دفعت القوات التركية بتعزيزات جديدة إلى نقاط المراقبة العسكرية في منطقة خفض التصعيد في إدلب، في وقت تواصلت فيها الاستهدافات بين قوات النظام وفصائل المعارضة. واشترطت واشنطن مجدداً أن تتخلى تركيا عن منظومة الدفاع الصاروخي الروسية «إس 400» من أجل مساعدتها في إدلب.
ودخل رتل عسكري تركي، مؤلف من 25 آلية، صباح أمس (السبت)، عبر معبر كفرلوسين الحدودي، واتجه نحو نقاط المراقبة العسكرية التركية، ليرتفع عدد الآليات التي أدخلتها تركيا منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الجديد مع روسيا في موسكو، في 5 مارس (آذار) الماضي، إلى 2250 آلية، بالإضافة إلى آلاف الجنود.
كما ارتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التركية التي وصلت إلى منطقة خفض التصعيد منذ 2 فبراير (شباط) الماضي إلى أكثر من 5655 شاحنة وآلية تحمل دبابات وناقلات جند ومدرعات وكبائن حراسة متنقلة مضادة للرصاص ورادارات عسكرية، فيما بلغ عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب خلال تلك الفترة نحو 10 آلاف و500 جندي.
وواصل جيش النظام السوري إرسال تعزيزات إلى محاور عدة في شرق وجنوب إدلب، بينما تواصلت الاستهدافات المتبادلة بالقذائف الصاروخية على محوري الفطيرة والدار الكبيرة، جنوب مدينة إدلب، بين قوات النظام والمجموعات المتحالفة معه من جهة، والفصائل السورية المسلحة ومجموعات متشددة من جهة أخرى، دون معلومات عن خسائر بشرية.
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قد أفاد بوقوع قصف مدفعي من جانب قوات النظام في ريف إدلب، استهدف بلدة كنصفرة والفطيرة وسفوهن وكفرعويد في جبل الزاوية، أول من أمس.
وفي سياق متصل، أكدت السفيرة الأميركية لدى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بيلي هاتشيسون، استعداد الولايات المتحدة لتقديم الدعم لتركيا، في مواجهة التحديات التي تواجهها في محافظة إدلب، ودعمها في التصدي للنظام السوري، بشرط أن تمتنع عن نشر أنظمة الدفاع الجوي «إس 400» التي حصلت عليها من روسيا في يوليو (تموز) الماضي، وأعلنت أنها ستقوم بنشرها في أبريل (نيسان) الحالي.
وقالت هاتشيسون: «نأمل ألا تنشر تركيا المنظومة الروسية، كونها تمنع بعض الدعم المحتمل الذي يمكننا تقديمه لها لمنع أي هجمات من قبل النظام السوري».
وأشارت السفيرة الأميركية إلى وجود «رغبة كبيرة لدى واشنطن لحماية مدينة إدلب، التي يسكنها أكثر من 4 ملايين نسمة، تماماً كما تريد الحكومة التركية ذلك... نأمل من تركيا أن تقوم بإخراج نظام الدفاع الصاروخي المتمركز في وسط أنقرة، وأن تمنحنا الحرية لمساعدتها على حماية سوريا والمدنيين هناك».
ومن ناحية أخرى، تواصلت الاشتباكات، فجر أمس، على محور براد، شمال غربي مدينة حلب، بين الفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا، وتحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مع قصف متبادل بالقذائف والرشاشات الثقيلة، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وكانت القوات التركية والفصائل الموالية لها قد قصفت بالمدفعية الثقيلة، أول من أمس، قرية تل جيجان، ضمن مناطق انتشار «وحدات حماية الشعب» الكردية، التابعة لـ«قسد»، شمال حلب. وذكر «المرصد» أن القوات التركية المنتشرة في محيط مدينة عفرين نفذت، أول من أمس، قصفاً صاروخياً استهدف مناطق الزيارة وبينه وآقبيه، التابعة لناحية شيراوا جنوب مدينة عفرين، دون تسجيل خسائر بشرية.
قد يهمك ايضا:
غسان ريفي يؤكد ضرورة أن تفكِّر الحكومة اللبنانية في كيفية إغاثة العائلات الأكثر فقرًا
بيان الرؤساء الأربعة بداية مرحلة جديدة في الحياة السياسية اللبنانية
أرسل تعليقك