دول الغرب في حيرة وخوف وتشاؤم بشأن مدى خطورة تنظيم القاعدة
آخر تحديث GMT14:56:48
 لبنان اليوم -

بعد الهجوم الإرهابي الأخير على منشأة الغاز في الجزائر

دول الغرب في حيرة وخوف وتشاؤم بشأن مدى خطورة تنظيم "القاعدة"

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - دول الغرب في حيرة وخوف وتشاؤم بشأن مدى خطورة تنظيم "القاعدة"

الرهائن وهم يستسلمون للجماعة المسلحة التي هاجمت منشأة الغاز الجزائرية

لندن ـ سليم كرم يرى المحللون السياسيون أن "الغرب أصبحوا في حيرة من تنظيم القاعدة، بعدما أعتقدوا أنهم قضوا عليه بعد مقتل الزعيم أسامة بن لادن على أيدي القوات الأميركية في أفغانستان، لكن الخطر مالبث أن ظهر على السطح من جديد في أعقاب أزمة الرهائن الجزائرية، مما جعل رئيس الوزراء البريطاني يطلق تحذيرًا متشائمًا قال فيه إن "خطر الإرهاب قد يستمر عشرات السنين"، وهو ما يطرح سؤالًا يراود الغرب الآن وهو هل بات تنظيم القاعدة أكثر أم أقل  خطورة عما كان عليه من قبل ؟".
ولقد قام الغرب من جديد، قبل أسبوع بشن حملة جديدة بهدف احتواء خطر إرهابي. وتعقيبًا على حادث الهجوم الإرهابي على منشأة الغاز الجزائرية التي وقعت قبل عشرة أيام قال كاميرون إن "الغرب يواجه خطرًا إرهابيًا على يد جماعة من المتطرفين توجد في أنحاء مختلفة من العالم، وترغب في إلحاق أكبر ضرر ممكن بالمصالح الغربية ونمط الحياة التي يعيشها الغرب".
ولم يعرف بعد ما إذا كان كاميرون في تصريحاته يشير إلى تنظيم القاعدة الذي أسسه أسامة بن لادن قبل 25 عامًا؟، أم الجماعات المشابهة لنموذج القاعدة المنتشرة في وسط الصحراء الكبرى؟، أم أفرع أخرى في أنحاء متفرقة من العالم؟، أم فكر وأيديولوجية تنظيم القاعدة؟.
وأيًا كانت الإجابة، فإن الرسالة التي بعث بها كاميرون تقول إنه "من الخطأ الاعتقاد بأن خطر تنظيم القاعدة قد زال، فهو لايزال موجودًا ويتهدد المجتمعات الغربية". وتشير صحيفة "الغارديان البريطانية" إلى أن "مثل هذا الخطاب الإعلامي يتردد على الأسماع منذ هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر العام 2001 وقبل أشهر من غزو العراق العام 2003". إلا أنه وبمرور السنين بات نادرًا أن تحقق مثل هذه التصريحات المحذرة والمنذرة، صدى وارتياحًا، إذ بدأ الرأي العام الغربي يتشكك في مثل هذه التصريحات وفي مصداقيتها. لقد أصبح الرأي العام مدركًا بالقدر الكافي ظاهرة الإسلام المسلح المعقدة، لدرجة أن صناع القرار في الغرب بدأوا يدركون أن أي مبالغة في هذا الشأن،  ولاسيما الطبيعة العالمية للتهديدات، ستأتي بنتائج عكسية، ولهذا فإن تصريحات كاميرون الأخيرة تبدو في أماكن أخرى غير متوقعة.
واليوم وفي أعقاب الثورات العربية يعود من جديد طرح سؤالين لايزالا غاية في الأهمية وهما، من هو تنظيم القاعدة؟ وما مدى خطورته في اللحظة الراهنة ، أهي أكثر أم أقل عما كانت من قبل؟ .
إن ظاهرة الإسلام المسلح كانت موجودة قبل تأسيس القاعدة على يد أسامة بن لادن العام 1988. فكثيرًا ما كانت هناك دعوات لصحوة إسلامية منذ ظهور الإسلام، وقد زادت هذه الدعوات كثافة في أعقاب توسع الاستعمار الأوروبي خلال القرن التاسع عشر في العالم الإسلامي،  وبعد التحرر من الاستعمار عانى سكان هذه البلدان من اضطهاد أنظمتهم، وعلى أثر ذلك تشكلت عشرات الجماعات والحركات المتطرفة خلال فترتي الثمانينات والتسعينات والتي بدأت تشن هجماتها ضد حكوماتها باسم الدين.
