منازل كاليفورنيا المكان المفضل للعيش مع روح الستينات في الطبيعة
آخر تحديث GMT15:51:31
 لبنان اليوم -

مصممة بطريقة مثالية على الطراز الأميركي لما بعد الحرب

منازل كاليفورنيا المكان المفضل للعيش مع روح الستينات في الطبيعة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - منازل كاليفورنيا المكان المفضل للعيش مع روح الستينات في الطبيعة

منازل كاليفورنيا
واشنطن ـ يوسف مكي

تعيش ساكنة منطقة ساتبورد كورت، مارين كاونتي حلم الحداثة لمنتصف القرن منذ نصف قرن، وما زال خمسة من أصل عشرة من أصحاب المنازل الأصليين للمنطقة على قيد الحياة ويعيشون هناك، ولم يتغير أي شيء في الملكية منذ عام 1991، ومعظم سكانها في الثمانين والتسعين من عمرهم ومع ذلك يتمتعون بروح شبابية.

وبنيت المنازل في منتصف الستينات، ولم تتغير كثيرًا منذ ذلك الوقت، لأنها لم تحتج إلى ذلك فكل ما فيها سار على ما يرام طول تلك المدة، وهي مصممة على الطراز الأميركي لما بعد الحرب، ومثالية تقع خارج سان فرانسيسكو، وأفاد أحد القاطنين: "لم يفكر أحد في مغادرة المكان، إلا إذا أجبر على ذلك".

ويبعد مركز مدينة سان فرانسسكو عن ستاربورد كورت مسافة 15 دقيقة بالسيارة على جسر البوابة الذهبية، ولكن مارين كاونتي تشعر وكأنها في بلد مختلف، حيث المناظر الطبيعية من التلال والوديان المشجرة والسواحل الوعرة، ومما لا يثير الدهشة أن المكان أصبح موطن راكبي الدراجات في عطلة نهاية الأسبوع من بينهم المشاهير مثل جورج لوكاس الذي يمتلك مزرعة في المنطقة، ولكن على الرغم من المظاهر فإن عشرة منازل في منطقة ستاربورد كورت ليست فاخرة، فهي سلسلة من المساكن العشوائية وإن كانت عالية المستوى.

وبنيت المنازل العشرة بواسطة مطور عقاري يدعى جوزيف ايلشر من شمال ولاية كالفورنيا بين عامي 1950 و1974 وباع أكثر من 11 ألف منزل في ولاية كالفورينا، ولم يكن هذا المطور يعرف شيئًا عن الهندسة المعمارية فعائلته كانت تعمل في صناعة الألبان، إلا أنه كان يمتلك حلمًا في جعل الحداثة في متناول الأميركيين العاديين، مسلتهمًا هذه الفكرة من فرانك لويد رايد الذي كان يستأجر منزله، فكلف فريق من المهندسين المعماريين في سان فرانسسكو من أجل التوصل إلى تصاميم بأسعار معقولة من شأنها أن تكون خفيفة ومفتوحة، سواء من حيث الأجواء والبناء.

وعرضت منازل ايلشر مناطق مفتوحة للجلوس، وخطوطا هندسية نظيفة، وأطرًا هيكلية من الأخشاب، ووصلت المساحات الداخلية والخارجية عن طريق مناور وزجاج من الأرض إلى السقف، وفي الأعوام اللاحقة أصبحت القاعات الداخلية علامة ايلشر التجارية.

وتعتبر المنازل في ستاربورد كورت مختلفة قليلة عن تلك التي صممها ايلشر، ويدعي مخترع "آبل" الشهير ستيف جوبس أنه واحد ممن ترعرعوا في منشآت ايلشر بالقرب من بالو ألتو، وتشرح الوكيل العقاري والتي تعيش في ستاربورد كوت منذ عام 1975 أيف كوريس: "لم تكن منازل ايلشر من المنازل الراقية في ذلك الوقت، ولم تكن كذلك لأعوام طويلة، ولكن في الآونة الأخيرة فقط بدأ الجميع يشعرون بأنهم في حداثة منتصف القرن التي أراد ايلشر تحقيقها".

ويأتي تصميم بيت كوريس كواحد من تصاميم ايلشر، فالمنزل ذو سقف عملاق ومدخله عبارة عن مساحة مفتوحة السقف تقع في قلبه تمامًا، وتأتي غرف النوم على يمين الفسحة، فيما المطبخ المفتوح وغرفة المعيشة بجوار بعضهما في الواجهة، وتحت السقف الذي يشبه الكاتدرائية ينتهي مدفأة خشبية مع مدخنة، ونوافذ تطل على خليج سان فرانسسكو.

