أميركا تواجه مضربي الطعام في غوانتانامو بطاقم طبي إضافي
آخر تحديث GMT20:10:35
 لبنان اليوم -

معتقل يمني يصف تجربته مع التغذية القسرية بالمروعة والمهينة

أميركا تواجه مضربي الطعام في "غوانتانامو" بطاقم طبي إضافي

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - أميركا تواجه مضربي الطعام في "غوانتانامو" بطاقم طبي إضافي

سجن غوانتانامو"

نيويورك ـ سناء المرّ أرسلت البحرية الأميركية طاقمًا طبيًا إضافيًا إلى معسكر الاعتقال في "غوانتانامو"، وذلك لسبب تزايد عدد المضربين عن الطعام في أوساط المعتقلين. يأتي ذلك في الوقت الذي تقوم فيه "الجمعية الطبية الأميركية" بإثارة علامات استفهام، بشأن ما إذا كانت القيادة العسكرية الأميركية، قد طلبت من الأطباء انتهاك أخلاقيات وآداب مهنة الطب، وذلك من خلال القيام بتغذية السجناء المضربين عن الطعام قسرًا وبالقوة.
وأوضح المتحدث باسم معسكر الاعتقال في "غوانتانامو" المقدم صامويل هاوس أن "هذا الفريق الطبي وصل مع نهاية الأسبوع الماضي، ويضم أربعين من الممرضين، والأخصائيين، ورجال متخصصين في الإسعافات الأولية، وقد تم تدريب كل هؤلاء على كيفية توفير الرعاية الصحية الأساسية"، وأضاف أن "عدد 100 من سجناء المعسكر، البالغ عددهم 166، قد انضموا إلى الإضراب عن الطعام، الذي بدأ في شباط/ فبراير الماضي، احتجاجًا على استمرار احتجازهم، في القاعدة البحرية الأميركية، في خليج غوانتانامو (شرق كوبا)"، مشيرًا إلى أن "عدد 21 من هؤلاء فقدوا الكثير من وزنهم، إلى الدرجة التي دفعت بسلطات المعسكر إلى تغذيتهم بمواد سائلة، عبر أنابيب يتم إدخالها إلى أمعائهم، عبر فتحة الأنف"، مُبينًا أن "خمسة يخضعون للملاحظة الطبية في المستشفى، ولا يوجد ما يتهدد حياتهم حاليًا".
وأرسل رئيس "الجميعة الطبية الأميركية" الدكتور جيرمي لازاروس، الخميس الماضي، رسالة إلى وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل، يؤكد فيها من جديد على موقف الجمعية الدائم، الذي يقول بأن "قيام العاملين في المجال الطبي عنوة، بتغذية أي شخص عاقل وراشد، يرفض تناول الطعام، ويرفض العلاج من أجل إنقاذ حياته، يعد انتهاكًا لأخلاقيات وآداب مهنة الطب".
أميركا تواجه مضربي الطعام في "غوانتانامو" بطاقم طبي إضافي
إلا أن خطاب رئيس الجمعية لم يطلب من هاغل التوقف عن تغذية المضربين عن الطعام في غوانتانامو بالقوة، ولكنه حث وزير الدفاع الأميركي على التعامل مع أي موقف، قد يُطلب فيه من أي من الأطباء، انتهاك المعايير الطبية الأخلاقية، التي تحكم مهنتهم.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم "البنتاغون" المقدم تود بريسيل أن "تشاك هاغل عاد لتوه من رحلة إلى الشرق الأوسط، ولم يتضح بعد ما إذا كان قد قرأ الرسالة أم لا".
وعندما سئل إذا كان الأطباء في المعسكر قد أعربوا عن قلقهم بشأن المعايير الأخلاقية لمهنة الطب، عندما طلب منهم تغذية السجناء المضربين عنوة، أوضح بريسيل "أستطيع أن أقول بأنه لا يوجد محاولات جماعية منظمة في هذا الشأن، ولكني لا أستطيع أن أتحدث باسم أطباء بعينهم، كما أستطيع أن أقول بأننا هنا لن نسمح لأي من المعتقلين بأن يلحق الضرر والأذى بنفسه، وأن ذلك يشمل محاولات الانتحار، والتي من بينها الموت جوعًا، سواءًا كان ذلك بوحي من المضرب عن الطعام نفسه، أو بضغط من غيره".
وكان الجيش الأميركي قد أكد أن "بعض السجناء يقومون بالضغط على الآخرين، كي ينضموا إلى الإضراب عن الطعام، وأن بعض هؤلاء يتم تغذيته عبر أنبوب، وأنه في بعض الأحيان يتناولون وجبات عادية، أو يشربون طوعًا بعض المكملات الغذائية، وذلك عندما يتم عزلهم عن الزنزانات الجماعية، ويكونون وحدهم مع الفريق الطبي".