وقد تشكل تنظيم القاعدة في باكستان مع نهاية الحرب الأفغانية ضد السوفييت، لحشد تلك الحركات تحت لواء تنظيم واحد والتنسيق فيما بينها. وقد وضع هذا التنظيم الولايات المتحدة كعدو نصب عينيه وضرب الأهداف الأميركية، على اعتبار أن ذلك سيؤدي إلى دمار ما يسمى بالأنظمة المنافقة والكافرة التي تحكم العالم الإسلامي.  وقد ساعد على انتشار فكر القاعدة ردود الأفعال التي أعقبت هجمات الحادي عشر وغيرها من العمليات العسكرية الغربية. وقد وصل التنظيم إلى ذروة نشاطه وفعاليته خلال الفترة ما بين عامي 2004 و 2005 ، ثم أخذت بعد ذلك موجة التطرف نحو الانخفاض، إذ بدأت القيادة المركزية للتنظيم تعاني الضربة تلو الأخرى. وبعد مقتل بن لادن لم يكن هناك من قيادات التنظيم من يتمتع بالكاريزما التي كان يتمتع بها بن لادن. وتقول مصادر أمنية بريطانية إن "مركز قيادة تنظيم القاعدة بات أجوف بسبب غارات طائرات الدرون من دون طيار وبسبب انخفاض حجم معسكرات التدريب التي كانت تقدر بالعشرات قبل هجمات الحادي عشر.
وفى العام 2008 كشفت تقارير عن أن "المجندين الجدد للتنظيم كانوا يأتون مباشرة من أوروبا. إلا أن حجم التطوع كان أقل عما كان عليه الحال من قبل. كما باءت كل محاولات التنظيم في كسب شعبية في كل من العراق وباكستان والسعودية وغيرها من المناطق.
وكان أكثر الحوادث الإرهابية المثيرة للانتباه خلال السنوات الأخيرة، هي تلك التي وقعت في بومباي وفي الجزائر أخيرًا. وقد تمت على يد جماعات لها علاقة هشة مع تنظيم القاعدة.
وتؤكد صحيفة الغارديان أنه "وعلى الرغم من أن التهديد لايزال موجودًا، لكن إمكان القيام بشن هجمات كبرى بات أمرًا غير مرجح، بدليل مرور أوليمبياد لندن من دون وجود تهديد واحد. وهذا ما تؤكده الاستخبارات البريطانية والأميركية، وأنه من غير المحتمل أن تتعرض مدينة كبرى أوروبية أو أميركية لهجوم كبير، والسبب في ذلك يرجع جزئيًا إلى تحسن وتطور الاحتياطات الأمنية وكفاءة أجهزة الاستخبارات والتنسيق الفعال فيما بينها".
هذا على مستوى الجماعات والتنظيمات، إلا أن هناك مخاوف من أن يقوم متطرف راديكالي بوحي من نفسه، ولا ينتمي إلى جماعة بعينها، بعمل إرهابي، مثلما حدث من محمد ميراح الفرنسي الجزائري الأصل الذي قتل ثلاثة من الجنود وثلاث من أطفال المدارس اليهود ومدرسة خلال آذار /مارس الماضي.
وقال متحدث باسم مختار بلمختار الذي كان وراء الهجوم على منشأة الغاز الجزائرية "إن على فرنسا أن تتوقع قيام العشرات بما قام به محمد ميراح وخالد كلكال".
وهناك خطر أخر يكمن في عودة الجيل الحالي من المتطوعين من ساحات المعارك والانقضاض من جديد على أوروبا وأميركا لاسيما وأن بعض التقارير تؤكد أن "حاملي جوازات سفر كندية وفرنسية كانوا من بين هؤلاء الذي شنوا هجومهم على منشأة الغاز الجزائرية".
ومع ذلك، هناك من يقلل من شأن هذه المخاوف بسبب ندرة معسكرات التدريب المتاحة حاليًا في المنطقة، كما أن موجة العنف الحالية من تلك الجماعات سواء في المغرب أو الشرق الأوسط لم ترتق لما كان يحدث من قبل.
ولكن ذلك لا يعني أن ظاهرة الإسلام المسلح في طريقها إلى الزوال، لاسيما في أعقاب الثورات العربية، وتدفق الأسلحة الليبية على تلك الجماعات بعد سقوط نظام القذافي. أضف إلى ذلك ما يحدث حاليًا في مالي وما حدث في منشأة الغاز الجزائرية. الأمر الذي يجعل الصورة قاتمة ومخيفة.
كما شهدت الأيام الماضية إلقاء القبض على عدد من الفلبينيين وعمليات مكافحة للإرهاب في أندونيسيا وضرب قواعد للقاعدة في أفغانستان وباكستان واليمن ومحاكمات في بريطانيا وألمانيا، إضافة إلى مواصلة القتال في مالي.
أما عن السؤال حول مدى قوة القاعدة الآن، فإن الإجابة تكمن في المقارنة ببساطة بما كان يحدث قبل عامي 2004 و2005 وما يحدث الآن. والسؤال الآن هو هل كان الغرب أكثر خوفًا في الماضي عما هم الآن؟ والواقع أن قليلًا هم الذي لايزالوا متخوفين اليوم بنفس قدر تخوفهم في السابق، وبالتالي فهناك احتمالان، وهما إما أن الغرب وخبراءه على خطأ وجهلة، وينقصهم الوعي، وأنهم في حاجة لأن يكونوا أكثر قلقًا أو أنهم على صواب كما يرددون الآن، وأن جماعات العنف أبعد من أن تشكل تهديدًا كما كانوا في الماضي.
 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دول الغرب في حيرة وخوف وتشاؤم بشأن مدى خطورة تنظيم القاعدة دول الغرب في حيرة وخوف وتشاؤم بشأن مدى خطورة تنظيم القاعدة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon