كشف المحققون في أسباب سقوط الطائرة الألمانية التي راح ضحيتها 150 راكبًا، عن العثور على تسجيل صوتي قابل للتحليل من الصندوق الأسود، يمكن أن يساعد في فك لغز التحطم على قمم جبال الألب.
وأوضح الخبراء أنَّ البيانات التي استخلصت من تسجيلات قمرة القيادة من الطائرة التابعة لشركة "جيرمان وينغز" التي تحطمت في جبال الألب يمكن استخدامها.
ويأمل المحققون في أن يكشف التسجيل الصوتي عن اللحظات الأخيرة في الرحلة، وأوضح أحد خبراء الطيران أن التسجيل الصوتي قادر على رسم صورة كاملة عن الظروف المحيطة للحادث.
وأكدت تقارير فرنسية أنَّ الطائرة تحطمت بسبب تصدع الزجاج الأمامي للطائرة، ما تسبب في انخفاض مفاجئ في مستويات الأوكسجين.
وصرَّح رئيس "لوفتهانزا" التي تملك شركة "جيرمان" للطيران، كارستن سبور، في مؤتمر صحافي الأربعاء، بأنَّه لا يستطيع تفسير سبب سقوط الطائرة حتى الآن؛ لأن الطائرة خدمتها جيدًا والطاقم ذو خبرة.
وأكد سبور أيضًا أنَّ شركة "جيرمان" أنشئت منذ 24 عامًا، وسجلت أكثر من 58000 ساعة طيران، وكشفت الشركة أيضًا عن وجود رحلات جوية مستأجرة خصوصًا من ألمانيا وأسبانيا لتأخذ أقارب الضحايا إلى موقع تحطم الطائرة غدًا.
وأوضح المحققون أنَّ هناك أصواتًا مسموعة على التسجيل، وهذه الأصوات منذ انطلاق الطائرة حتى تحطمت، ولكن حذر الخبراء من أنَّ الأمر ربما يستغرق أيام أو أسابيع أو حتى أشهر ليعرف المحللون ما يُقال أو ما هي الضوضاء في هذا التسجيل.
وأضاف مدير مكتب التحقيقات والتحليلات ريمي جوتي للصحافيين، "نجحنا في استخراج معلومات يمكن استخدامها من تسجيلات قمرة القيادة، لكن المحققين لم يتمكنوا، في هذه المرحلة، من "إعطاء أي تفسير" عن أسباب تحطم الطائرة.
وبعث مكتب "BEA"، الذي يقود التحقيق الفني في هذا الحادث، سبعة محققين إلى موقع الحادث، الثلاثاء الماضي، وانضم إليهم نظراؤهم من ألمانيا، فضلًا عن مستشارين فنيين من "إيرباص" وشركة "CFM" الدولية، الشركة المصنعة لمحركات الطائرة.
وأكد طيار متمرس، ستيفن لانديلس، أنَّه كانت هناك حاجة ملحة لمسجل بيانات الرحلة من أجل تجميع الظروف التي أدت إلى وقوع الحادث.
وطالب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في وقت سابق، متحدثًا إلى جانب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي، المحققين الفرنسيين بأن يفعلوا كل شيء لتحديد سبب تحطم الطائرة.
وتفقد هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل موقع الحادث لرؤية الدمار، قبل لقاء عمال الإنقاذ خارج مركز الأزمات.
كما زار رئيس الوزراء الإسباني، ماريانو راخوي، مكان الحادث للاطلاع على عملية الإنقاذ الصعبة في التضاريس الجبلية المتعرجة.
وكتبت ميركل في كتاب التعزية "أقدم خالص التعازي إلى أسر وكل شكري للصداقة من شعب هذه المنطقة في فرنسا"، وكتب هولاند "تحية للضحايا والدعم للأسر".
وأعلن وزير الدولة الفرنسي للنقل آلان فيدالي، أنَّ مكتب التحقيقات والتحاليل لسلامة الطيران المدني تسلم الصندوق الأسود ليتم معاينته على مرحلتين، الأولى تتم سريعًا و تتمثل في استخراج الأحاديث داخل مقصورة القيادة والثانية ربما تستغرق أسابيع أو أشهر وتهدف إلى تحليل الأصوات داخل قمرة القيادة أيضًا.
وأبرز فيدالي أنَّ الصندوق الأسود الذي عثر عليه في حادث تحطم طائرة شركة "چيرمان وينجز" الألمانية قابل للاستخدام بالرغم من تضرره، وأضاف "المؤشرات الأولى تسمح باستنتاج أن الطائرة لم تنفجر في الجو، بل اصطدمت بالجبل إلا أنه يبقى التساؤل حول طريقة سقوط الطائرة".
واستؤنفت عمليات البحث صباح الخميس، في ظروف شبه تجميد للحطام والجثث، وكشف وزير الخارجية، فيليب هاموند، عن ثلاثة بريطانيين على الأقل قتلوا عندما تحطمت طائرة "أيرباص" ألمانية فوق جبال الألب، وهم بول براملي البالغ من العمر 28 عامًا، ومارتن ماثيوز، وهو أب لطفلين ورجل أعمال، ومارينا باندريس، وهي أم إسبانية المولد من مانشستر.
وبيَّن الطيار المتمرس بقيادة طائرات ""A320 التجارية لمدة 20 عامًا، توني نيوتن، أنَّه "من الممكن والمعقول أن تكون الكارثة بسبب الضرر الهيكلي في قمرة القيادة، أو ربما حدث صدع في الزجاج الأمامي للطائرة".
وأضاف نيوتن "يبدو أنَّ الطيارين وضعوا الطائرة في منحدر شديد ولكن لم يتم تحديث الأرقام في وقت لاحق، وربما وقع هذا الحادث بسبب عدم التزامهم بوضع أقنعة الأوكسجين وأدى ذلك أنهم فقدوا الوعي".
أرسل تعليقك