ساركوزي يُخطط لخوض معركة الرئاسة الفرنسية من جديد
آخر تحديث GMT18:19:39
 لبنان اليوم -

بعد تدهور الحالة الاقتصادية للبلاد وتدني شعبية هولاند

ساركوزي يُخطط لخوض معركة الرئاسة الفرنسية من جديد

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - ساركوزي يُخطط لخوض معركة الرئاسة الفرنسية من جديد

الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي

باريس ـ مارينا منصف يرى المحللون السياسيون أن "الناخب الفرنسي بدأ يفقد ثقته في الرئيس الفرنسي الحالي فرانسوا هولاند، لا سيما نتيجة ارتفاع معدل البطالة، وتدهور الحالة الاقتصادية في البلاد، في الوقت الذي يتحدث فيه عن الواجب الذي يحتم عليه العودة من جديد لعالم السياسة، لاسيما بعد ظهور استطلاع الرأي الأخير الذي أجرته مجلة "باري ماتش" والذي أكد "أنه لو أن انتخابات الرئاسة الفرنسية كانت قد أجريت اليوم، وليس العام الماضي، فإن ساركوزي كان سيحصل على نسبة 53 % من اصوات الناخبين مقارنة بنسبة 44 % من الأصوات لفرانسوا هولاند.
وتبعث هذه الأرقام على الدهشة والذهول، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه على الساحة الفرنسية الآن هو، هل من الممكن فعلا عودة ساركوزي؟ وهل يمكن لرجل وصلت شعبيته إلى أدنى مستوى لها خلال فترة رئاسته؟ هل يمكن لرجل قال للشعب الفرنسي في أعقاب هزيمته أمام هولاند "لن تروني مرة أخرى" أن يعود مجددا؟.
لقد قال ساركوزي في مقابلة صحافية أجريت معه أخيرًا إنه "يفكر مليًا في العودة للواجهة السياسية "بدافع من الواجب وليس بدافع من الرغبة"، وعلى الرغم من إصراره على أنه قد مل وضجر من عالم السياسة، لكنه يفضل على حد زعمه الركون إلى حياة يصطحب فيها ابنته إلى المدرسة يوميًا، ويستمتع بحياته مع زوجته كارلا بروني وهو يستمع لها وهي تغني وتداعب أوتار الغيتار. والواقع أنه من الصعب على ساركوزي أن يحصل اليوم على صوت من أصوات الناخبين الذين يعتقدون بأنه لا يحاول العودة من جديد. وكان ألبوم كارلا بروني الغنائي الأخير الذي يبدو أنه يهجو هولاند، قد زاد من شائعات عودة ساركوزي للواجهة السياسية في فرنسا.
وقالت رشيدة داتي التي عملت وزيرة للعدل في عهد ساركوزي بعد وقوفها إلى جانبه في انتخابات العام 2007 ، في حديث لها مع صحيفة "الأوبزرفر إن "السياسية تجري في دم ساركوزي، وأنه سيظل دائمًا راغبًا في ممارستها".
إن هزيمة ساركوزي في وقت كانت تحيطه فيه الفضائح، وفي وقت كانت يعشق فيه المال، ويشتري الساعات الثمينة والتمتع بوسائل الترف في إجازاته في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية، يعني ببساطة انسدال الستار على مستقبله السياسي للأبد. ونادرًا ما تشهد فرنسا تعلق السياسيين بطموحاتهم السياسية،  كما أن إبداء الرغبة في العودة من جديد من أجل إنقاذ الأمة، ما هو إلا عبارة مستهلكة.
 ويقول الأستاذ في معهد الدراسات السياسية في الجامعة الأميركية في باريس ماثيو فرازير، إنهم "في فرنسا يعتقدون أن رجال السياسة لا يتقاعدون، ويكتفوا بكتابة سيرتهم الذاتية، كما يحدث في بريطانيا وأميركا، وإنما يظلوا يمارسون لعبة العودة من جديد للحياة السياسية".
 ويشير فرازير إلى أن "الجنرال شارل ديغول أمضى أكثر من عشر سنوات في عالم السياسة خلال فترة الخمسينات قبل العودة لتكوين الجمهورية الخامسة في فرنسا، كما أن فرانسوا ميتران الاشتراكي بدأ يخوض انتخابات الرئاسة في العام 1965 ولكنه لم يفز بها إلا في العام 1981 ولم يغادرها إلا في العام 1995 ، وكذلك جاك شيراك الذي بدأ محاولته العام 1981 ولم يفز بها إلا في العام 1995 ثم تقاعد العام 2007 ، وأضاف أن "السياسة كانت بمثابة معركة بين ميتران وشيراك على مدار 30 عامًا تقريبًا".
ويرى المحلل الفرنسي أن "فرص ساركوزي في العودة على الصورة التي يرسمها لنفسه والتي فشل خليفته في تحقيقها".
ويناضل هولاند اليوم من أجل التمكن من إحكام قبضته على الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي ورثها عن سلفه، ويعاني من ارتفاع معدلات البطالة وتوقف النمو الاقتصادي والرفض الألماني لحجم الدين العام المرتفع في فرنسا.
ويسود في فرنسا الآن أن "هولاند لم يرتق بعد للحدث، وأنه عديم الخبرة والقدرة على قيادة فرنسا في تلك المرحلة، الأمر الذي دفع بساركوزي لتشمير أكمامه والانجذاب نحو السلطة من جديد".
ويشير الخبراء إلى أن "الموقف الراهن في فرنسا معقد للغاية، وغير مستقر على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، كما أن هولاند ليس الرئيس الفرنسي الأول الذي يواجه مثل هذا المعدل من البطالة، ولكن التعقيد يبدو في ركود النمو ومشكلات العجز المالي الإصلاحات المطلوبة الأمر الذي يجعل من مهمة الرئاسة أمرًا ضخمًا وغاية في الصعوبة".
ومن هنا يأتي ساركوزي، إذ أن الموقف يمكنه من القول إنه "لو كان يدير شؤون البلاد في الوقت الراهن لكان الوضع مختلف. وقد لا يكون الشعب الفرنسي بالضرورة مؤيدًا لساركوزي، ولكنه يشعر بالقلق البالغ مع هولاند".
ويرى حزب يمين الوسط أن "ساركوزي هو أفضل مرشح لمواجهة هولاند العام 2017. وكانت حاشية ساركوزي والمحيطين به قد حذروه بعد الهزيمة من الإدلاء بأي تصريحات تحول من دون عودته من جديد للحكم". وذكرت تقارير صحافية أن "أصدقاء ساركوزي يعدون العدة لعودته، وأن قاعدته الانتخابية في الحزب مازالت قوية  لاسيما وأن الحزب حاليًا يفتقد إلى شخصية سياسية في حجم ساركوزي".
ومع ذلك فإن هناك من يقول بأنه "لا يوجد أحد في فرنسا ينخدع بقول ساركوزي أنه يفكر في العودة بدافع الواجب، وليس بدافع الرغبة". ولكن لا أحد يستطيع أن يؤكد "عزمه العودة من جديد وإن كان هناك من يعتقد أنه يرغب بالفعل في العودة على أساس أنه حيوان سياسي كما أنهم في فرنسا دائمًا ما يرددون بأن "النمر لا يمكن أن يصبح نباتيًا".
 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ساركوزي يُخطط لخوض معركة الرئاسة الفرنسية من جديد ساركوزي يُخطط لخوض معركة الرئاسة الفرنسية من جديد



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:23 2022 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

توبة يتصدر ترند تويتر بعد عرض الحلقة 26

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 12:55 2021 الإثنين ,02 آب / أغسطس

وضعية للهاتف قد تدل على خيانة شريك الحياة

GMT 16:06 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

دكتوراه لراني شكرون بدرجة جيد جدا من جامعة الجنان
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon