الاشتباكات في ريف دمشق
دمشق ـ جورج الشامي
أعلنت المعارضة السورية، سقوط 10 قتلى الخميس، حصيلة الاشتباكات في معظم المحافظات وبخاصة في ريف دمشق، وذلك غداة يوم دام راح ضحيته 131 قتيلاً، فيما أبدت روسيا قلقها من الأخبار التي أفادت بقصف سلاح الجو الإسرائيلي لمواقع سورية، تزامنًا مع تأكيد المجلس الوطني المعارض
، رفضه الحوار مع دمشق موضحًا أن تصريحات رئيس "الائتلاف المعارض" معاذ الخطيب لا تعبر عن سياسة الائتلاف.
ميدانيًا، قالت لجان التنسيق المحلية السورية، إن "10 قتلى على الأقل سقطوا في سورية، صباح الخميس، فيما قُتل 131 شخصًا الأربعاء منهم 8 نساء و8 أطفال، توزعوا في دمشق وريفها 42، حمص 29، حلب 25، إدلب 14، حماه 7، درعا 6، دير الزور 4، الرقة 3، في حين تواصلت الاشتباكات بين الجيشين الحر والحكومي في مدن سورية عدة وبخاصة في دمشق، التي لم تهدأ فيها الأصوات طوال ليلة الأربعاء، وبخاصة في مخيم اليرموك وحي جوبر، وطال القصف مدينة داريا التي أعلنها الجيش السوري الحر منطقة محررة بالكامل، وكذلك جرى قصف حرستا وعربي وأحياء طريق الباب والشيخ سعيد والليرمون في حلب، وتجددت الاشتباكات في حي الأعظمية، وقصفت القوات الحكومية كذلك حمص لا سيما بابَ الدريب والحميدية، كما قصف الطيران الحربي مدينة الرستن وبلدتي تلبيسة والقصير، بينما شهدت درعا اشتباكات في منطقة درعا البلد، وجرى قصف قرى عدة في ريف اللاذقية" .
ودبلوماسيًا، أكد المجلس الوطني السوري "المعارض"، الخميس، في بيان تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، أن "تصريحات رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب، بشأن إمكان التفاوض مع الحكومة السورية لا تعبر عن موقف الائتلاف، وأنها تتناقض مع النظام الأساسي للائتلاف، ووثيقة الدوحة المؤسسة له، من رفض قاطع للتفاوض مع النظام، والإصرار على رحيله بكل رموزه".
وأعلن الخطيب في وقت سابق الأربعاء، استعداده لحوار مشروط مع ممثلين عن حكومة الرئيس بشار الأسد، تمهيدًا لمرحلة انتقالية، قائلاً في بيان إنه "مستعد للحوار مع ممثلين للنظام السوري في القاهرة أو تونس أو إسطنبول، وأن ذلك يعد بادرة حسن نية للبحث عن حل سياسي للأزمة وحقنًا لدماء"، بينما رهن الائتلاف السوري مرارًا أي حوار مع دمشق برحيل الأسد الذي يرفض من جهته مثل هذا الشرط.
وفي البيان الصادر عنه، وضع رئيس الائتلاف السوري، شروطًا للدخول في حوار من هذا القبيل، أولها الإفراج عن 160 ألف معتقل بمن فيهم المعتقلون في سجون المخابرات الجوية وسجن صيدنايا، وتمديد جوازات سفر كل السوريين في الخارج لمدة عامين، موضحًا أن "تلبية تلك الشروط تعد ثمنًا أوليًا لأي حوار محتمل مع ممثلين للحكومة السورية، وأن وضع تلك الشروط كان من باب عدم جواز المساومة على حرية السوريين"، بيد أن رئيس الائتلاف السوري قال في البيان ذاته إنه "لا يمكن الوثوق في الحكومة السورية"، مشيرًا إلى سلسلة من المجازر أحدثها مجزرة حي بستان القصر في حلب، حيث عثر أخيرًا على جثث نحو ثمانين شخصًا أعدموا رميًا بالرصاص، في حين دعا "الائتلاف السوري" بيان منفصل، مجلس الأمن الدولي إلى "محاسبة الرئيس الأسد والمسؤولين الآخرين عن هذه المجزرة وغيرها من المجازر، عبر إحالة القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية".
وعلى صعيد آخر، أعربت روسيا، في بيان لها الخميس، عن "قلقها الشديد" إزاء التقارير التي تحدثت عن غارة إسرائيلية داخل الأراضي السورية"، مؤكدة أنها "ستدين الهجوم في حال ثبتت صحة المعلومات، لأن ذلك سيعني أننا أمام عملية إطلاق نار من دون مبرر على أراضي دولة ذات سيادة، في انتهاك فاضح لميثاق الأمم المتحدة".
وكانت القيادة العامة للجيش السوري قد قالت، الأربعاء، إن "طائرات حربية إسرائيلية هاجمت مركز أبحاث عسكري في محافظة دمشق فجرًا ودمرته، وقُتل شخصان وأصيب خمسة آخرون في الهجوم على الموقع، الذي وصفته القيادة بأنه "أحد مراكز البحث العلمي المسؤولة عن رفع مستوى المقاومة والدفاع عن النفس"، فيما دان "حزب الله" اللبناني، الخميس، الهجوم الإسرائيلي، ووصفه بأنه "محاولة لتقويض القدرات العسكرية العربية"، وتعهد بالوقوف إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد، حيث أعلن الحزب في بيان "تضامنه الكامل مع سورية، قيادةً وجيشًا وشعبًا".
أرسل تعليقك