ولم تسمع كوريس ولا زوجها بايلشر أبدًا، إلا عندما قرروا شراء المنزل، وأردفت: "كان الناس يتجولون في المنزل ويقولون يا إلهي انظروا إلى سوء النوعية، وبينما كنا نفكر الحمد لله أنهم لن يشتروه، فلحسن الحظ كره الجميع المنزل ما عدانا".

وكانت سمعة منازل ايلشر سابقًا تتسم بالرهافة، ولكن كوريس لم تجدد أي شيء فيها على مدى 40 عامًا من سكناها، إلا القليل من إعادة تبليطها فالأرضية الخشبية لم تكن مناسبة للحيوانات الأليفة، وأضافت: "نحن نعيش في المنزل منذ مدة طولية بما فيه الكافية، ويبدو أن موضة تصميم المنزل عادت من جديد، فالجميع عاد إلى وضع الفورمايكا من جديد".

ونشأت كوريس في نونيتون وجاءت إلى أميركا عام 1958 كممرضة متدربة، وهي تعمل وكيلة عقارية منذ 30 عامًا وتبلغ اليوم من العمر (80 عامًا) وما زالت تعمل حتى اليوم.

ويعيش بجوار كوريس طبيب متقاعد يدعى فيليب بيرلوف، وهو أيضًا بالكاد عدل بعض الأشياء منذ انتقاله إلى المنزل، ولكنه لم يكن يحلم بالحداثة عندما قرر شراءه، فالرجل ببساطة كان يبحث عن منزل كبير، وانتقل للعيش في المنزل بصحبة زوجته وطفليهما عام 1965، وقال: "أحببنا المنزل وتقبلناه بسرعة، فهو كبير جدًا، ومتماسك، ومنزل عائلي مثالي".

وتابع بيرلوف: "كانت سان فرانسسكو رائعة في الخمسينات، فهي تحتوي على كل شيء يبحث عنه الشباب مثل البوهيميين، والفنانين الكبار والشعراء ومبان جميلة"، وبالرغم من أنه يبلغ من العمر حاليًا 93 عامًا، لكنه يبدو أصغر بعشرين عامًا، وما زال المنزل يحمل جزءا من تلك الحقبة فالمساحة الواسعة مفتوحة السقف في الوسط عبارة عن غابة مصغرة تمتلئ بالأعمال اليدوية التي تصطف على الجدران إلى جانب لوحات جمعها مع زوجته على مر الأعوام.

وتسكن بيتي تول بالقرب من منزل بيرلوف، وينتشر في منزلها أثاث كلاسيكي من حقبة بناء المنزل نفسه، وتقول: "من المدهش أننا ما زلنا نتناول العشاء في المكان نفسه منذ ما يقارب 45 عامًا، اعتاد أولادي وأولاد الجيران على اللعب في الشارع معًا، وذهبوا إلى الجامعة معًا وكبروا معًا، ويحاولون اليوم أن يخرجونا من هذه المنازل كي يحتفظوا بها لأنفسهم".

ويعد تصميم منزل تول نادرًا فهو يخلق مساحة من خلال غرفة معيشة وثيرة، يقع بجانبها شرفة تفتقر للحميمة كما تصفها تول، فعلى عكس جيرانها وأصدقائها، أجرت تول بعض التغييرات على مر الأعوام، من حيث تصميم المطبخ، وأضافت ساونا ومكتبًا في المراب، وحديقة يابانية في مقدمة المنزل، وغيرت الأرضيات باستمرار، والمنسوجات التي بهتت بسبب الشمس، والتي تسببت أيضًا في تصدع الزجاج على مر الزمن.

وكانت المنازل في ستابرود كورت آخر ما بناه ايلشر، وكانت أكبر وأكثر كلفة من سابقتها، وقام بتطوير العديد من العقارات الشاهقة في سان فرانسسكو، إلا أنه أفلس عام 1957 وتوفي عام 1974، وفي عام 1965 كانت تكلفة واحد من هذه المنازل حوالي 64 ألف دولار، واليوم تبلغ قيمة المنزل ثلاثة ملايين دولار، فهو عقار ممتاز ومميز بلا شك، ولكن من المميز أن أيًا من مالكي المنازل ولد بثروة، فعلى الأقل تمكن هؤلاء الناس من تحقيق الحلم الأميركي.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منازل كاليفورنيا المكان المفضل للعيش مع روح الستينات في الطبيعة منازل كاليفورنيا المكان المفضل للعيش مع روح الستينات في الطبيعة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon