وسط الابراج والمآذن، وتعرف أيضا بأنها قدس أوروبا وذلك بفضل الكاتدرائيات والمساجد والكنائس التي تقف جبنا الى جنب . وهناك أيضا مراكز التسوق الجديدة بالقرب من المباني السكنية التي تعود للحقبة الشيوعية.
 سيراييفو تنفض غبار حرب الصرب عنها وتصبح ملتقى للسياح من أصقاع العالم
وتؤدي معظم الطرق الى القلب القديم لسراييفو وهو الحي العثماني القديم الذي تنتشر فيه رائحة التوابل في الازقة التي بنيت في القرن ال15 مثل شارع "باسكارسييا" والبازار العثماني القديم في "ستاري غراد". وسرعان ما يضل السياح طريقهم في شوارع القرون الوسطى التي تلف واحدة من أكبر الأسواق في العالم حيث المقاهي الى جانب ورش الذهب والفضة والنحاس والأكشاك الصغيرة حيث يشحذ المحليين سكاكينهم.
 
وتمتاز المدينة بأطعمتها اللذيذة التي تقدم في المطاعم المحلية مثل "سيفابي" الذي يتكون من عجينة محشوة باللحم البقري المفروم مع البصل والجبن، ويتشجع أصحاب المطاعم دائما في جو حميم للحديث عن تجاربهم في الحرب، فيما الجميع يتناول حساء الكرفس والفلفل ويتناولون المشروبات المحلية.
 
وتتذكر احدى مالكات المطاعم كيف فرت مع ابنتها من المدينة في ليلة عندما بدأ القصف وتقول " في ذلك اليوم ضربت القنبلة الجسر، فخرج الجميع الى الشوارع وشرعوا بالبكاء." وأصبح دمار الجسر رمزا من أيام الحرب وهو موضوع في بلدة التراث العالمي موستار.
 
ويمتاز الريف البوسني بوديانه الخلابة وطرقه الفارعة سلسة المشي، ويشتهر أيضا بنهر "نبريتفا" الاخضر ووديانه ذات الحجر الجيري، وتعود طرق الريف الى عهد الرئيس تيتو الذي كان يعتبر من بين أفضل المهندسين المدنين في يوغوسلافيا والعالم، فيما تتوزع على جانبي النهر منازل جديدة تقف جنبا الى جنب مع منازل قديمة حرقتها النيران أو اخترقها الرصاص، مع أشجار تحاول أن تنمو من خلال جدرانها.
 
وتعتبر مدينتا سراييفو وموستار الأماكن الفاخرة في جولة البوسنة والهرسك، ويمكن للسياح زيارة ساحل "دلماسي" في كرواتيا من خلال سيارة مرسيدس بنز فاخرة لديها "واي فاي"  مجاني، ويستطيعون التوقف في الطريق الى موستار لتناول الطعام بجوار النهر في مطعم "زدرافا فودا" الذي يتخصص باللحم الضاني.
 
وتقدم مدينة موستار لمحة من جمال البوسنة، وبني فيها الجسر المشهور "ستاري موست" الحجري في القرن ال16 ودُمر في ذروة الحرب في عام 1993، ثم أعيد بناؤه باستخدام الحجارة الاصلية.
 
وتقع "فيلا لوكا" في الجزيرة الكرواتية كركلا، التي تعتبر مكانا هادئا يمكن تناول الأسماك على العشاء فيه والتمتع بـ"الايس كريم" والمشي سيرا على الاقدام بين كاتدرائية كركلا والمتحف وقصر المطران وأنقاض منزل ماركو بولو، والاستمتاع بالميناء التاريخي "سبلت" الذي بني حول قصر دقلديانوس الروماني في القرن الرابع.
 
وتحيط بمدينة دوبروفنيك الاسوار من القرون الوسطى. وتقع في كرواتيا ولديها مجموعة من الكنائس الجميلة وتعرف باسم " لؤلؤة البحر الأدرياتيكي" وهي مكان جاذب للسياحة وتزدحم بالسياح، وتعج بركاب الرحلات البحرية للسفن، فيما صور بعض من المسلسلات والأفلام المشهورة فيها مثل "لعبة العروش".
 
وتصف المرشدة السياحية ايدا بيكوتيك تجربتها عن الحرب قائلة " لم نذهب الى المدرسة لمدة عام، وكل ما فعلناه أننا جلسنا في الملاجئ ولعبنا الورق، لن تصدقوا كيف نشأ جيل كبير من لاعبي البوكر الكروات."

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيراييفو تنفض غبار حرب الصرب عنها وتصبح ملتقى للسياح من أصقاع العالم سيراييفو تنفض غبار حرب الصرب عنها وتصبح ملتقى للسياح من أصقاع العالم



GMT 15:51 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

مطارات الرياض تحصد 5 جوائز دولية من "ARCET Global"

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 11:50 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 لبنان اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 22:38 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:12 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجدي الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 09:06 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

أفكار لتجديد حقيبة مكياجكِ وروتين العناية ببشرتكِ

GMT 09:33 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 12:53 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

GMT 22:38 2023 الإثنين ,06 آذار/ مارس

مجوهرات أساسية يجب أن تمتلكها كل امرأة

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تعلن أول حالة إصابة مؤكدة لسلالة جدري القرود
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon