تواصل الخطوط الجوية العالمية رحلاتها من باريس وإليها، على الرغم من إعلان فرنسا إغلاق حدودها في أعقاب سلسلة من الهجمات المتطرفة، ولكن تحت إجراءات أمنية مكثفة، كما هو الحال في أبرز المعالم السياحية في العاصمة، بما في ذلك متحف اللوفر، الذي أعيد فتحه بعد ظهر الاثنين.
ويعني الانتشار الأمني الهائل في أرجاء فرنسا، لاسيما باريس، أنها آمنة بالقدر الكافي للسفر إليها، رغم أن هناك احتمالا بوجود تأخير في المطارات بسبب تلك الإجراءات الأمنية الإضافية، علما أنه تم تطبيق ضوابط خاصة لمراقبة الحدود في جميع نقاط الدخول إلى فرنسا.
ونصحت وزارة الخارجية البريطانية مواطنيها بتوخي الحذر في الأماكن العامة وإتباع نصيحة السلطات المحلية، وأعلنت حالة الطوارئ الوطنية لمدة ثلاثة أيام من الحداد من 14-16 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وقد تم منع التجمعات العامة، وتحليق الطائرات دون طيار واستخدام الألعاب النارية في منطقة إيل دو فرانس (في باريس والمنطقة المحيطة بها).
واستؤنف تشغيل قطارات "يوروستار" من لندن إلى باريس، لكن كان هناك تقارير تفيد بأن العديد من المقاعد كانت فارغة، إذ أن الركاب الذين قد حجزوا للسفر إلى باريس في مطلع الأسبوع غيروا رأيهم، وعرض عليهم استرجاع النقود مجانا مع تطبيق شروط حجز طبيعية.
كما تم تشغيل خدمات النفق الأوروبي للسيارات والشاحنات من فولكستون إلى كاليه وفقا للجدول المحدد لها، وتم إخلاء صالة الوصول في مطار "غاتويك نورث" صباح السبت "كإجراء احترازي" لكن أعيد فتحه في وقت لاحق من ذلك اليوم. وتسير الآن رحلات الطيران من وإلى فرنسا كالمعتاد، كما يعمل مطار هيثرو أيضا بشكل طبيعي.
ومددت "Flybe" عرضا ليومين لتمكين عملائها الذين لا يريدون السفر إلى باريس لتغيير خطط السفر الخاصة بهم مجانا، أما شركات الطيران الأخرى، بما في ذلك الخطوط الجوية البريطانية، الخطوط الجوية الفرنسية، إيزي جيت وريان إير، فقد سمحت للركاب المسافرين خلال عطلة نهاية الأسبوع، بتغيير مواعيد أو وجهة سفرهم مجانا، ولكن تطبق شروط الحجز الطبيعية الآن.
وفي ما يتعلق بالنقل المحلي، تم تشغيل خدمات المترو بشكل طبيعي، على الرغم من أن محطة أوبركامف القريبة من باتاكلان لا تزال مغلقة.
وأكدت الخبيرة الأمنية ناتاشا إدواردز، أنَّ "على السياح أن يحملوا جواز سفر معهم في جميع الأوقات، وأن يكونوا على استعداد دائم لإجراء فحوص أمنية وتفتيش حقائبهم، لذا عليهم أن يتركوا متسع من الوقت قبل الوصول إلى وجهتم".
وأغلقت السلطات الفرنسية العديد من مناطق الجذب الرئيسية، بما في ذلك برج ايفل ومتحف اللوفر وديزني لاند باريس، في أعقاب الهجمات، وتم فتح متحف اللوفر في الساعة 01:00 بالتوقيت المحلي (الظهر بتوقيت جرينتش) يوم الاثنين، بعد الوقوف دقيقة حداد.
وصرَّح وزير الثقافة فلور بيليرين في بيان مساء الأحد: "في اللحظات المأساوية التي تمر بها فرنسا، تصبح الثقافة هي المكان الرمزي لاكتشاف الذات والآخرين أكثر من أي وقت مضى".
العديد من المتاحف الأخرى في المدينة، مثل متحف دورسيه ومتحف مارموتان كلود مونيه، تكون عادة مغلقة في أيام الاثنين وستفتح كالمعتاد يوم الثلاثاء في تمام العاشرة بالتوقيت المحلي، أما برج ايفل فلا يزال مغلقا، وتقول خدمة عملائه أن فتحه مرة أخرى هو قرار الحكومة.
كما ستبقى ديزني لاند باريس مغلقة حتى يوم الأربعاء، وأعلنت في بيان عن اتخاذ هذا القرار "لدعم مجتمعنا والتضامن مع ضحايا هذه الهجمات المروعة".
وألغيت خلال عطلة نهاية الأسبوع مواعيد المباريات الرياضية والحفلات الموسيقية، بما في ذلك حفلة U2، كما أغلقت دور السينما يوم السبت، ولكن أعيد فتحها يوم الأحد.
ويستطيع السياح إلغاء رحلاتهم، ولكن سيضطرون لدفع تكاليف إضافية؛ فشركات السفر ليست مضطرة لتقديم إلغاء حجوزات مجانا أو إعادتها طالما لم تنصح وزارة الخارجية بعدم السفر، على الرغم من أن بعضها يفعل ذلك لفترة محدودة، في حين أن بعض الفنادق قد تسمح لك بتأجيل الحجز.
أرسل تعليقك