نطاق الصراع في سورية يتسع ويأخذ أبعادًا أوسع في منطقة الشرق الأوسط
آخر تحديث GMT08:28:17
 لبنان اليوم -

تركيا تتوعد بالانتقام عقب تفجيرات وقعت في إحدى قراها الحدودية

نطاق الصراع في سورية يتسع ويأخذ أبعادًا أوسع في منطقة الشرق الأوسط

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - نطاق الصراع في سورية يتسع ويأخذ أبعادًا أوسع في منطقة الشرق الأوسط

باراك أوباما وديفيد كاميرون وسلام بالأيدي في المؤتمر الصحافي في البيت الأبيض

لندن ـ سليم كرم بدأ نطاق الصراع في سورية يتسع ويأخذ أبعادًا أوسع في الشرق الأوسط في الوقت الذي تتوعد فيه تركيا بالانتقام من التفجيرات التي وقعت في إحدى قراها الحدودية، وأسفرت عن مقتل ما يقرب من خمسين فردًا، ومع ذلك فإن الوضع الراهن في الأزمة السورية بات معقدًا للغاية بعد أن أضحى رهينة للشلل والتردد. ولعل السبب في ذلك أن هذا الصراع السوري كما يشير مقال نشرته، الثلاثاء، صحيفة "غارديان" البريطانية هو أول صراع يحدث في عصر ما بعد القوى العظمي، فالولايات المتحدة لا تعرف بالضبط ما تريده، وحتى لو عرفت ما تريده فإنها على ما يبدو تخشى من استخدام وسائلها وإمكاناتها التي تحت تصرفها في تدبيره وتحقيقه.
وتقول الصحيفة "إنه وقبل عام كان الناس في العاصمة اللبنانية بيروت يقولون إن بشار الأسد ربما لم يعُد يتبقى له في الحكم سوى ثلاثة أشهر، إلا أنه وعلى ما يبدو الآن بات أكثر رسوخًا؛ فعلى المستوى العسكري استطاع النظام أن يدعم قبضته على دمشق وغيرها من المدن السورية الرئيسية".
وتضيف "غارديان": "أما قوات المقاومة فقد باتوا أكثر إحباطًا وأكثر اختلافًا في ظل تزايد المخاوف من أن العنصر الوحيد في المقاومة الذي يتمتع بالتنظيم هو جبهة "النصرة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة"".
ويقول بعض الدبلوماسيين "إن نظام الأسد يتعمد تأجيج تلك المخاوف"، ولكنهم يعترفون بأن "هذه المخاوف تضيف إلى المشهد حقيقة تقول إن الأزمة السورية باتت بالنسبة إلى كل الأطراف المتورطين فيها أمرًا ذا خيارين أحلاهما مر".
وأعلن الرئيس الأميركي أوباما في خطاب إعادة انتخابه أن عقدًا من الحرب الأميركية يشرف على الانتهاء، وذلك في ظل ما أسفرت عنه الحرب في أفغانستان والعراق على المستوى الإنساني، كما أن عملية ليبيا كان يُنظر إليها باعتبارها عملية متواضعة، كما أن نجاحها كان أيضًا متواضعًا، ولكنه نجاح تقوضت أركانه بمقتل السفير الأميركي في ليبيا على يد إسلاميين متشددين في بنغازي.
ووجد أوباما نفسه في ظل ذلك أمام خيار الحد من الخسائر والنأي بنفسه عن الأزمة السورية، لكن المشكلة تكمن في أن حكومته لن تعترف بذلك الخيار كإستراتيجية، الأمر الذي يعطي أملاً كاذبًا للمعارضة السورية التي تطلق على نفسها معارضة معتدلة، وكذلك للدول السنية المناصرة لها وهي تركيا وقطر وغيرهم في المنطقة.
وتضيف الصحيفة البريطانية "إن التردد الأميركي دفع بإسرائيل إلى القيام بما كان ينبغي على أميركا أن تقوم به، فقد حرصت إسرائيل على أن تبعث برسالة خاصة من خلال غاراتها في الخامس من هذا الشهر إلى كل من الأسد وحزب الله وإيران، فهي لا تريد شحن أي أسلحة ثقيلة إلى "حزب الله"".
ويبقى السؤال هو: هل ترغب إسرائيل في بقاء الأسد أم لا؟ وعلى ما يبدو فإنه لا يوجد أحد في بيروت أو غيرها من عواصم المنطقة يعرف الإجابة عن هذا السؤال.
ويبدو أن إسرائيل ترتاح نسبيًا إلى عائلة الرئيس السوري بشار الأسد التي غضت الطرف عن احتلالها لمرتفعات الجولان، تمامًا مثلما كان ارتياحها للرئيس المصري السابق حسني مبارك لقدرته على كبح جماح الشعب المصري طوال فترة حكمه.
ويظل الواقع أن إسرائيل وأميركا سوف يفعلان أي شيء يقلل من حدة النفوذ الإيراني على سورية، وربما كان هدف كليهما هو التخلص من الأسد واستبداله بشخص ما يحفظ النظام، ويسمح للمعارضة المعتدلة بتولي حكومة تكون على علاقة ودية أكثر مع الغرب.
ويمكن القول "إن مثل هذا السيناريو المعقد الذي لا تدعمه خطة لا حظوظ أمامه، وذلك في الوقت الذي وصل فيه عدد ضحايا الصراع إلى 70 ألفًا، كما أنه يمتد إلى أبعد من الحدود السورية".
ويبقى خير دليل على ذلك الانفجارات التي تعرضت لها القرية التركية، كما أن لبنان وهي كيان، بحسب كاتب المقال، هش وضعيف لا يزيد عدد سكانه على أربعة ملايين نسمة، تحاول استيعاب مليون لاجئ سوري، وعبر حدودها يمر يوميًا مقاتلون مؤيدون ومعارضون لنظام الأسد، ويشير أحد تقارير مركز "مجموعة الأزمة الدولية" إلى أن احتمالات نشوب صراع طائفي داخل لبنان بات وشيكًا.
ويتضح ان الأزمة باتت تفتقد إلى قيادة أو إلى إستراتيجية، ومع استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية التي اعتبرها أوباما خطًا أحمر يبدو أن الولايات المتحدة تمارس نوعًا من الخداع، ولعل أبرز إشارة على ضعف الغرب إزاء الأزمة السورية قيام كل من ديفيد كاميرون وجون كيري مؤخرًا بطلب المساعدة من الرئيس الروسي الداعم الأول للأسد.
يُذكر أن الغرب قبل أشهر قليلة كان يستبعد الروس، كما أن البيان الصادر عن اجتماع أوباما وكاميرون يقول إنه وعلى الرغم من اختلاف وجهات النظر فإن الهدف واحد وهو هدف بوتين نفسه، ويتمثل في "سورية مستقرة وسالمة وخالية من المتطرفين".
ويمكن القول "إن زمن التدخل العسكري الثقيل قد انتهى وولى، وهذا في حد ذاته يجسد مأساة سورية، وسوف يجسد مآسي أخرى قريبا".
 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نطاق الصراع في سورية يتسع ويأخذ أبعادًا أوسع في منطقة الشرق الأوسط نطاق الصراع في سورية يتسع ويأخذ أبعادًا أوسع في منطقة الشرق الأوسط



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon