عناصر من الجيش الحر بعد السيطرة على دبابة تابعة للقوات السورية
دمشق ـ جورج الشامي
سقط 100 قتيلاً في سورية، الجمعة، وسط تظاهرات حاشدة في مختلف المحافظات، في جمعة "أسلحتكم الكيميائية لم توقف مد الحرية"، فيما استمرت عمليات الجيش السوري العسكرية في كافة أنحاء البلاد، وركز قصفه على دير الزور، وحاول مجددًا اقتحام داريا في ريف دمشق إلا أن الجيش "الحر" المعارض
تصدى له، وتمكن من السيطرة على كتيبة الكيمياء في الرقا، وفي ريف دمشق تمكن من تدمير دبابة من طراز تي 72 في داريا وصد محاولات الحكومة لاقتحام المدينة، واستهدف تجمعات قوات الحكومة وألحق بصفوفهم خسائر فادحة وسط أنباء عن فحص خبراء بريطانيين، مختصين في السلاح الكيميائي والبيولوجي عينة من تربة منطقة خان العسل في ريف حلب، لمعرفة إذا كانت تحتوي على آثار كيميائية أو من غاز السارين.
وقال ناشطون سوريون، "إن 100 قتيل سقطوا الجمعة، من بينهم خمس سيدات واثني عشر طفلا، و28 في دمشق وريفها، و18 في درعا، و17في حماه بينهم تسعة شهداء تم إعدامهم ميدانيًا في كرناز، و13في حلب، وتسعة في حمص، خمسة في الرقة، خمسة في أدلب، وخمسة في دير الزور، وفي الزبداني سقط عدد من الجرحى واحترقت منازل عدّة، جراء القصف على المدينة، وعند حاجز سيدي مقداد وبعد تراجع القوات الحكومية نتيجة ضربات الجيش الحر، اكتشف عدد من الجثث تم إعدامها ميدانيًا، وفي داريا صد الجيش الحر محاولة أخرى لاقتحام المدينة، وفي القطيفة قام الجيش الحكومي بإطلاق صاروخين (سكود) من اللواء 155 في اتجاه الشمال السوري، وفي مدينة دمشق قتل مقاتلان من الكتائب خلال اشتباكات مع القوات الحكومية في حي جوبر الذي يتعرض لقصف مستمر، كما قتل مواطنان أحدهما سيدة برصاص قناصة في حي برزة، في الوقت الذي تصاعد فيه الدخان من حي الميسات نتيجة الانفجار الذي وقع صباح الجمعة، وفي محافظة دير الزور شمال البلاد، قتل 5 مواطنين بعد تعرض أحياء عدة إلى قصف جوي وبري عنيف، حيث استهدفت أحياء الحويقة والعمال والصناعة لقصف مدفعي عنيف، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الجيش "الحر" والقوات الحكومية في حيّ الصناعة، أما في الرقة فقد قتل 5 مواطنين، بعدما شهد محيط الفرقة 17 اشتباكات عنيفة، فيما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة فوق إحدى قرى وادي اليرموك في درعا، وسط اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة على حاجز مساكن جلين، بالتزامن مع قصف عنيف بالمدفعية والهاون يستهدف المنطقة، كما استهدف الطيران المروحي قرى الغنيمية والمريج والمارونيات ببراميل عدّة متفجرة في محافظة اللاذقية، وفي إدلب قتل 5 مواطنين، وتعرضت بلدة الهبيط لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، مما أسفر عن تدمير عدد كبير من المنازل، وكذلك سقط عدد من الجرحى في قصف عنيف على قرية الغنوط في حمص بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، وفي حماة شن الطيران الحربي غارات جوية، على كلّ من كرناز وكفرنبودة والحماميات وتل هواش والمزارع المحيطة، بالتزامن مع قصف بالدبابات وراجمات الصواريخ، وقتل سبعة عشر مواطنًا بينهم تسعة تم إعدامهم ميدانيًا في كرناز، وفي القنيطرة استهدف الطيران الحربي محيط حاجز العلان بالصواريخ في بلدة سحم، بينما تصدى له الجيش الحر، مع استمرار الغارا.
