لم يكن متصورًا على نطاق واسع أنْ تتحول كردستان إلى قبلة للسياح في فصل الشتاء نظرًا لاقتران اسمها بفصل شديد البرودة.
وكان السياح في العادة يتدفقون على المنطقة الكردية في الربيع عندما كانت الثلوج تنقشع وتجد الحشائش والأزهار طريقها إلى الشمس في الجبال والوديان.
لكن الإقليم توجه للاستفادة من أجوائه الشتوية المغايرة عن بقية مناطق العراق عبر إقامة مرافق سياحية ومهرجانات فوق سفوح الجبال كي يتسنى للسياح والهواة ممارسة ألعابهم الشتوية فوق الثلوج التي تغطي المنطقة طيلة فصل الشتاء.
وفي شتاء عام 2013 أعلن عن افتتاح مشروع النقل المعلق "تلفريك" إلى قمة جبل كورك بطول أكثر من ثلاثة كيلومترات.
ويُعد المشروع من أهم المشاريع السياحية الاستراتيجية في قضاء سوران التابع لمحافظة أربيل بإقليم كردستان ويهدف إلى تنمية السياحة الشتوية في المنطقة.
وترتفع قمة جبل كورك 2127 مترًا عن مستوى سطح البحر، و1500 متر عن الأرض المحيط بها، وتتساقط الثلوج على الجبل بكثرة ويصلح لممارسة الألعاب الشتوية المختلفة.
وسابقًا؛ كان يتعذر الوصول إلى قمة الجبل لكن مشروع النقل الكهربائي يقوم بالمهمة حيث ينقل الزائرين في أجواء شتوية أخاذة.
وأقيم المشروع من قبل مجموعة "دارين" بالتعاون مع حكومة إقليم كردستان ويبلغ الطاقة الاستيعابية للتلفريك صعودًا ونزولًا 800 شخص في الساعة.
ويضم المشروع مجموعة ألعاب أخرى مع منازل لإيواء السياح الراغبين البقاء في المكان المخصص للتزلج.
وباتت قمة الجبل قبلة السياحة الشتوية التي يقصدها المواطنون من الإقليم والعراق وحتى الأجانب.
وأوضح أحد مواطني الإقليم ويدعى هاوكار احمد الذي قدم مع مجموعة من أصدقائه الشباب "جئنا للاستمتاع مع هذه الأجواء الجميلة".
وأضاف "نحن طلبة الجامعة واتفقنا على القيام بهذه الجولة الشتوية إلى قمة جبل كورك، نشعر بالسعادة لوجود هذه المناطق الجميلة في كردستان".
وعلى قمة الجبل يمكن للمرء أن يرى عراقًا مصغراً من مختلف المكونات يستمتعون بالأجواء الشتوية دون أن يشكل العرق أو الدين حاجزا أمامهم ويزيلوا عن كاهلهم مشقات النزوح والحرب والمعاناة المستمرة في البلاد.
وتجلب العديد من العوائل أطفالها للاستمتاع والتزلج على الجليد في قمة الجبل، حيث هناك المكان المخصص للتزلج للكبار والصغار.
وكانت الحكومة قد أقامت العام الماضي أول مهرجان للتزلج على الجليد في قمة جبل كورك بمشاركة فرق لبنانية ورمانية وكندية قدمت عروضا في التزلج على الجليد والسكيدو.
وأقيم المهرجان ضمن فعاليات ونشاطات أربيل عاصمة السياحة العربية، ومن أجل دعم السياحة الشتوية في إقليم كردستان.
أرسل تعليقك