المستشار في الرئاسة الجزائرية رزاق بارة
الجزائر ـ سفيان سي يوسف
طمأن المستشار في الرئاسة الجزائرية، رزاق بارة، الأربعاء، الشعب الجزائري بخصوص الوضع الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مؤكداً أن صحته جيدة، وقال بارة لدى نزوله ضيفاً على القناة الإذاعية الحكومية، "حسب معلوماتي، الرئيس في صحة جيدة وإن شاء الله سيعود قريباً بيننا في لياقة جيدة". وكان الوزير الأول
عبد المالك سلال أكد السبت الماضي أن الرئيس الجزائري بوتفليقة يوجد في "صحة جيدة" وأنه يتابع باستمرار الملفات والقضايا الوطنية.
فيما كشف المستشار الأمني لدى الرئاسة الجزائرية، أن الجماعات المسلحة في منطقة الساحل الأفريقي جمعت 150 مليون يورو (193 مليون دولار) خلال الـ10 أعوام الأخيرة قدمت لها كفدية بنية الإفراج عن الرهائن الغربيين المختطفين، وقال بارة إنه "منذ العام 2003 تم دفع قرابة 150 مليون يورو للجماعات الإرهابية في الساحل كفديات مقابل إطلاق سراح رهائن اختطفتهم"، مطالباً بضرورة "إدانة أقوى للدول التي تدفع فديات للجماعات الإرهابية"، ودعا إلى تقيد الدول تقيداً صارماً بمبدأ منع تقديم الفدية للجماعات الإرهابية، وقال إن الجزائر تريد التزام الدول بقرار منع تمكين الجماعات الإرهابية من فديات حفاظا على سلامة المواطنين، كما أشار المتحدث نفسه لوجود دول، غير ملتزمة بهذا الإجراء، بسبب ما تتعرض له من ضغوط للرأي العام الداخلي من أجل الإفراج عن الرهائن المختطفين، مضيفاً "إذا أردنا أن نوقف دعم الجماعات الإرهابية، علينا الالتزام بعدم الاستجابة لرغباتها في طلب الفديات مقابل الإفراج عن الرهائن".
وبحسب رزاق بارة، فإن "بريطانيا ستقدم خلال قمة مجموعة الثماني المقررة في أيرلندا الشمالية (حزيران/يونيو) مبادرة تقضي بتعهد دول المجموعة بعدم دفع فديات للمجموعات الإرهابية"، وأشاد بدعوة "مجلس الأمن الدولي في اجتماعه الاثنين الماضي إلى وقف دفع الفدية مقابل تحرير الرهائن".
وقال بارة، إن التصريحات الأخيرة الصادرة على لسان قيادات مسلحة بشأن اغتيال الرهبان الفرنسيين السبعة في تيبحيرين في ولاية المدية الجزائرية عام 1996، ما هي إلا تأكيد للحقيقة التي ينبغي أن تظهر في النهاية، معتبرا ما نقلته الأسبوعية الفرنسية "ماريان" من اعترافات الأمير السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال حسان حطاب، بمقتل الرهبان السبعة على يد أمير الجماعة الإسلامية المسلحة(جيا) جمال زيتوني، ما هو إلا إظهار لحقيقة ما حصلت.
وكانت المجلة الفرنسية الشهيرة ''ماريان''، قد نقلت شهادات لمسلحين سابقين من الجماعة الإسلامية المسلحة (الجيا)، يؤكدون ضلوعهم المباشر في مقتل رهبان دير تيبحيرين بولاية المدية عام 1996، واستنادا لفيلم وثـائقي سيبث يوم 23 أيار/مايو الجاري على القناة الفرنسية (فرانس 3)، خصصت الأسبوعية ركنها ''الحدث'' لهذه المأساة التي مر على وقوعها 17 عاماً تحت عنوان ''الحقيقة بشأن اغتيال رهبان تيبحيرين''، كما ذكرت أسبوعية ''ماريان'' أن الجماعة الإسلامية المسلحة تبنّت الجريمة في بيانها الـ 44 الصادر في نشريتها ''الأنصار''، ولكن ''مع ذلك ومن أجل تبرئة ''مسؤولية الإسلاماوية وهمجيتها، حمّلت مسؤولية الاغتيال لهفوة من الجيش الجزائري أو مؤامرة من مصالح المخابرات''. وأكدت الأسبوعية أن ''المواجهة كانت على منابر الصحف، وحتى المحاكم، حيث ذكرت ماريان أنها تناولت هي الأخرى الأحداث وذكرت بهمجية الجماعة الإسلامية المسلحة''، معربة عن ''يقينها'' بأنه اليوم وبعد مرور ''17عاماً عن اغتيال الرهبان، سيحتد الجدل مرة أخرى'' و''اليوم أكثر من أي وقت، مضى ستحاول الأيديولوجية تلك التي ستتهم الجيش والسلطة الجزائرية التهجم ضد قوة وحقيقة الشهادات''.
والقصة الشائعة في ملف الرهبان السبعة، أن فشل أجهزة الاستخبارات الفرنسية في المفاوضات مع ''الجماعة الإسلامية المسلحة'' سابقا، تحت قيادة جمال زيتوني ''أبو عبد الرحمن أمين''، كان سبباً في إعدام الرهبان الفرنسيين السبعة، حيث استمرت المفاوضات ما يفوق الشهر إثر إرسال ''الجيا'' لمفاوض يدعى ''عبد الله'' للسفارة الفرنسية للقاء السفير سراً، وأيضاً تعمّد المخابرات الفرنسية إرسال مفاوض للقاء زيتوني، وانتهت بالفشل وإعلان ''الجماعة'' قطع رؤوس الرهبان.
وكانت السلطات القضائية في باريس، أعادت إحياء هذا الملف قبل أربعة أعوام منذ شهادة جنرال فرنسي يدعى فرانسوا بوشوالتر، الذي تولى منصب الملحق الدفاعي في السفارة الفرنسية في الجزائر ما بين العامين 1995 و1998، واعتبرت جهات جزائرية تلك الخطوة بـ ''الورقة السياسية التي تلعبها فرنسا للضغط على الجزائر''.
ووفقا لتقرير ''ماريان'' التي تابعت إنجاز هذا الشريط الوثائقي، فإن مؤسس الجماعة السلفية للدعوى والقتال، حسان حطاب قدّم شهادته عن الحادثـة، وقال إن جمال زيتوني أمير ''الجيا'' حينها قال له ''أبلغك أني قتلت الرهبان هذا الصباح''، كما نقلت شهادات أبو إيمان الذي وصفته بأنه آخر سجاني الرهبان المغتالين، الذي حضر قطع رؤوسهم، والذي قال ''لم نطلق أية رصاصة. لقد تم ذبحهم بالسكين. قال لي أحد الإرهابيين خذ اذبح... كنت مرعوباً. فدفعني ثم ذبحه''. كما نقلت شهادة ''أبو محمد'' الذي عرف بأنه أمير الجماعة الإسلامية المسلحة، أن ''زيتوني قرر التخلص من الرهبان، مشيراً إلى أنه لم يكن من السهل التخلص من أجسادهم كاملة، فقاموا بقطعها''، مضيفا أنهم ''دفنوا الجثامين في جبال بوفرة. وأنا حملت الرؤوس في سيارة ورميتها على الطريق''.
أرسل تعليقك