الرئيس السوداني عمر البشير (يمين) ونظيره الجنوبي سلفاكير
الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حكومتي السودان وجنوب السودان ومجتمعي دينكا نقوك (قبيلة جنوبية) والمسيرية (قبيلة سودانية) إلى أن يحافظوا على الهدوء ويبتعدوا عن الأحداث المؤسفة"، ودانت حكومة جنوب السودان مقتل السلطان كوال دينق مجوك زعيم قبيلة دينكا نقوك الجنوبية في منطقة أبيي المتنازع على
تبعيتها بين السودان وجنوب السودان، وطالبت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بإجراء تحقيق عاجل في ملابسات الحادث وتقديم الجناة إلى العدالة، وقال وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب السودان الدكتور برنابا مريال بنجامين إن الرئيسين عمر البشير وسلفاكير تحدثا هاتفياً وتدارسا الأمر ، وأشار في تصريحات إلى "العرب اليوم" إلى أن الحادث من شأنه التأثير على عملية السلام والتعايش في المنطقة، وبخاصة أن الزعامات القبلية هي التي تُشجع على التعايش والسلام الاجتماعي، ومقتل مجوك سيؤثر بلا شك على ذلك، لكنه استبعد أن يؤثر الحادث على علاقات البلدين التي شهدت تطورات إيجابية في الفترة الأخيرة، وأضاف بنجامين قائلاً "على الحكومة السودانية أن تحدد من المسؤول عن القيام بعمل خطير كهذا، كما عبّر الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي في جنوب السودان العقيد فيليب أقوير عن أسفه لمقتل زعيم قبيلة دينكا نقوك، وقال أقوير في تصريحات إلى "العرب اليوم" عبر الهاتف من مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان، إن الحادث عمل مؤسف للغاية ويُعبّر عن شيئين لا ثالث لهما، الأول هو أن هناك تياراً مضاداً للسلام والتعايش السلمي وللحلول السلمية، وقال إن هذا التيار بكل أسف موجود الآن في منظومة الحكم في الخرطوم، فأنا أؤمن تماما وبشكل كامل أن كل المسلحين في السودان والذين يحملون السلاح يحملونه بموافقة الحزب الحاكم وأن هؤلاء يتم تسليحهم بعلم النظام وأجهزته وأن أي عمل يقوم به هؤلاء تتم الموافقة عليه من هناك، وعلى هذا الأساس والحديث للعقيد فيليب أقوير "أُحمِّل الخرطوم مسؤولية مقتل السلطان كوال دينق مجوك، والشيء الثاني كما يقول الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي لجنوب السودان أن الحادث يُعبِّر تماماً عن فشل القوات الأممية الموجودة في أبيي (يونسفا) وقصورها في أداء واجبها المتمثل في الدفاع عن الموجودين في المنطقة سواء كان هؤلاء مواطنين سودانيين أو جنوبيين، وفي الخرطوم لم تُصدِر الحكومة السودانية بياناً عن الحادث، إلا أن وكالة الأنباء الرسمية نقلت عن مصدر فى منطقة أبيي قوله إن ناظر قبيلة دينكا نقوك كوال دينق مجوك الذي قُتل في اشتباك مسلح مساء السبت كان قادماً من منطقة النت في أبيي في قافلة تضم 13 عربة محملة بالجنود المدججين بالسلاح.
وقال المصدر إن ناظر دينكا نقوك كان يعتزم زيارة الحدود الشمالية عند الخط 10 ونَبَّهتْهُ القوة المؤقتة للأمم المتحدة في أبيى بأن هذه المنطقة متنازع عليها، وتحت إصراره على زيارة المنطقة رافقته مجموعة من القوات الأممية لحمايته.
وأوضح المصدر أنه عند وصول القافلة إلى منطقة قولى قابلتهم مجموعة مسلحة ودخلوا في نقاش مع الناظر كوال لمعرفة سبب مروره في هذه المنطقة وأبلغوه بأنه سبق وأن دخل المنطقة مرتين، وأنهم لن يسمحوا له بالدخول هذه المرة. وأشار المصدر إلى أن الناظر قام أثناء النقاش بضرب أحد أفراد المجموعة وحدث الاشتباك عندما كان أحد أفراد المجموعة من الشباب يحضر بندقيته استعداداً لأي اشتباك فأطلق عليه أحد الجنود الإثيوبيين من قوة الأمم المتحدة النار فأرداه قتيلاً، وأبان المصدر أنه أثناء الاشتباك أصابت قذيفة (آر بي جي) عربة الناظر كوال دينق وقتل مع مستشاره، كما أسفر الحادث عن سقوط عدد من الضحايا من المجموعة المسلحة والجنود الإثيوبيين، لاحقا وصل 7 مصابين من قبيلة المسيرية السودانية إلى مستشفى المجلد لتلقي العلاج إصاباتهم متفاوتة، وقال مصدر إلى "العرب اليوم" فضل عدم الكشف عن اسمه إن قوات الأمم المتحدة فرضت حظر التجوال في المنطقة تجنبا لأية توترات قادمة.
أرسل تعليقك