ترحيب بقافلة عسكرية فرنسية في مالي وهي تغادر مطار سينو في باماكو الاثنين الماضي
باريس ـ مارينا منصف
أشار وزير الدفاع الفرنسي جين إيفيز لودريان، الاربعاء، إلى أن بلاده قد تبدأ بانسحاب قواتها التدريجي من مالي في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، وتسليم المهام الأمنية في البلاد إلى القوة الأفريقية الناشئة هناك، وقال الوزير الفرنسي "إن عملية استبدال التواجد الفرنسي العسكري بتواجد عسكري أفريقي قد تحدث في غضون
وقت سريع نسبيًا، وأن فرنسا يمكن أن تبدأ في خفض قواتها خلال أسابيع قليلة مقبلة"، ومن ناحية أخرى ذكرت تقارير صحافية أن قوات من فرنسا وتشاد قد نجحت في تأمين مدينة كيدال الرئيسية في (شمال مالي)، فيما استمرت الطائرات والقوات الفرنسية في استهداف مخابئ المقاتلين الإسلاميين في المناطق الصحراوية النادرة السكان، وهناك مخاوف من أن يكون المتطرفون الذين هربوا من مدن مالي خلال الحملة الفرنسية التي استغرقت 3 أسابيع، بصدد الإعداد لشن هجمات من قواعد بعيدة.
هذا و قال لودريان في تصريحات أدلى بها إلى إذاعة أوروبا 1 "إن عدد القوات الفرنسية في مالي هو 4 آلاف جندي ، وهو نفس عدد قواتها التي شاركت في الحرب في أفغانستان على مدى11 عامًا، وأكد على أن هذا العدد هو الحد الأقصى وأنه لن يزيد".
وأشار لودريان إلى وقوع اشتباكات، الثلاثاء، في المنطقة المحيطة بمدنية غاو ، وقال "إن قواتنا عندما بدأت دورياتها ومهماتها، بدعم من قوات مالي، حول المدن التي تم استعادتها، اكتشفت وجود جماعات "جهادية" لازالت تقاتل".
و أضاف "إنه منذ بدء التدخل الفرنسي في 11 كانون ثاني يناير الماضي تعرضت الجماعات المتطرفة الإسلامية"لخسائر جسيمة" في ظل "حرب حقيقية".
وكان لودريان قد أعلن في مطلع هذا الأسبوع عن مقتل "مئات" المتطرفين المتمردين.
وأفاد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في تصريحات أدلى بها إلى صحيفة "مترو" "أعتقد أن انسحاب القوات الفرنسية سوف يتم بحلول آذار/مارس المقبل في حال إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها". كما أكد على أن استمرار المخاطر الإرهابية وأن المعركة لم تنتهي بعد إلا أن القوات الأفريقية وقوات مالي بحاجة الآن لتحمل المسؤوليات الأمنية في المنطقة.
وكانت فرنسا قد قادت حملة عسكرية خلال الشهر الماضي في مالي لصد زحف المتمردين المنتمين إلى تنظيم القاعدة نحو جنوب البلاد بعد أن استولوا على شمالها وتخشى الحكومة الفرنسية كما أعلنت من أن تتحول المنطقة إلى ملاذ آمن للإرهابيين الدوليين.
وقال مصدر دبلوماسي من الأمم المتحدة "إن فرنسا تتوقع استمرار نشاطها في مالي لمدة شهر آخر بهدف حرمان المتطرفين من أي إمدادات، ومن المتوقع أن ينتظر مجلس الأمن الدولي حتى شباط/ فبراير المقبل قبل إصدار قرار جديد يفوض قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة بالقيام بمهامها في مالي.
وفي الوقت الذي تواصل فيه القوات الفرنسية أنشطتها في المناطق الشمالية النائية ، تتحرك الآن خارج المدن التي سبق وأن استولت عليها في بداية حملتها، ومن المتوقع أن تقوم بتسليم مدينة تيمبوكتو إلى القوات الأفريقية خلال هذا الأسبوع، ومن غير الواضح أن القوات الأفريقية ستكون على استعداد لتولي كامل المسؤوليات الأمنية ضد المتطرفين الذين قد يشنوا من مخابئهم هجمات ضد تلك المدن.
وأوضح متحدث باسم قوات جيش مالي في تيمبوكتو "إنه لا يوجد سبب لمخاوف السكان من انسحاب القوات الفرنسية في ضوء حجم القوات الأفريقية الآن التي باستطاعتها الحفاظ على الأمن داخل المدينة ، وأكد على أنه لا يخشي من انسحاب الفرنسيين لاسيما وأن الطيران الفرنسي سيظل قادرا على التدخل في غضون دقائق إذا ما احتاجت الأمور".
و صرح مصدر عسكري فرنسي أن 1800 جندي تشادي يسيطرون حاليًا على مدينة كيدال التي قامت القوات الفرنسية بشن غارات جوية عليها خلال الأسبوع الماضي للقضاء على معاقل المقاومة حولها.
وعلى الرغم من سيطرة القوات الفرنسية على مطار كيدال منذ فترة إلا أنه من غير المعروف بعد أسباب عدم استيلاء القوات على المدينة بنفس السرعة التي استولت بها على غاو وتيمبوكتو.
وهناك تكهنات بأن التباطؤ يرجع إلى قيام المتمردين باحتجاز رهائن غربيين بما فيهم 8مواطنيين فرنسيين وهناك مخاوف على حياتهم مع اقتراب القوات الفرنسية من المناطق التي يعتقد بأنهم محتجزين فيها.
ويقول عثمان هال عمدة تيمبوكتو أن الوضع آمن الآن في المدينة في ظل الدوريات التي تقوم بها القوات الفرنسية وقوات مالي وأكد على أنه لا مبرر للتخوف من قيام المتطرفين بشن هجمات ضد المدينة.
أرسل تعليقك