ويقول هاوس أن "هذا يحدث طول الوقت، فهناك من يأكل وجبة واحدة، ثم يتم تغذيته بالأنبوب في وجبة أخرى، كما أنهم يشربون مواد مغذية، في وجبة أخرى، وأنهم يحصلون على حق الخيار بين التغذية بالأنبوب أو بغيره"، فيما تؤكد مصادر عسكرية أميركية أن "التغذية تتم برقة ولطف، وأنه يتم فيها استخدام أنابيب مرنة، وناعمة، ومشحمة، بحيث تنزلق بسهولة".
إلا أن المحامي ديفيد ريميز، الذي يدافع عن السجين اليمني ياسين إسماعيل، يطعن في ذلك ويوضح أن "هذه العملية مؤلمة للغاية"، ناسبًا إلى أحد السجناء قوله بأن "هذه العملية أشبه بشفرة حلاقة، تمر عبر فتحة الأنف إلى الحلق"، وأضاف أن "المعتقلين، الذين يرفضون التغذية القسرية بالأنبوب، قد تم نقلهم عنوة من الزنزانات، بواسطة الجنود، وسط أحداث شغب"، مشيرًا إلى "إنهم يلقون معاملة أشبه بمعاملة الحيوانات".
ويرجع الجميع سبب الإضراب عن الطعام إلى فشل إدارة أوباما في الوفاء بوعدها، بإغلاق معسكر الاعتقال في غوانتانامو، مع حلول عام 2010، وقد مر على أحد المعتقلين فترة 11 عامًا في المعسكر، وكتب هذا السجين رسالة، يصف فيها تجربته الفظيعة داخل السجن، وتعهد خلالها بعدم تناول الطعام، حتى يستعيد المعتقلين في المعسكر كرامتهم.
وحكى السجين سمير ناجي الحسن مقبل عن آلامه الشديدة أثناء تغذيته مرتين على يد الحرس، قبل أن يرغموه على إدخال أنبوب عبر أنفه إلى داخل معدته، وأوضح أنه "في إحدى المرات تم ربطة في السرير، لمدة 26 ساعة، حتى يتمكنوا من تغذيته، ولم يسمح له، طول تلك الفترة، دخول التواليت".
وفي مقال على صحفة الرأي، في صحيفة "نيويورك تايمز"، طالب الحسن بـ"إعادته إلى بلده اليمن، وألقى باللائمة على الرئيس أوباما شخصيًا، لعدم الإفراج عنه"، وهو يقيم في "غوانتانامو" منذ عام 2002، لتهمة تتلخص في أنه كان أحد حراس بن لادن، وهي تهمة ينفيها، ويعتبرها "هراء وكلام فارغ".
وقد ظهر مقاله هذا في "نيويورك تايمز" بعد أن تحدث إلى محاميه، وكان الحسن قد نقل في 15 آذار/ مارس الماضي إلى مستشفى السجن، في أعقاب دخول قوة، من ثمانية ضباط عسكريين، إلى زنزانته، وهم يحملون أدوات مكافحة الشغب.
وعن هذه الواقعة كتب يقول أنهم "قاموا بتقييد يديه وقدميه في السرير، وقاموا عنوة بإدخال حقنة طبية في يده، وأنه أمضى 26 ساعة على هذه الحال، وهو مقيد في السرير، ولم يسمح له بدخول الحمام لقضاء حاجته"، وأضاف أنهم "قاموا بإدخال قسطرة على نحو مؤلم، وعلى نحو مهين، كما أنهم لم يسمحوا له حتى بأداء فريضة الصلاة"، وأشار إلى أنه "لن ينسى أبدًا المرة الأولى، التي قاموا فيها بتغذيته عنوة، بواسطة الأنبوب، عبر فتحة الأنف، وأنه لا يستطيع أن يصف حجم الألام، التي تعرض لها لسبب ذلك، وأنه شعر آنذاك بالغثيان، والرغبة في القيء، ولكنه لم يستطع".
وختم حديثه في هذا السياق بقوله أنه "شعر بآلام فظيعة داخل صدره، وحلقه، ومعدته، وأنه لم يشعر بمثل هذا الألم من قبل"، متمنيًا أن لا يتعرض أحد لمثل هذا العقاب القاسي.
 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا تواجه مضربي الطعام في غوانتانامو بطاقم طبي إضافي أميركا تواجه مضربي الطعام في غوانتانامو بطاقم طبي إضافي



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك

GMT 07:22 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

مرسيدس تكشف النقاب عن نسختها الجديدة GLC

GMT 17:41 2020 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أنواع الشنط وأسمائها

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 19:26 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

عائشة بن أحمد مطلوبة أمام النيابة في "ملف سري"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon