محل لبيع المشروبات الكحولية
بغداد ـ جعفر النصراوي
قَتَلَ مسلحون مجهولون 9 أشخاص من أبناء الطائفة الإيزيدية وهم من أصحاب محال بيع المشروبات الكحولية في تقاطع شارع الربيعي في منطقة زيونة شرقي العاصمة بغداد ليل الأربعاء، وأكد شهود عيان أن المغدورين تم إعدامهم ميدانياً وسط صمت حكومي بشأن الحادثة. وقال شهود عيان إلى "العرب اليوم" إن المسلحين
المجهولين الذين نفذوا الهجوم على محال المشروبات الكحولية في بغداد ليلة الأربعاء استطاعوا "السيطرة" على حركة عناصر الشرطة الموجودة قرب المحلات بأسلحتهم، مُبَيِّنين أن المسلحين "قطعوا حركة الشارع بإحدى سياراتهم بشكل تام"، موضحين أن الحادث بأكمله لم يستغرق أكثر من 10 دقائق فقط، مؤكدين تلقي المغدورين إصابات مباشرة بالرأس عن مسافة قريبة ما يدل أن الحكم بإعدامهم ميدانياً صدر من جهة دينية وتم التنفيذ مباشرة.
وفي الوقت الذي امتنعت الجهات الأمنية كافة عن التصريح بشأن الحادث، وصف شاهد عيان إلى "العرب اليوم"، طلب عدم كشف اسمه، الحادث بالتفصيل بأن "مسلحين مجهولين يستقلون ثلاث سيارات صالون حديثة، وسيارة رابعة باص لنقل الركاب نوع (كوستر)، نفذوا الهجوم الذي لم يستغرق سوى دقائق معدودة".
وأضاف الشاهد أن "أربعة مسلحين وجهوا مسدساتهم صوب عناصر الشرطة الاتحادية الموجودة قرب المحلات وسيطروا على حركتهم"، لافتاً إلى أن "سائق سيارة الباص (الكوستر) قام بقطع الطريق بشكل تام ومنع مرور أي سيارات أخرى عبر الشارع"، مبيناً أن "بقية المسلحين ويقدر عددهم بـ10 أشخاص تَرَجَّلُوا من السيارات الأخرى، وهم يحملون مسدساتهم في أياديهم، متوجهين صوب محلات بيع المشروبات الكحولية وسط فزع المواطنين الموجودين قرب المحلات".
وأكد الشاهد "أن المسلحين أطلقوا نيران أسلحتهم صوب أصحاب محالات بيع المشروبات الكحولية مباشرة"، موضحاً أن "الهجوم أسفر عن مصرع 9 من أصحاب المحلات في الحال، وإصابة 14 آخرين من مرتادي المحلات ومن المارة"،
وأشار إلى أن "هؤلاء المغدورين تلقوا إصابات مباشرة في الرأس عن قرب"، وبيّن أن "المسلحين لاذوا بالفرار بعد إتمام العملية" دون أن تتمكن القوى الأمنية من إلقاء القبض عليهم أو على الأقل اعتراضهم مع أن منطقة الحادث محاطة بنقاط تفتيش مجهزة بأجهزة الكشف عن الأسلحة والمتفجرات.
ودانت كتلة التحالف الكردستاني، في بيان صدر عنها الخميس، وتلقى "العرب اليوم" نسخة منه، قيام ما أسمته ميليشيات مسلحة بممارسة "القتل الممنهج" ضد "الكرد الإيزيديين" بعد الحادث، فيما طالبت الحكومة بالوقوف بحزم في وجه المنفذين وتقديم الجناة للقضاء بسرعة، محذرة من "تداعيات خطرة" ما لم تبادر السلطات الأمنية باتخاذ أشد الإجراءات في ملاحقة "القتلة الإرهابيين".
فيما طالبت القائمة العراقية الأجهزة الأمنية بالقبض على المسلحين الذين استهدفوا محال بيع المشروبات الكحولية شرقي بغداد، ووصفت منفذي العملية بـ"الوحوش"، فيما دعت إلى تنفيذ القصاص العادل بهم.
يذكر أن المرجع الديني، الشيخ محمد اليعقوبي دعا، في بيان له صدر في 8 أيار/مارس الماضي، إلى "تجفيف حواضن الإرهاب والخمور"، وقطع "الخطوط التي تمد المنكر"، وطالب أنصاره بـ"الضغط" على القوات الأمنية للوقوف في وجه الأمور "المخالفة للدستور"، و"المخالفة للإسلام"، مبيناً أننا "نواجه مسألة إشاعة الخمور في بلاد المسلمين وعلينا التفكير بتجفيف الحواضن التي تحتضن مثل هذه الأمور ونقود بسد الخطوط الاقتصادية للمنكر".
وشهدت محال بيع المشروبات الكحولية في العاصمة بغداد، خلال الفترة الماضية الاستهداف من قبل جماعات متشددة في مناسبات عديدة، إلى جانب دعوات بإقفالها ومنعها، الأمر الذي يعزوه البعض إلى أفكار ومعتقدات دينية متشددة، نظرا لأن الخمر محرم في الدين الإسلامي الذي تعتنقه الغالبية العامة في البلاد تحريماً مطلقاً، إذ أمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في شهر رمضان المنصرم بإغلاق محال بيع الخمور كافة، موجها باتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن المخالفين
أرسل تعليقك