عصيان مدني وتوتر أمني في جنوب اليمن
صنعاء - علي ربيع
أكد ناشطون من أنصار المعارضة اليمنية الجنوبية، السبت، مقتل شخص وإصابة ثمانية آخرين، في عدن (كبرى مدن جنوب اليمن) خلال مواجهات مع قوات الأمن، التي تدخلت لإنهاء عصيان مدني شمل أحياء المدينة، في حين أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، خلال ترؤسه، السبت، جلسة مؤتمر الحوار الوطني المنعقد
في بلاده منذ نحو أسبوعين، وجود أطراف لم يسمها تسعى لإفشال الحوار، ومحذرًا المؤتمرين من "مزبلة التاريخ".
وشهدت مدينة عدن (جنوب اليمن)، السبت، عصيانًا مدنيًا دعا إليه أنصار "الحراك الجنوبي" الرافضون لمؤتمر الحوار، والمتمسكين بمطلب انفصال جنوب اليمن عن شماله، وقالت مصادر محلية في عدن لـ"العرب اليوم" إن عشرات من المحتجين أغلقوا الطرقات الرئيسية بالإطارات المشتعلة والحجارة، في أحياء كريتر والمنصورة، ما أدى إلى تدخل قوات الشرطة التي أطلقت الرصاص الحي في الهواء، وقنابل الغاز المسيل للدموع".
وأكد ناشطو المعارضة الموالية لنائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض، المقيم في الخارج، مع قيادات جنوبية أخرى ترفض الحوار" أن شخصًا سقط خلال مواجهات، السبت، برصاص الشرطة وأصيب ثمانية آخرون"، في حين قالت مصادر محلية "إن الحياة في المدينة عادت إلى طبيعتها بالتدريج في فترة ما بعد الظهيرة".
وتواصلت، السبت، فعاليات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل المنعقد في صنعاء، وترأس الجلسة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، قبيل يوم من زيارته المرتقبة إلى روسيا الاتحادية، متهمًا في خطاب له أطرافًا لم يسمها بمحاولة إفشال الحوار الوطني في بلاده.
وكشف هادي أنه أصدر تعليمات جديدة للشرطة في عدن عن كيفية التعامل مع المحتجين، وقال "في ما يخص الأحداث التي جرت في عدن فقد وجهنا باتباع أساليب أخرى، وليس كما كان معمولاً به سابقًا، حيث يكون لدى كل مدير مديرية عدد من شرطة مكافحة الشغب، الذين يحملون العصي بدلاً من البندقية".
ودعا الرئيس اليمني الأطراف السياسية المشاركة في الحوار، لكي تحث أنصارها في عموم البلاد "للتعاون مع أجهزة الأمن لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار"، مشددًا على ضرورة خروج مؤتمر الحوار بنتائج إيجابية، وأضاف "إما أن نستطيع الخروج بنتائج مثمرة توصلنا إلى بر الأمان، ونرسم المستقبل الأفضل لشعبنا، ما لم سيسخط علينا الشعب، ويضعنا في مزبلة التاريخ".
وأكد هادي أن القضية اليمنية أصبحت محل اهتمام العالم أجمع، وأن العالم يقف إلى جانب اليمن، من أجل إنجاح العملية الانتقالية السلمية، وقال "العالم أجمع يدعم اليمن، وحريص على مساعدته، حتى وإن كان لكل طرف حساباته، إلا أنهم جميعًا يدركون مخاطر انزلاق اليمن إلى حرب أهلية، ومدى تأثير ذلك على أمن واستقرار المنطقة والعالم، نظرًا إلى الموقع الإستراتيجي لليمن، والذي يتحكم في الممرات الملاحية الدولية عبر خليج عدن والبحر العربي ومضيق باب المندب".
وأعلنت خلال جلسة مؤتمر الحوار، السبت، تشكيل تسع فرق من المشاركين البالغ عددهم 565 عضوًا، لبدء النقاشات بشأن الملفات المطروحة على طاولة الحوار، كلاً على حدة، وسط اعتراضات على عملية تشكيل الفرق، حيث هدد القيادي في المعارضة الجنوبية محمد علي أحمد بالانسحاب من الحوار، في حال عدم توزيع الشماليين والجنوبيين بالتساوي على فرق الحوار التسع.
وكشف الرئيس هادي لأعضاء الحوار في بلاده، أن فرق المتحاورين ستحظى بدعم خبراء أوروبيين، وخاطب بالقول "نتمنى من الجميع أن يتجنبوا التباري بالكلمات، وكيل التهم ضد الآخر".
وأضاف "سيكون لدى بعض فرق العمل مستشارين من الخبراء الدوليين وخبراء من الاتحاد الأوروبي ليقدموا الاستشارات الفنية في كل ما تطلبه فرق العمل، وبما من شأنه الاستفادة من تجاربهم وخبراتهم الكبيرة".
ويُعد ملف"القضية الجنوبية" أبرز الملفات المطروحة أمام المتحاورين اليمنيين، بالإضافة إلى ملف "قضية صعدة" و"بناء الدولة" و"العدالة الانتقالية"، والحقوق والحريات، حيث من المقرر أن تناقش على مدار ستة أشهر، وصولاً إلى توافق الأطراف السياسية بشأن شكل الدولة والدستور الجديد، الذي من المفترض أن تقام بموجبه انتخابات عامة، في شباط/ فبراير من العام 2014.
أرسل تعليقك