الجماعات المتطرفة تدير تجارة لتهريب التبغ في شمال أفريقيا تقدر بمليون دولار
آخر تحديث GMT11:06:22
 لبنان اليوم -

تمارسها لأرباحها الهائلة وقلة مخاطرها ودعمها للأنشطة الإجرامية

الجماعات المتطرفة تدير تجارة لتهريب التبغ في شمال أفريقيا تقدر بمليون دولار

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الجماعات المتطرفة تدير تجارة لتهريب التبغ في شمال أفريقيا تقدر بمليون دولار

باعة السجائر في أكشاك في شوارع بنغازي

لندن ـ سليم كرم تدير جماعات المتطرفين في شمال أفريقيا تجارة لتهريب التبغ والسجائر تقدر قيمتها بمليار دولار، ومن بين هذه الجماعات جماعة مختار بلمختار وهي العقل المدبر للهجوم الذي وقع أخيرًا على منشأة الغاز الجزائرية والذي راح ضحيته 38 قتيلاً،  و تجني هذه التجارة أرباحًا هائلة كما أنها غير محفوفة بمخاطر كبيرة ، و من جانب آخر  كان بلمختار هو العقل المدبر أيضًا لعملية اختطاف 32 سائحًا أوروبيًا العام 2003ثم أفرج عنهم مقابل فدية مالية كانت بمثابة رأس المال الذي كان يحتاجه لإدارة نشاط تجاري في إقليم الصحراء الأفريقي عبر طريق الملح الذي يمتد بطول أكثر من ثلاثة آلاف ميل والذي كان يستخدمه الطوارق في تجارة الملح، وبينما كان الطوارق يحققون أرباحهم من تجارة الملح والذهب والحرير، كان بلمختار يستخدم الزواج كوسيلة لتوثيق علاقاته بكبار شيوخ القبائل وكون ثروته من خلال تهريب السجائر والتبغ حتى أنه بات يحمل لقب "مستر مارلبورو"، فيما يقول خبراء "إن أرباح تجارة تهريب السجائر تدعم أنشطة إجرامية بما فيها تهريب المخدرات والنفط وتجارة البشرة، ولكن يظل تهريب السجائر هو الأكثر ربحًا والأقل من حيث المخاطر، الأمر الذي يفسر سر استغلال الجماعات الإرهابية تجارة التهريب، وقد حقق الجيش الأيرلندي الملايين خلال الفترة من 1999 وحتى 2004 من تهريب السجائر إلى أيرلندا الشمالية، كما ساهم "حزب الله" في عمليات تهريب ناجحة للسجائر من ولاية نورث كارولينا المنخفضة الضرائب على التبع إلى ولاية متيشيغان التي ترتفع فيها ضرائب التبغ.
ولم تكن جماعة مختار بلمختار تشغل أكثر من معلومات هامشية في تقارير أجهزة الاستخبارات الغربية وهي تدرس نمو أنشطة الجماعات الإسلامية في إقليم الصحراء الأفريقي، وكان الرجل الذي قامت جماعته المعروفة باسم كتيبة "الموقعون بالدم" التي نفذت الهجوم الأخير في الجزائر والتي تحمل فكر تنظيم القاعدة ، يعد من الشخصيات التي لا تحمل أهمية سياسية كبيرة في المنطقة، إلا أن بلمختار الذي حارب في صفوف المجاهدين في أفغانستان وصفوف الجماعة الإسلامية المسلحة في الحرب الأهلية الجزائرية قبل أن يصبح قائدًا عسكريًا في جماعة المغرب الإسلامي التابعة لتنظيم "القاعدة" في مالي، له طموحاته الخاصة.
ويقول الباحث في جامعة أوسلو و المتخصص في مجال حروب العصابات الأفريقية مورتين بواس  "إن بلمختار لم يكن شخصية هامة في جماعة المغرب الإسلامي كما كان يختلف تمامًا عن بن لادن فهو شخصية براغماتية عملية ولا تهمه مسألة الجهاد وأن كل ما يهمه هو تجميع الثروة والمال".
وتقول صحيفة "الغارديان" "إن تجاهل الدور الذي تلعبه السجائر في تسهيل الأنشطة الإرهابية غير مبرر، ولكنه أصبح الآن محط اهتمام عاجل لأجهزة الاستخبارات الغربية وهي تدرس تنوع فصائل تنظيم القاعدة التي تعمل في إقليم الصحراء".
هذا ويرى العديد من الخبراء وعملاء الاستخبارات أن تهريب التبع قد ساهم في تمويل جماعة المغرب الإسلامي بأموال ضخمة، والواقع أن أنصار هذه الجماعة لديها العديد من الأنصار في المنطقة بمن فيهم جماعة أنصار الشريعة المتهمة بقتل السفير الأميركي في بنغازي والتي يعتقد أنها وراء المخاطر التي استدعت قيام الخارجية البريطانية بتحذير مواطنيها وحثهم على مغادرة بنغازي.
ويقدر مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات استهلاك الأفارقة للسجائر بما يقرب من 400 مليار سيجارة سنويًا ويتم الحصول 60 مليار منها عبر السوق السوداء، ويقدر الخبراء حجم تجارة التهريب في شمال أفريقيا بما يزيد عن مليار دولار.
وتقول الإحصاءات "إن خمسة دول هي الجزائر ومصر وليبيا والمغرب وتونس تدخن نسبة 44 في المائة من السجائر في أفريقيا وأن السوق السوداء هناك منتشرة ، كما أن ثلاثة أرباع السجائر التي تدخينها في ليبيا مهربة".
ويتصارع على تجارة تهريب السجائر في المنطقة كل من بلمختار وفصائل المغرب الإسلامي وكذلك قبائل الطوارق وشبكة الفساد الرسمية بحكومات وجيوش تلك البلدان. وبعض هذه السجائر المهربة هي سجائر مقلدة ومصنوعة في الصين وفيتنام ، لكن أغلبها أصلية وتأتي عبر وسطاء في الشرق الأوسط وترعاها شبكة في مدينة بيزنطة التركية.
وتدخل السجائر غرب أفريقيا عبر غانا وبنين وتوغو وهناك طريق آخر عبر غينيا ومنها إلى مالي برا أو عبر نهر النيجر في قوارب حيث لا توجد مخاطر التفتيش. وهناك طريق ثالث يمر عبر موريتانيا إلى السنغال والمغرب والجزائر.
ويقوم مستر مارلبورو، و "جماعة المغرب الإسلامي بفرض رسوم وإتاوة مقابل توفير ممر آمن للتهريب عبر طريق الملح أو مقابل تسهيل النقل بسيارات الدفع الرباعي والدراجات النارية".
وأغلب هذه السجائر ليست من النوع الغربي الفاخر مثل مارلبورو، فهي نوع أقل جودة يحرض عمالقة التبع في ترويجها في البلدان النامية وتوسيع نطاق أسواقهم.
وتثير تجارة التهريب هذه تساؤلات حول الدور الذي تلعبه شركات التبع الكبرى في العالم وتوزيعها عبر طرق تخضع لأخطر جماعات الإرهاب في العالم.
وخلال فترة الثمانيات كانت شركة التبغ الأميركية البريطانية في أفريقيا تستخدم شركات كموزع لها وهي شركات تحوم حولها شبهة التهريب. وخلال عام 2002 اتهم الاتحاد الأوروبي صاحب شركة تبغ ضخمة يدعى آر جيه رينولدز ببيع منتجاته من التبغ في العراق على الرغم من الحظر. وكان يستخدم في ذلك حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أميركا جماعة إرهابية. وتقول وثائق وتقارير أن السجائر كان يتم نقلها من الولايات المتحدة إلى إسبانيا ومنها إلى قبرص وتركيا قبل أن تصل إلى العراق.
كما أكدت أخيرًا "شركة التبغ اليابانية" أنها تعرضت لتحقيقات من قبل الاتحاد الأوروبي وسط مزاعم بانتهاكها العقوبات المفروضة على شحن السجائر إلى مؤسسة تابعة للنظام السوري ، على الرغم من إنكارها تورطها في ذلك.
وتنسب صحيفة "الأوبزرفر" إلى مصادر استخباراتية قولها "إن الأرباح الحقيقة  من تهريب السجائر عبر شمال أفريقيا تأتي عن طريق نقل الأنواع الفاخرة إلى أوروبا عبر اليونان وإسبانيا وإيطاليا وعلى الرغم من أنها لازالت تجارة صغيرة الحجم إلا أنها تمثل سوقا نامية للمهربين".
وبينما لا يوجد أي أدلة على تعامل شركات التبغ الكبرى مع الجماعات الإرهابية ، إلا انها لا تستطيع أن تراقب مسار منتجاتها. وان المشكلة تكمن في الوسطاء الذين يمتلكون شبكة معقدة من المكاتب والشركات والمخازن والحسابات البنكية في كل من قبرص وبروكسل ودبي وماليزيا ومصر وإسرائيل والأورغواي وبنما وسينغافور، وهي شبكة يتعذر معها تعقب مسار حركة توزيع السجائر المهربة عبر العالم.
ويدعو الخبراء إلى قيام الدول بالتصديق على معاهدة دولية بشأن تهريب التبغ ترغم شركات التبغ على الخضوع للرقابة والشفافية في مسار حركة التوزيع وتجريم أي انحرافات الأمر الذي سوف يضطرهم إلى التعامل مع عملاء مشهود لهم بالسمعة الطيبة وليس مع مهربين.
ويشير تقرير الأوبزرفر إلى ان طالبان تحقق أرباحا هائلة من مهربي السجائر مقابل السماح لترويج سجائر المارلبورو المقلدة في الأسواق المحلية في أفغانستان. وتأتي أرباح تهريب السجائر في المركز الثاني بعد تجارة الهروين ، وذلك وفقا لتقارير الاستخبارات الباكستانية.
وتقول تقارير أميركية أن قوات الجيش الثوري في كولومبيا وهي أكبر مورد للكوكايين تستغل خبراتها في تهريب السجائر الأميركية.
وتشير الصحيفة كذلك إلى أن تقارير للأمم المتحدة تزعم بأن الجماعة المتمردة التي تدعم قبيلة التوتسي المتهمة بارتكاب جرائم وحشية ، يتم تمويلها على يد أحد عمالة تجارة التبغ المدان في جرائم تهرب ضريبي في جنوب أفريقيا.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجماعات المتطرفة تدير تجارة لتهريب التبغ في شمال أفريقيا تقدر بمليون دولار الجماعات المتطرفة تدير تجارة لتهريب التبغ في شمال أفريقيا تقدر بمليون دولار



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon