دمشق - العرب اليوم
يُسيطر الغموض والتعتيم الإعلامي على مصير المؤسسة السورية للطيران بعد خروج آخر طائراتها من الخدمة، إثر عطل في محركاتها في مطار "جدة " في شهر فبراير/شباط الماضي، مع عدم إمكانية تعمير أو توفير قطع غيار للمحركات أو شراء أخرى في ظل العقوبات المفروضة على المؤسسة منذ عام 2006 من قبل واشنطن والتي تجددت عام 2012 باعتبار أن قطع الغيار تستخدم لإصلاح الطائرات الحربية، إضافة إلى فشل الحكومة السورية ممثلة في وزارة النقل في إبرام صفقات شراء طائرات جديدة إما لعدم توفر الاعتماد المالي أو بسبب العقوبات الدولية.
وطالب بعض رجال الأعمال بإغلاق المؤسسة وتصفية أصولها وخصخصتها باعتبارها خاسرة تجاريًا وتُحمّل الدولة السورية أعباء إضافية. وكانت المؤسسة تشغل 10 طائرات " 6 طائرات أير باص A320 و طائرتين ATR 72 و طائرتين نوع بوينغ 747 SB" إضافة إلى " 6 طائرات إليوشن L 76 تستخدم للشحن الجوي".
وأكدت مصادر من داخل المؤسسة أن طائراتها كانت تسافر إلى 50 عاصمة ومدينة عربية وعالمية قبل أن ينخفض العدد إلى 11 فقط بعد عام 2012. وأشارت إلى أنه يعمل في المؤسسة أكثر من 5500 موظف داخل وخارج البلاد. وتقدم المؤسسة خدمات لطائرات الشركات الأخرى في مطارات "دمشق الدولي - مطار حلب الدولي -مطار اللاذقية"، وتوقف ذلك بعد إلغاء جميع شركات الطيران رحلاتها إلى سورية، وتحول المطارات السورية إلى أهداف تستهدفها قوات المعارضة السورية بحجة استخدامها من قبل طائرات حربية، إضافة إلى نقل جنود وعتاد عسكري عبرها.
وتملك المؤسسة طائرة واحدة جاهزة للطيران حسب مدير المؤسسة مصعب أرسﻻن، بعد إصلاحها في مطار جدة، وتقوم طائرات شركة "أجنحة الشام" بنقل الركاب، باعتبارها شركة "وطنية" للمؤسسة السورية للطيران. إضافة إلى شركة أجنحة الشام التي تملك 3 طائرات. وحصلت شركات "فلاي داماس " و "إيبلا " و "كندة" على تراخيص عمل كشركات نقل جوي خاصة. وتنتظر 13 شركة أخرى الحصول على تراخيص بعد أن أوقف مجلس الوزراء منح التراخيص حتى الانتهاء من صياغة مشروع "تحرير النقل الجوي ".
وفي ظل رفض مدراء المؤسسة إعطاء أي معلومات عن واقعها الحالي أو ميزانها التجاري أو عن الخطط المستقبلية، تسري شائعات أن هناك إهمال متعمد من بعد رجال الحكومة للمؤسسة لتتحول لشركة فاشلة مما سيبرر لهم في ما خصخصتها وبيعها لرجال أعمال بكامل أصولها وتحويلها لشركة خاصة، إضافة إلى استثمار المطارات السورية لمدة طويلة. وينفي مدير المؤسسة تلك الشائعات ويؤكد أن المؤسسة السورية للطيران ستبقى شركة وطنية عامة، وأن ما يحدث حاليًا هو نتيجة للحرب على البلاد والعقوبات الاقتصادية، وأشار ارسلان إلى أن المؤسسة السورية للطيران ستشهد نهضة خلال الفترة المقبلة، وسيعاد تشغيل طائراتها تباعًا.
وكان مطار دمشق الدولي آمن ويعمل بشكل طبيعي ويستخدمه المسافرون للطيران "ذهابًا و إيابًا" من وإلى "الرياض -الدوحة -الكويت -عمان -بيروت -الخرطوم - الجزائر -أبو ظبي - دبي - موسكو –طهران"، وطريق المطار مؤمن بشكل كامل من و إلى العاصمة دمشق بعد سيطرة القوات الحكومية على جميع البلدات الواقعة في محيطه.
أرسل تعليقك