وخرجت تظاهرات عدة في المحافظات السورية، في جمعة "أسلحتكم الكيميائية لم توقف مدّ الحرية"، للمطالبة بإسقاط الحكومة، وحييت الجيش الحر، فيما كان الإعلام السوري أحد أكثر أهداف التظاهرات، حيث هتف المتظاهرين ضده واتهموه بـ"الكذب والتلفيق"، وبخاصة في ما يتعلق بتفجير الخميس، في جامع الإيمان الذي استهدف 49 سوريًا، بمن فيهم الداعية الإسلامي محمد رمضان البوطي، حيث تبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات بشأن المسؤول عن الحدث، في حين اعتبره المتظاهرون أنه "مفتعل من قبل دمشق كما هو حال عدد كبير من التفجيرات السابقة"، ومن أبرز المناطق التي خرجت فيها تظاهرات، كوباني وطريق الباب في حلب، وعامودا في القامشلي، والبوكمال في دير الزور، وبنش وكفر نبل وحاس وتلمنس في إدلب، وخربة غزالة في درعا، وطريق حلب في حماة، وريف دمشق، وحمص، فيما أفادت لجان التنسيق المحلية، أن "عدد القتلى في سورية، الجمعة، حتى اللحظة وصل إلى 78 قتيلاً، بينهم سيدة وطفلين وواحد تحت التعذيب، منهم 15 في دمشق وريفها، 5في درعا، 3 في حماه، اثنين في كل من دير الزور والرقة.
وارتفعت حصيلة القتلى في الانفجار، الذي استهدف مسجد الايمان في حي المزرعة في دمشق، الخميس، إلى 49 شخصًا، بينهم العلامة محمد سعيد رمضان البوطي، حيث قال وزير الصحة السوري سعد النايف، خلال تفقده مصابي التفجير فى مستشفى دمشق، "إن عدد ضحايا التفجير الإرهابي الانتحاري في جامع الايمان في دمشق الخميس، ارتفع الى 49 شهيدًا"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
وقد حصلت الاستخبارات العسكرية السرية، المعروفة باسم MI6 في بريطانيا، على عيّنات من تربة منطقة خان العسل في ريف حلب، ونقلتها إلى لندن، ومنها إلى مجمّع "بورتون داون" للبحث العلمي العسكري التابع لوزارة الدفاع في مقاطعة "ويلتشر" البعيدة في الجنوب الغربي لإنكلترا 147 كيلومترًا عن لندن، في عملية سرية ورد خبرها قليل التفاصيل، الجمعة، في صحيفة "التايمز" البريطانية، ومن دون مصدر واضح.
وسيفحص خبراء المجمّع، المختصين بالسلاح الكيميائي والبيولوجي، التربة لمعرفة إذا كانت تحتوي على آثار كيميائية أو من غاز السارين، تسربت من صاروخ انفجر في خان العسل، وأدى إلى مقتل 21 مدنيًا و10 جنود سوريين كانوا بالقرب من مكان الانفجار، حيث استنشق المواطنون الغازات، وأصيبوا بإغماء فوري ونقلوا إلى مستشفيات حلب، طبقًا لما تلخصه "العربية نت" مما قاله نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد.
واتهم المقداد "الجماعات المسلحة" بإطلاق الصاروخ، من دون دليل، وكذلك قادة المعارضة الذين اتهموا دمشق وقدموا دليلاً، والاثنان طالبا بتحقيق دولي، فيما طلبت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إرسال بعثة إلى سورية للتحقيق في اتهامات الطرفين، أما روسيا فمالت للرواية الرسمية التي منها جاء أول خبر عن الصاروخ مع صور لمن وصفتهم وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" بـ"ضحاياه .
ولم يظهر على القتلى والجرحى، أي آثار تؤكد تعرضهم لسلاح كيميائي، فقد شكك السفير الأميركي روبرت فورد، الغائب عن مقره في سورية منذ عام، باحتواء الصاروخ على غاز الأعصاب، رغم تحذير أطلقه، وملخصه أن عواقب وخيمة غير محددة "تنتظر الحكومة السورية إذا ثبت استخدامها لأسلحة كيميائية للمرة الأولى منذ بدء الانتفاضة".
وقالت "التايمز" "إنه لو اكتشف خبراء مجمّع (بورتون داون) أثارًا كيميائية أو من غاز الأعصاب في عيّنات التربة، فسيزيد الضغط على المجتمع الدولي ليقوم بعملية عسكرية ضد الحكومة السورية، وأن في سورية 50 موقعًا للسلاح الكيميائي، بحسب تقييم الاستخبارات الغربية، وهناك إمكان ألا يكون الكيميائي ضمن (حشوة) الصاروخ، الذي تم إطلاقه الثلاثاء الماضي، من منطقة كفر داعل في اتجاه خان العسل، ولا غاز السارين القاتل أيضًا، إنما غاز آخر يسمونه (العنصر 15)، واستخدمته الحكومة السورية في حمص في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وهو ليس مميتًا ولا مدرجًا كسلاح محظور، وأهم أعراضه الشعور بدوار وشلل مؤقت للقوى، وارتباك وفقدان للتوازن وضيق بالتنفس".
أرسل تعليقك